متى سيرتدي يائير لابيد زي الحريديم؟!
مقالات

متى سيرتدي يائير لابيد زي الحريديم؟!

داهم، يائير لابيد الإعلامي اليساري البارز، ووزير الخارجية الحالي، ورئيس الوزراء البديل التالي، يوم 3-4-2022 بوابة دمشق في القدس ليُثبت ولاءه لمبادئ الصهيونية الاستيطانية، وليعزز فرصته لشغل منصب رئيس الوزراء التالي، لأنه يسير على مذهب أدعياء اليسار في إسرائيل، ممن يدعون أنهم لا يؤمنون بوجود الله، وهم في الوقت نفسه يرددون بأن (الله) منحهم أرض الميعاد!
يائير لابيد اليساري كان عدواً لدوداً للمتزمتين الحريديم، عاش مُطارداً لهم، حتى أنهم هددوه بالموت، لأنه نادى بضرورة تسيير المواصلات في يوم السبت المقدس، أي أنه ينتهك حرمة يوم السبت، وهي جريمة تستحق الحكم بالموت رجماً، فهو إذاً عندهم (غوييمي ينطق العبرية) ولأنه طالب بإدخال الحريديم الجيش، وحَجَب الأموال عن مجلس المستوطنات (يشع) عندما كان وزيراً للمالية!
يائير لابيد خارج عن إجماع الليكوديين لأنه من أنصار المفاوضات مع الفلسطينيين، يعتبرونه من أنصار حل الدولتين المرفوض!
الغريب أن مناصري عصابة لهبا وبن غفير، وأعضاء التنظيم الإرهابي، لافميليا، وزعران المستوطنات ممن كانوا يرددون» الموت للعرب، الانتقام من منفذي عملية بني براك» وعصابة، بن غفير، وريث، مائير كهانا، هؤلاء جميعهم تجمعوا معه عند بوابة دمشق، وهتفوا «الموت للعرب»!
عدتُ إلى ملفاتي عثرتُ فيها على مقالٍ كتبه الإعلامي البارز، يائير لابيد، عندما كان صاحب أشهر عمود مقروء في إسرائيل، قبل أن يصبح مرشحاً لرئيس الوزراء قال ساخراً من الحريديم:
«لدينا في إسرائيل عدة أنواعٍ من (الآلهة) إله الإشكازيم الحريديم، وإله الحاسيديم، وإله اللتوانيين، الذين يعتقدون بأن الحاسيديم ليسوا يهوداً، إن إله لابسي الكيبا البيضاء،  ليس هو إله لابسي الكيبا على طرف الرأس، وهناك إله آخر للحاخامية العسكرية في السامرة، وهو بالتأكيد مختلف عن إله الآخرين، إلههم يجعلهم يدفنون الجنود اليهود الروس خارج مقبرة اليهود الحريديم، وهناك إله آخر للحاخامية الإصلاحية وبخاصة لنسائهم الراغبات في الصلاة عند حائط المبكى وهن ملفوفات بشال الصلاة، وهناك إله آخر للحارديم الذين يُلقون عليهن الحجارة وهن يصلين عند الحائط! هل أكمل؟ هناك إله آخر يخص من يقبِّلون تعويذة المازوزاه، وإله آخر لمن يصلون فوق القبور، وهناك إله مختلفٌ لأنصار الحركة التقليدية اليهودية، ممن يشاهدون الأفلام عقب صلاة الجنازة مباشرة، وهناك إله مختلف للنساء اليهوديات اللاتي يلبسن لبس النساء الطالبانيات، وإله للاعبي فريق كرة القدم، بيتار القدس الذين سيهزمون إله مكابي مشجعي حيفا، وهناك إله آخر لمن يرفضون قبول الطالبات في مدارس الحريديم لأنهن سفارديات. كل ذلك لأن الله أبلغهم؛ أن أفعالهم صحيحة. هذه هي طوائفنا، من الصعب عليك أن تعتقد بأنهم ينتمون لإله واحد، ولشريعة واحدة، فإن المشترك الوحيد بينهم هو ظنهم بأن اعتقادهم هو وحده الصحيح، وما عداهم فهو ضلال. والغريب أن كل هؤلاء يطلبون الغفران في يوم الغفران» (انتهى الاقتباس من مقال، يائير لابيد المنشور في صحيفة، يديعوت أحرونوت يوم 27/9/2012 قبل أن يُصبح سياسياً مرموقاً).
لا يختلف يائير لابيد عن بقية سياسيي إسرائيل المزيفين، لا يختلف كثيراً عن نتنياهو الليكودي، وحتى عن شمعون بيرس العمالي، لأنهم كانوا يدَّعون العَلمانية واليسارية في الإعلام، ويرفعون شعار العدالة والمساواة، وهم في الوقت نفسه يؤدون فرائض الخضوع والطاعة لكبار الحاخامين، حتى أنهم يقبِّلون أياديهم، حتى يباركهم الحاخامون، ويذمون أمامهم اليسار واليساريين قائلين للحاخامين: (نسي اليساريون أن يكونوا يهوداً)!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.