" ايام ووقائع"
ايام ووقائع لمن يتذكرها برفض الاستسلام التطبيع والخيانه لشعبه وللعقيده والدين، في القاء نظره تأمليه لأيام ذات دلالات هامه في تاريخ المسيره الفلسطينيه، اتذكر بعض منها من حيث التشابه في النتائج بغض النظر عن التفاصيل المرهقه... فعلى سبيل المثال لا الحصر اخترت مساء يوم الاربعاء الموافق 20 مارس 1968 كان يوما صعبا وقاسيا يتحدد فيه مستقبل حركه فتح العمود الفقري لثورتنا المعاصره بقرار صمود الكرامه ، حيث سبق ذلك اليوم تحركات لحشود اسرائيليه متوجه نحو غور الاردن بقياده عوزي ناركيس وتصريح شديد اللهجه من الجنرال ديان وزير الحرب نحن ذاهبون لتطهير أوكار المخربين في الاغوار وسنحضرهم بالشباك وسأتناول غدائي في السلط. وعندما سئل عن الفدائين قال هناك حركه فتح لكنها كالبيضه في يدي احتاج الى شيء من الضغط حتى اسحقها وعلى ضوء ذلك كانت ليله مرعبه للبعض مبشرة بالنصر او الشهاده لمن قطف الثمار وكانت بنتائجها ميلادا جديد لحركه فتح ووحده الدم الفلسطيني الاردني ... حيث كانت الفرقه الاولى بمختلف المواقع والرتب جنبا الى جنب بالمدفعيه الثقيله قد اذهلت العدو وفرضت عليه ظهرا ان يطلب وقف اطلاق النار لاخلاء قتلاه ودباباته المدمره والتي سحب منها الجيش الاردني عدد الى المتحف الروماني بعمان للتدليل على ان الجيش الاسرائيلي ليس اسطوره تفوق، وحينما سئل ديان ماذا دهاك يا قائد الجيش الذي لا يقهر أجاب ماذا افعل اذا من هم امامي قد قرروا الموت.
نعم يوم الخميس 21 اذار 68 يوما صافيا لا اثر فيه للبرق والرعد و لكن بوحدة الدم الفلسطيني الاردني أمطر الانتصار العظيم لامتنا واعاد الشرف للجنديه العربيه التي هزمت امام اسرائيل قبل 9 شهور في حرب حزيران ٦٧، وفرضت على اسرائيل التمسمر وعدم التقدم الذي اعتادت عليه، فهل يمكن استرجاع مثل هذا اليوم الاغر وما أحوجنا اليه ولناخذ يوم الاربعاء 8 ديسمبر 1987 يوم اقدم المتطرف هرتسل بدهسه أربعه عمال على حاجز بيت حانون اودى بهم شهداء شهيدان من جباليا البلد وشهيدان من مخيم المغازي، كانت هزه لأبناء غزه العزه ... فكان يوم الخميس انفجار الاراده بمواجهه ساخنه شملت كل قطاع غزه ووجدت اصداؤها في الضفه و 48 وبدأ حديث الساعه في العالم بمصطلح الانتفاضه ليتهلل يوم الجمعه 10 ديسمبر وجه القائد الشهيد الراحل خليل الوزير ابو جهاد الذي وعد قبل 5 شهور بانتفاضه كبرى فلسطينيه وقد صدق الوعد وفي مثل هذا اليوم الجمعه وبعد استشهاد حاتم السيسي أول شهداء الانتفاضه الكبرى قال الشهيد الراحل ابو عمار... هذا يوم تجسيد قدره شعبنا على التناوب في حمل الرايه، فما هدأت في ساحة الا ارتفعت باخرى واطلق يومها على اخيه ابو جهاد ( اول الرصاص ...اول الحجاره) وكانت الانتفاضه قد اسقطت حاجز الرعب بالحجر هذا الرعب الذي راهنت عليه الصهيونيه كما هو شعار بن غوريون اثناء مذابح الدوايمه ودير ياسين والطنطوره ... الخ، " للنتصر بالرعب" ولكن هذه لم تكن جيوشا عربيه بقيادة اجانب لتتوقف بأوامر وتنسحب، انها فلسطينيه خالصه و باللحم الحي الفلسطيني والكف الذي يواجه المخرز، وبالقياده الموحده " قاوم " بالبرامج والمهام النضاليه المتدرجه وبيانات ذات بعد انساني نبيل على سبيل المثال لا للعقوبات الجماعيه، لا للضرائب الاضافيه،لا لتكسير العظام، كلها عناوين فلسطينيه واعيه اعطت رساله للعالم بان لشعبنا المناضل الحق بالحريه والعيش الكريم.
