دورك لا ينتهي في يوم التصويت
هل تعلم أن التصويت في جميع الانتخابات هي مسؤولية على كل مواطن؟ اليوم ستُجرى انتخابات البلديات في 55 هيئة محلية. يمكن أن يكون للسياسات البلدية تأثير كبير على حياة المجتمع، فتمثل البلديات دائرة الحكومة الأقرب إلى الشعب ولها تأثير وتأثير أكبر على حياة المواطنين اليومية أكثر من الحكومة.
يتعين على البلديات كل يوم اتخاذ قرارات صعبة بشأن دفع عجلة التطوير في المدن، وبناء البنية التحتية وصيانتها، وتوفير الخدمات الأساسية اليومية التي يعتمد عليها السكان مثل النظافة، ترخيص الأبنية، وقاية الصحة العامة، تنظيم الطرق، حماية الأبنية الأثرية، تشجيع النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية...إلخ
الكثير من الهيئات المحلية في حالة مالية سيئة وتتطلب التدخل. إنهم يكافحون بسبب سوء الإدارة أو الفساد أو نقص الموارد الكافية. ونتيجة لذلك، أصبحت الاحتجاجات على تقديم الخدمات سمة مشتركة في أغلب المدن والقرى حيث يظهر المواطنون استياءهم تجاه المسؤولين الذين تعتبرهم غير مستجيبين وغير خاضعين للمساءلة.
من خلال ممارسة حقك في التصويت، ستتاح لك الفرصة لتغيير هذا وإبداء الرأي حول كيفية إنفاق المجالس للأموال وإدارة الخدمات في مدينتك وقريتك.
يبذل المرشحون والفصائل السياسية كل ما في وسعهم لجذب الناخبين. وبالتالي، هناك الكثير من الوعود والشعارات والخطابات والمسرحيات خلال هذه الدعاية الانتخابية.
غالبًا ما يكون للفصائل السياسية والمرشحين أولويات مختلفة، ويمكن أن يوفر التصويت مؤشرًا على الخدمات التي تهم المجتمعات المحلية. تقدم هذه الانتخابات للناخبين خيارات مهمة وعليك الالتزام بالخوض في كل الضوضاء واتخاذ القرار الأفضل لمجتمعك.
ومن المثير للاهتمام أن الأبحاث تظهر أن بعض أهم العوامل التي تؤثر على الناخبين تشمل العائلة، هوية الحزب ووجهة نظره السياسية وأيديولوجيته، وممارسات المرشح السابقة وسجله، ومدى إلمام المرشح بالمشاكل المحلية.
إن ما يحدث بين كل فترة انتخابات _ مثل مراقبة الأداء وتتبعه _ لا يقل أهمية عما يحدث في يوم الانتخابات. تعد مشاركة المواطنين بعد الانتخابات مهمة لأنها تساعد على إضفاء الطابع المؤسسي على الهياكل الديمقراطية، وتحسين تقديم الخدمات، والحد من الفساد الإداري والمالي، وتعزيز المساءلة والأداء الفردي. بالإضافة إلى ذلك، فهو يساعد على تعزيز مجتمعات أكثر شمولاً ويتيح أفكارًا أوسع للحلول وليس فقط آراء أصحاب الامتيازات أو ذوي العلاقات الجيدة.
بدون المشاركة النشطة للمواطنين، يمكن إساءة استخدام سلطة الهيئات المحلية واستخدامها لصالح مجموعة ضيقة. دورك لا ينتهي في يوم التصويت. هناك حاجة إلى المشاركة المستمرة!
أبارك ومن القلب لجميع الفائزين بمقاعد المجالس البلدية مسبقاً، وأقول حظاً أوفر لمن لم يحالفهم الحظ، فالكرة ستصبح في ملعب الناجحين المنتخبين لغايات المساهمة في تحقيق برامجهم الانتخابية صوب المضي قُدماً في استنهاض العمل وتطويره تجاه العمل التنموي بشكل ممنهج ومنظم، ويأخذ بعين الاعتبار ضرورة وضع مصلحة الوطن والمواطن أمام أعينهم عند التأشير للمشاريع التنموية في المنطقة، دون نظرات ضيقة سواء عشائرية أو مصالحية أو مناطقية أو غيرها.
فالبلدية أمانة ومسؤولية يتحملها الجميع سواء المجلس البلدي أو المواطن من خلال المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار عن طريق لقاءات دورية معهم ليتحدثوا عن حاجاتهم ومطالبهم وأولوياتهم.
كما أن التحديات التنموية ضرورة على سلم الأولويات الوطنية لمتابعتها مع الحكومة ومن خلال وزارة الحكم المحلي. إضافة الى استيعاب الموظفين الكثر الموجودين في بعض البلديات وتأهيلهم وتدريبهم لاستثمار قدراتهم بدل ترهلهم، وليكونوا سنداً ويداً داعمة للبلديات لا عبئاً عليها. وبرأيي المتواضع الأهم الانتقال من دور بلدية الخدمات الى بلدية التنمية والخدمات التي تؤسس لثقافات مجتمعية عصرية تتواءم مع المستجدات.