قبيلة، نفتالي بينيت المفقودة!
مرَّ علينا خبرُ وصول مائتين وخمسة وثلاثين مُهجَّراً يهودياً إلى إسرائيل عبر مطار بن غوريون يوم، 13-10-2021 مرورَ الغافلين، هؤلاء المهجرون وصلوا من مدينة، مانبور في الهند، بزعم أنهم يهودٌ من القبائل العشرة الضائعة، أحفاد قبيلة، منسي، أو منشي، اكتَشف يهوديتَهم بمحض الصدفة الجنديُ الإسرائيلي، متشل فروند، مكتشف اليهود الضائعين في العالم، وهو عضوٌ نشط في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نتنياهو، أما كيفية اكتشاف يهوديتهم، فهي تقنية خاصة جداً بهذا الباحث، وهي أنهم فقط يُحيونَ طقوس يوم السبت ويعظمونه، ويستريحون فيه، وهم أيضاً يلتزمون بالطهارة وفق الأصول اليهودية، ويأكلون الطعام المُجاز شرعاً في اليهودية!
القادمون سينضمون إلى جاليتهم المجلوبة إلى إسرائيل منذ سنوات، يقدر عددهم اليوم بخمسة آلاف، مع العلم أن باقي القبيلة سيتم نقلهم إلى إسرائيل في القريب العاجل، معظم هؤلاء، بخاصة الشباب سيُرغمون على دخول الجيش لقمعنا، وسيُنشرون على الحدود الساخنة، أما الباقون فسيصبحون مستوطنين يستولون على أرضنا!
ادَّعى المكتشِف، متشل فروند، مؤسس جمعية شافي إسرائيل أن أفراد قبيلة بني منشه، هم من نسل اليهود المطرودين من الأشوريين منذ سبعة وعشرين قرناً من الزمان!
هذا الاكتشاف (الرهيب) لا يخضع لأي علم من العلوم، بل يخضع للحساب الديموغرافي في إسرائيل، وهو الحساب المُقام على أساس، تغيير سكان فلسطين الأصليين باستقدام جنسيات وطوائف أخرى بادعاء حقهم التوراتي، هو بالتأكيد تطهير عِرقي!
هذا الفعل، ليس مقصوراً على، متشل فروند وجمعيته، شافي إسرائيل، بل أشرف على تنفيذه معظمُ الوزارات في إسرائيل، وزارة الهجرة والاستيعاب، والوكالة اليهودية، ووزارة الداخلية، ووزارة الإسكان، بالإضافة إلى الداعمين بالمال، في الداخل والخارج!
هذه السياسة قد تكون مقبولة في دولةٍ تعيش فوق أرضها القانونية المعترف بها، ولكنها في دولة محتلة لأرضنا جريمة في حق الإنسانية، فنحن نُحرم من حقوقنا، ليستولي عليها مهاجرون جددٌ، وفي الوقت نفسه ترفض وزارة الداخلية الإسرائيلية منح أصحاب الأرض الأصليين ممن ولدوا في أرضهم بطاقات جمع الشمل الإنسانية والقانونية، ولا تكتفي بذلك، بل تقومُ بتهجير سكان النقب وهدم قراهم وطرد سكان القدس، والجليل، والاستيلاء على بيوتهم، وهدم قرى السكان الأصليين في غور الأردن!
هذا الملف للأسف لم يعد يستثير الإعلام، حتى أن معظم وسائل الإعلام الفلسطينية لا ترصد هذه الهجرات العنصرية اليومية من كل دول العالم، لم أسمع عن مؤسسات، أو جمعيات تضع الخطط لتجريم هذه الهجرات إعلامياً وقضائياً، فليس في قوانين العالم قانونٌ يسوِّغُ طرد السكان الأصليين لأن محتليهم يزعمون أنهم من نسل قبيلة يهودية مفقودة، عاشوا منذ سبعة وعشرين قرناً في المكان!
أذكِّرُ كم؛ لا تزال عشرة قبائل يهودية مفقودة من مجموع قبائل اليهود الاثنتي عشرة!
في إسرائيل فقط قبيلتان، هما بنيامين في الشمال، ويهودا في الجنوب، وهما ليستا كاملتين!
أما القبائل العشرة المفقودة حتى كتابة المقال هي: إساكر، أشير، زفلون، منسه، جاد، دان، رؤوفين، شمعون، إفرايم، نفتالي!
هناك مَن يمهدون لتهجير أعداد كبيرة من سكان العالم، ليس الحاخامين فقط، كما فعل عوفاديا يوسيف حين أفتى، بأن الفلاشاه هم أحفاد قبيلة دان اليهودية العام 1972، بل إن باحثين وسياسيين أفتوا بأن الرومان هم أيضاً من القبائل الضائعة، وكان آخر إفتاء هو أن (طالبان) في أفغانستان هم من القبائل المفقودة، لأنهم يمارسون طقوس اليهودية! وسبق أن أشار باحثون إسرائيليون في علم الجينات إلى أن الغجر هم من القبائل الضائعة أيضاً!
سيستمر المسلسل ولن ينتهي، لأن رئيس وزراء إسرائيل زعيم استيطاني، سُمِيَ باسم القبيلة اليهودية الضائعة (نفتالي)، سيظل هو وحزبُه في حالةِ بحثٍ دائم عن قبيلته المفقودة!