الشهر الفضيل وأسبوع الآلام وتجسيد هويتنا الوطنية في أرضنا
الاحتفالات وإحياء شعائرنا الدينية اِن كان بالمسجد الأقصى المبارك أو بكنيسة القيامة وتحديدا خلال الشهر الفضيل والأعياد الاخرى أو بأسبوع الآلام وعند ذكرى قيامة السيد المسيح وما يسبق ذلك من الجمعة العظيمة وفي سبت النور ، ليس هبة من أحد وفق تقاليد "الوضع المعمول به" والتي تنظم تلك الاحتفالات باصول متفق عليها منذ عهد طويل ، بل هو حق لاصحاب الأرض الأصليين وأصحاب تلك المقدسات والتي هي جزء من هويتنا الوطنية ، هي جزء من موروثنا الثقافي الذي يشكل اساس انسانيتنا ووجودنا القومي الذي لا يمنحنا الحق به أحد من السلطة القائمة بقوة الأحتلال .
ان ما يحدث من انتهاكات لدولة الاستعمار والأبرتهايد بحق وجودنا التاريخي في مدينة القدس العاصمة الابدية لنا وفي مقدساتها وفي كل فلسطين يتعلق بقضية استمرار الاحتلال ، فكل تلك الجرائم من القتل والحصار والترحيل وكذلك التضيق السافر على المشاركة بالاحتفالات الدينية بالاقصى والقيامة هي جزء من جريمة الاحتلال نفسه وتعبير عن جوهره بأشكال مختلفة ، لا تتعلق بمدى التزام دولة الاحتلال باصول تقاليد الوضع القائم " الستاتسكو" ، بل بعقلية الاستعمار والاضطهاد ، فاسرائيل دولة ارهاب منظم دون قانون اساسي وفوق المعاهدات الدولية ، وحتى دون حدود باعتبارها دولة توسع استعمار استيطاني تنفي حقنا بالوجود كشعب له حق بتقرير المصير وحق بالحرية والاستقلال الوطني وحق بالسيادة على ارضه ومقدساته .
ان الأمر الأساس المرتبط بتلك الانتهاكات يتعلق باستمرار هذا الأحتلال الذي يجب ان ينتهي ، ويتعلق بأشكال الاستيطان والتمييز العنصري والتهويد لإرضنا باعتبارها جرائم ضد الإنسانية ومحاولات يائسه متكررة منذ جريمة النكبة لفكرة اقتلاع شعبنا من أرضه تجسيدا لرؤية الحركة الصهيونية في مقولتهم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ."