نفتالي بينيت .. صهيوني يميني متطرف يتحدى المجتمع الدولي!
“طالما أنا رئيس للوزراء، لا توجد عملية أوسلو، وإذا كانت هناك واحدة، فلن تكون هناك حكومة. أنا أعارض إقامة دولة فلسطينية، كما أنني لا أسمح بإجراء محادثات على خط الدولة الفلسطينية”.
هذا كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت، هو لا يخجل أن يتحدث عن رؤيته ورفضه لأي محادثات سلام مع الفلسطينيين ويتحدث عن كونه صهيونيا يمينيا لا يقبل بتقسيم القدس، بل يتباهى كيف وقف بوجه الرئيس الأمريكي فيما يخص إعادة فتح القنصلية في القدس!
هذه ليست المرة الأولى التي يصرح بها نفتالي بينيت عن عدم نيته الانخراط في أي عمل سياسي مع الفلسطينيين، بل تبنى نفس الايديولوجية والرواية وهدد بانهيار الحكومة اذا ما قام خلفه بأي محادثات سلام، بالمقابل لا نرى أي إجراء ولا رد من قبل المجتمع الدولي ولا الولايات المتحدة الامريكية على تصريحات بينيت!
شهدنا تأييدا وإعجابا دوليا غير مسبوق عند نجاح لابيد/بينيت بتشكيل الائتلاف الجدلي الذي يجمع الوسطيين والتقدميين واليمينيين المنشقين والمواطنين الفلسطينيين/الاسلاميين في إسرائيل، الائتلاف يضم الأحزاب التالية:
١- يش عتيد برئاسة يائير لابيد- ٧ وزارات.
٢- يمينا برئاسة نفتالي بينيت- ٣ وزارات.
٣- أزرق ابيض برئاسة بيني غانتس- ٤ وزارات.
٤- حزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي- ٣ وزارات.
٥- ميرتس برئاسة نيتسان هورويتز- ٣ وزارات.
٦- حزب الأمل الجديد برئاسة ساعر- ٤ وزارات.
٧- اسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان- ٣ وزارات.
٨- حزب راعم برئاسة منصور عباس دون اي وزارة.
الجميع يراهن على أكبر حزب في الائتلاف الجديد، وهو يش عتيد، حزب يسار الوسط. قاد يائير لابيد المفاوضات لتوحيد هذا التحالف وكان شعار حملته إنهاء الفساد، وتعزيز الرقابة والحد من قوة الأرثوذكس المتطرفين في المجتمع الإسرائيلي. يؤيد يش عتيد حل الدولتين، إلا انه من الضروري التنويه أنه لا يملك سلطة كافية للتحرك الدبلوماسي، وفيما يخص لقاءه بالرئيس الفلسطيني، قال بينيت صراحة وهو يصف المشهد “وكانت الأعلام الفلسطينية تلوح في الخلفية، إنها ليست نهاية العالم” ثم يضيف نفتالي بينيت أنه يسمح لشركائه في الحكومة بعقد هذه اللقاءات ويؤكد أنه “ليس لديهم سلطة التحرك في القضايا الدبلوماسية. هم يتحدثون عن الاقتصاد وأنا مع تعزيز التجارة مع الفلسطينيين”.
رئيس الوزراء الحالي بينيت وحزبه يمينا ينتمون إلى الحركة الصهيونية الدينية ويرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالحركة الاستيطانية. مواقفهم يمينية متطرفة، فهم يؤيدون ضم الضفة الغربية ويرفضون صراحة قيام دولة فلسطينية، حتى ان بينيت اعتبر قيام الدولة الفلسطينية “انتحارًا وطنيًا” لإسرائيل.
أما غانتس وحزبه ازرق ابيض فكان الخصم الرئيسي لنتنياهو خلال سلسلة من الانتخابات في عامي 2019 و 2020، الا أنه انضم في النهاية إلى نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة مع اشتداد وباء كورونا. أدت هذه الخطوة المثيرة للجدل إلى تقسيم تحالف حزبه مع حزب يش عتيد وأغضبت العديد من ناخبيهم. وها هو وزيرا للحرب في الحكومة الجديدة. من الجدير ذكره ان حزب أزرق أبيض ليس مؤيدًا لسياسة الضم والاستيطان ويؤيد خطوات بناء الثقة ولكنه يخطط لتقوية الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية وهذا بحد ذاته تطبيق عملي لخطط الضم!
مع ان الآلاف من الإسرائيليين التقدميين والوسطيين وممثلي المجتمع الدولي احتفوا بالحكومة الجديدة ورحبت دول العالم من امريكا والاتحاد الاوروبي وغيرها بها، نرى أن الحكومة الجديدة ليست أفضل على المستوى السياسي من الحكومة السابقة الا في حقيقة التخلص من شخص نتنياهو، وهذا هو السبب وراء نجاح حكومة ائتلافية بهذا الشكل من الشمولية المتناقضة. شاهدنا كيف تعاملت هذه الحكومة الإسرائيلية مع القضايا الرئيسية من المستوطنات إلى القدس والشيخ جراح إلى غزة الى الضم الى العنصرية والاضطهاد وملف الأسرى. الأحزاب التقدمية وأحزاب اليسار والوسط في هذه الحكومة لم تمنع تجاوزات الاحتلال والضم الفعلي للأرض، بل تبنت سياسة تقليص الصراع وسد احتياجات انسانية بدلاً من التعامل مع حقوق سياسية وإنسانية محفوظة في الشرعية الدولية.
يؤكد نفتالي بينيت أنه صهيوني يميني متطرف ويتحدى المجتمع الدولي، المتابع للمشهد ليس بحاجة لعبقرية بالتحليل حتى يرى ان خطة “تقليص الصراع” وتحسين الوضع الاقتصادي هي الرؤية التي تتفق عليها الحكومة وتأتي متكاملة مع صفقة القرن وما نتج عنها من اتفاقيات تطبيع، وواهم من يعتقد ان لابيد سيعمل على أي مسار سياسي، خاصة وان نفتالي بينيت هدد صراحة بالقضاء على الحكومة والخروج من الائتلاف!