الانتخابات البلدية والحملة الانتخابية
أطلقت لجنة الانتخابات المركزية صافرة البداية لإطلاق الدعاية الانتخابية للقوائم المرشحة لانتخابات البلديات، وستزدان المدن بلوحات دعائية تحمل شعارات متفاوتة، ما بين شعارات تعبر عن فهم عميق لدور البلديات وبين شعارات تذهب بالناس الى مكان لا يمكن بلوغه، وستكون السمة الغالبة هي احترام كل قائمة للأخرى، لأن التمثيل النسبي سيضمن تنوعاً في المجلس البلدي، ما يخلق بالضرورة شراكة وعملاً مشتركاً وسيكون الاحترام المتبادل والمنافسة الشريفة عنوان المرحلة.
البلديات هي رافعة وطنية في فلسطين تاريخياً ولكن جوهرها خدمي وينتظر منها الناس خدمات مميزة، ومواكبة للتطورات الحادثة في العالم، وبالضرورة تنافس القوائم على هذا الملف الذي يشكل جوهراً لتوجه الناخب صوب صندوق الاقتراع، وينسحب الأمر على بقية مكونات العمل البلدي الذي قد يتفاوت الثقل الذي يمنحه المواطن/الناخب لكل مكون من هذه المكونات على أهميتها.
ومن الواضح أن البلديات تتجاوز الصورة النمطية للكناسة والحراسة الى التعامل مع عدة ملفات، وهناك بلديات رفعت سقف العمل البلدي بأقصى حدوده، الأمر الذي يتطلب مواكبة لهذا السقف ورفعه أكثر.
ولا تعمل البلديات في المناطق الجغرافية المتلاصقة بمعزل عن بعضها، وهذا الموضوع بالغ الأهمية، خصوصاً أن المنطقة الحضرية تتقاطع في عناوين كثيرة.
وحتى لا اقحم القارئ بالتفاصيل التي ستتعرض لها البلديات والانتخابات لا بد من التركيز عليها، اهمها أن تكون نسبة الاقتراع مرتفعة للتعبير عن توجه شعبي صوب البلديات وصناديق الاقتراع للمشاركة في التغيير ودعم من هو أهل للعمل البلدي.
القاعدة الانتخابية ليست كتلة واحدة بل هي متنوعة ومتعددة لها رأيها ولها توجهاتها، وما يؤثر بها مصداقية الطرح بصورة تضع أهدافاً قابلة للتنفيذ والتطبيق.
اليوم ستتعدد البرامج والشعارات وستغص المدن باليافطات لإقناع أكبر نسبة من الناخبين بالتوجه الى صندوق الاقتراع، وسيتقن الناخب طرح قضاياه وأولوياته ليؤكدها، ولكن الناخب سيجد أن بعض أولوياته قد أنجزت ولكنه لن ينفك يعبر عن قضايا أخرى من صميم العمل البلدي، وحتماً سيجد آذاناً صاغية من القوائم المرشحة.
عملياً يظل المواطن/الناخب أساس العمل البلدي بعد تشكيل المجلس المنتخب، بحيث يبقى مؤثراً ومتأثراً بالعمل البلدي واهم عنصر هو استمرار التواصل.
ومن الأهمية بمكان عدم تشويه صورة المدينة بإلصاق ملصقات على الجدران وغيرها، خصوصاً أن أهمية العمل البلدي هي الحفاظ على المظهر الحضاري للمدن.
وهذا يترافق مع أهمية التركيز على ملف التنمية الاقتصادية المحلية كمكون من مكونات العمل البلدي، وإشراك مكونات هذا الملف في العمل الاستشاري له.