هل ينجح، غلعاد إردان في مخططه الخطير التالي؟!
غلعاد إردان هو العسكري والسياسي الليكودي وعضو الكنيست والوزير السابق المخضرم، وهو مندوب دولة تعترف بها الأمم المتحدة، ولكن إسرائيل، تنتقد، وتشوّه، وتحتقر هذه المنظمة الدولية، وترفض تطبيق أيّ قرارٍ من قراراتها، رغم كل ما سبق، يُنتخب مندوبُها نائباً للرئيس!
علينا أن نعترف بأن إسرائيل من أبرز دول التخطيط في العالم، استفادت إسرائيل من كثرة الثقوب في ذاكرة منافسيها، وتمكنت من أن تُسخر كل مؤسساتها لغرض التخطيط والتنسيق، فعندما تؤسّس إسرائيل مراكز الأبحاث فإنها تختص بقضايا فريدة لإنجاح استراتيجيتها في التخطيط الشامل، حتى أن جمعياتها غير الحكومية لا تتشابه، وجامعاتها لا تتشابه، فجامعة تل أبيب مثلاً تختص بالإبداعات الرقمية، ودراسة علم الاجتماع، بخاصة دراسة المجتمعات العربية، أما جامعة هرتسيليا (رايخمن) فتعقد المؤتمرات السياسية وتستضيف المفكرين، أما جامعة بار إيلان فهي جامعة لتخليد تراث التيار الديني الصهيوني، أما الجامعة العبرية فهي جامعة الوثائق والمحفوظات التراثية، أما جامعة بئر السبع فهي مختصة بدراسة التاريخ والآداب الحديثة، أما جامعة حيفا فهي مركز تكنولوجي وإبداعي، أرستْ أُسسَ اتفاقية أبراهام، أما جامعة أرئيل في المستوطنات، فإنها جامعة متعددة التخصصات الهندسية والدراسات النفسية والاجتماعية. ليست هناك عشوائية في تأسيس الجامعات، وليست هناك جامعات اجتهادية، عشوائية، ربحية غايتها الرئيسة منح الألقاب والنياشين والتيجان للفخر الشخصي!
هناك نموذجٌ صارخٌ من نماذج نجاح إسرائيل في التخطيط والمتابعة، هذا النموذج هو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، العام 1975 حين أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجماع الأصوات قراراً، رقم 3397 باعتبار (الحركة الصهيونية حركة عنصرية وشكلاً من أشكال التمييز العنصري يجب مقاومتها)! لم يستكن مخططو إسرائيل في متابعة هذا القرار، نجحوا بعد ست عشرة سنة، العام 1991 في إلغاء القرار، بعد أن جعلوا إلغاء القرار شرطاً رئيساً لمشاركتهم مع الفلسطينيين في مؤتمر مدريد للسلام!
غلعاد إردان أحد أبرز خريجي مدرسة التخطيط الإسرائيلية، هو اليوم يسعى لما هو أكثر خطورة من إلغاء القرار الأممي السابق، يخطط غلعاد إردان اليوم لتنفيذ أكبر صفقات إسرائيل بعد اتفاقية أبراهام، يخطط لمحو أهم قضية في تاريخ فلسطين، وهي قضية اللاجئين فقد وردت على لسانه الأقوال الآتية في صحيفة «إسرائيل اليوم «8-6-2022م: «يجب على الأمم المتحدة أن تعترف باليهود (اللاجئين) من العالم العربي وإيران، وأن تعاملهم كما تعامل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وأن تعوضهم عن ممتلكاتهم التي تقدر بمئة وخمسين مليار دولار»! بدأت إسرائيل منذ أكثر من خمسة عشر عاماً في إعداد ملفٍ خاص بالمهاجرين اليهود من العالم العربي وإيران، وهم في الغالب هاجروا بمحض إرادتهم، قدرت إسرائيل عدد اللاجئين اليهود بأكثر من عدد اللاجئين الفلسطينيين، وجعلت عددهم 850,000 مهاجر يهودي (مطرود) من الدول العربية وإيران، هؤلاء يجب أن تعترف بهم الأمم المتحدة لاجئين وترعاهم على الرغم من وجود جاليات كثيرة من اليهود حتى اليوم في تونس والمغرب وإيران، وهذا يشير إلى أنهم لم يُطردوا، بل غادروا بمحض إرادتهم! قال: «أصبح لهذا الملف أولوية في كل المفاوضات بيننا وبين الدول العربية، بخاصة بعد اتفاقية أبراهام، وسنقوم في يوم التضامن الدولي مع اللاجئين الفلسطينيين يوم 29-11-2022 بعقد مؤتمرات ومسيرات لإرغام الأمم المتحدة على الاعتراف بحق اللاجئين اليهود في المعاملة بالمثل»!
يبدو أن هناك اتفاقاً مختفياً تحت البساط، بين أطراف عديدة في موضوع اللاجئين الفلسطينيين، وكيفية تفكيك هذا الملف الشائك!
تذكروا إن نفعت الذكرى! أن 109 دول من مجموع دول العالم البالغ عددها 193 انتخبت (سرياً) العام 2016 سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون رئيساً للجنة (الشؤون القانونية)! في الأمم المتحدة!.