انسانية الصحافة..
استشهدت شيرين ابو عاقلة الصحفية التي رسخ اسمها في عالم الصحافة و بين الناس وفي اروقة صاحبة الجلالة وطُبعت صورتها في اذهان الاطفال والرجال والنساء وانتظرتها امهات الشهداء واخوات الاسرى وزوجات المصابين...
جمعت الصحافة في جسد انسانة فدفعتها انسانيتها لايصال رسالتها للعالم عبر صياغتها برسائل احترافية وجسدتها في عقل فلسطينية نقلت حكايتها للعالم و تنقلت في كل الميادين وتواجدت في كل الاحداث..
اقترب الموت منها مرات ومرات ولكنها هربت منه ايضا مرات ومرات وكانت تنجو باعجوبة في اللحظات الاخيرة فعلمت ان الصورة مستهدفة والكلمة مستهدفه وجسد الصحفي مستهدف وصوته وكاميرته وقلمه فعرفت كيف تحمي نفسها . لكن اليوم غدرها قناص قاتل واصابها في راسها وعقلها الذي اوجعهم وفضحهم بكلمات ابتكرها وتحدث بها لسانها .
شيرين ابنة القدس التي احبت ازقتها وشوارعها وعشقت جدرانها وجلساتها على عتبات الاقصى وكنيسة القيامة واشتاقت لها كنيسة المهد كلما تاخرت قليلا للحضور لمهد السيد المسيح عليه السلام واحبتها رام الله واحتضنتها جبال نابلس ورافقتها نسمات بحر يافا وسار لجنبها حمام السلام في طرقات الخليل وناداها واجبها الصحافي الى مخيم جنين الذي لا تكتمل نضالاته الا بنقل صورتها الحقيقية للعالم والتركيز على جرائم الاحتلال وبشاعته وما يخطط لفعله بهذا المخيم الصابر ..شيرين خرجت باكرا لنقل الصورة لكل الانسانية فكان الموت ينتظرها على يد قناص حاقد بعد ان جابت البلاد شرقا وغربا وهي تحكي قصة ارض سُرقت واغتصبت بقوة السلاح وشعب سُلبت حقوقه.
فلم يصدق احد خبر استشهادها لاننا اعتدنا على سماع اخبار الشهداء منها ولم نتوقع ان نسمع عنها.
عم الحزن فلسطين بل والعالم اجمع وحزن الاسرى وعائلاتهم لانها الصوت الذي ساندهم وقص حكاياتهم والتقت امهاتهم فرسمت الابتسامات على وجوههن وعلى وجوه الاطفال في الشوارع والطرقات .
باغتتها رصاصات الغدر فقتلتها ولكنها لم تقتل تاريخها وصوتها وصورتها التي رسخت في اذهاننا كما رسخت فلسطين في قلوبنا وعقولنا .