لقد تميزت انتفاضه شعبنا الكبرى بالوحده والتضامن والتكافل والمشاركه الجماعيه واصبحت التضحية من اجل التخلص من الاحتلال ورفض التعايش بين الضحيه والجلاد وارتفع لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضه... نعم استعصت اراده شعبنا على الانكسار وعندما صرح وزير الجيش اسحاق رابين في بدايتها حيث قطع زيارته الى واشنطن عائدا الى اسرائيل " بانه سيقضي على الفوضويين في سته ايام" رد عليه الرئيس الراحل المغفور له ياسر عرفات وكان يومها في صنعاء بقوله ربين يقول سته ايام انا من صنعاء اتحداه ان يتمكن من ذلك بسته اسابيع او بسته اشهر ونحن واياهم والزمن طويل فهذا رابين لا يدرك قدره شعب الجبارين ويا جبل ما يهزك ريح. نعم بهذا الاصرار الشجاع وبقياده كان لشعبنا الشجاع وبقيادة شجاعة وذات رؤيه واضحه أن يؤكد حضوره على كل صعيد في التنظيم وفي اداره الميدان وفي التكامل والوحده في السياسه والدبلوماسيه في النضج الثوري والوعي الوطني وأن يجبر الولايات المتحده الى عقد مؤتمر مدريد للسلام لاحتواء الانتفاضه تحت اسم الارض مقابل السلام، بعد 53 عاما على معركه الكرامه و34 عاما على انتفاضته الكبرى يا ترى ونحن فيما عليه اليوم من ضعف وهوان بفعل بلوغ اسرائيل ذروه التطرف وممارسه سياسه الارهاب والابارتهايد والقتل والتدمير لكل مظاهر عروبه فلسطين باستمرار الاسرله والتهويد والهدم للبيوت والمزارع والمؤسسات والمنشات العربيه وتمدد الاستيطان وسن قوانين ضد الاسرى التي تجاوزت قانون شاليط وقانون يهوديه الدوله التي تحرم على غير اليهود حق تقرير المصير على ارض فلسطين، وعربيا يتخلى العرب عن قرارات اجماعهم وفقدوا وزنهم السياسي ودورهم رغم مقدراتهم وثرواتهم الطائله التي اصبح معظمها في خدمه الولايات المتحده واداتها المتقدمه في المنطقه اسرائيل ودوليا سياسة الكيل بمكيالين حينما يتعلق الامر بفلسطين رغم حجم قرارات الامم المتحده لصالح فلسطين التي لم ولن ترى النور في ظل هيمنه الولايات المتحده على الشرق الاوسط. والفلسطينيون هم لازالوا فلسطينيون وكلما تجاوزت اسرائيل الحدود جاهزون لإعطاء الجواب المناسب انسجاما مع ما تأملناه من قبل، واعتقادي اننا بحاجه فورا الى استراتيجيه تاخذ بعين الاعتبار المحافظه على القدس وترتيب البيت الفلسطيني في اطار منظمه التحرير الفلسطينيه وتشكيل قياده موحده لالهاب الميدان واعلاء شأنها بما يليق بشعبنا العظيم وبهذا نضع حد للهروله نحو التطبيع والكفر والالحاد للتخلي عن المسجد مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيامة السيد المسيح عليه السلام، ونبدأ مجددا بالنهوض والترتيبات نحو الهدف ورغم طول الطريق نحن واثقون بالانتصار