تأبط شراً
يعود اللقب في الأصل لثابت بن جابر أحد شعراء الجاهلية الصعاليك، اختلفت الروايات في حمله لقب تأبَّط شراً، فقيل لأنه حمل سيفاً تحت إبطه وخرج، فُسئِلَت أمه عنه فقالت: لا أدري تأبَّط شراً وخرج، وقيل: لأنه جاء إلى أمه يحمل جراباً مَلأه أفاعي ثم فتحه أمامها، فقالت: لقد تأبَّط شراً الخ. ولكن ما نريد التطرق إليه ليس هذه الشخصية بذاتها بل الشخص (المشكلنجي) الذي يبحث عن المشاكل وإن لم يجدها يتقاتل مع ذبان وجهه كما يقول المثل الشعبي، فهو كالكلب المسعور ينبح على الجميع ويهاجم الجميع. .
تأبط شراً شخصية نصادفها في حياتنا اليومية وهي موجودة في كل المجتمعات، إنه الشخص دائم التذمر والاحتجاج على كل شيء ولا يعجبه شيء ودائم المشاكسة ويبحث عن عركة هنا أو هناك: مع أسرته وزوجته الدائم المناقرة معها بسبب أو بدون سبب، ويتعارك مع إخوته وأبويه، ويتعارك مع زملائه في العمل والناس في الشارع بسبب أو بدون سبب،
نجدهم في مجال السياسة والإعلام ، حيث يتفنن بعض السياسيين والإعلاميين ومدمني الفيسبوك في إثارة الفتنة والتهجم على من يخالفونه الرأي ولا يتورع عن اللجوء للفضائح والكذب، فالمهم بالنسبة له كيف يلفت انتباه الآخرين له وكيف يجعل اسمه على لسان الجميع ولا يهم إن كان بالخير أو بالشر.
لأول وهلة يعتقد من لا يعرف تأبط شراً أنه انسان شجاع وشهم وغيور على الاخلاق والوطن، إلا أنه بعد عدة تجارب ومعاناة معهم تكتشف أن صوتهم العالي والميل للمشاكسة إنما للتغطية على نواقص وأمراض نفسية واجتماعية يعانون منها، أو للفت الانتباه لهم من باب (خالف تُعرف).
أنجاكم الله من تأبط شراً وما أكثرهم هذه الأيام .