رسالة قصيرة مفتوحة لبايدن قبل اللقاء بالرئيس
السيد بايدن ، رئيس الولايات المتحدة ،
بعد صرخات شعبنا للعالم ولكم ، انه كفى احتلال وقهر مستمر منذ ٧٤ عاما ، ورغم انه لم يكن مفاجئا ان تُعرف نفسك بالصهيوني الجيد دون ان تكون يهوديا ، لكن الصهيونية قطعا ليست احدى الديانات السماوية التي نكن لجميعها الاحترام ، إنها حركة سياسية عالمية اتسمت بمفاهيم وقيم الاستعمار والعنصرية كما عرفتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاغلبية عام ١٩٧٥ قبل أن تتمكنوا من عكس قرارها عام ١٩٩١ بقوة المال والسطوة والتهديد بعد أن انفردتم بالهيمنة البشعة وفرضتم انفسكم كشرطي قبيح لهذا العالم وفق وقائع التاريخ الحديث واعترافات قادتكم وما جاء في كتاب "الأمريكي البشع" الذي كتبه الموظف السابق في وكالة استخباراتكم وليم لدرر عام ١٩٥٨ بمشاركة الصحفي الامريكي يوجين بوردك ، فقامت وكالتكم المركزية بسحبه من دور النشر والأسواق لما تضمنه من حقائق فاضحة .
لقد عملتم وحلفائكم ومنذ منتصف القرن الماضي على إحداث تحولات سياسية في دول ذات أنظمة لا تخدم مصالح دولتكم " العظيمة " ، وذلك من خلال التدخل في الانتخابات أو دعم الانقلابات وجماعات المعارضة بالعديد من دول العالم تحت حجج "قيمكم الاخلاقية" بنشر الديمقراطية باستخدام القوة ، فاسقطتم ديمقراطية شعوب عدة ، وما زلتم تفعلون ذلك حتى اليوم .
فبحسب العالم السياسي دوف ليفين من جامعة كارنيغي ، "فإنّ واشنطن تدخلت ٨١ مرة في الانتخابات الديمقراطية للدول الأخرى في الأعوام بين ١٩٤٦ و ٢٠٠٠ ، من بينها الانقلاب ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق عام ١٩٥٢ ، أو في غواتيمالا عام ١٩٥٤ ، أو في تشيلي عام ١٩٧٣ ضد التقدمي سلفادور الليندي " .
كما ومحاولات كثيرة لا يسعف مفهوم الرسالة القصيرة تعدادها في ظل إدارات متعاقبة من الحزبين لدولتكم ، يضاف إليها سلسلة طويلة من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ضد العديد من شعوب العالم وفق تعريف القانون الدولي الذي تضربون بنصوصه عرض الحائط بازدواجية معايركم المتعمدة خدمة لمصالح سياساتكم البشعة .
السيد بايدن ، مستر برازيدنت ،
لن أطيل عليكم في رسالتي التي كتبتها بلغتنا والتي لربما سيترجمونها لكم لعلكم ستقرأونها أو يقراوها المقربون من وكالتكم المركزية السي اي اه .
لكنني ساقول لكم ، انكم تأتون في هذه الزيارة لمحاولة انقاذ مصالحكم التي باتت تنهار مع اوضاعكم المتأزمة اقتصاديا واجتماعيا ، وأن التراجع بات يحيط بمستقبل امبراطوريتكم الاخذه بالانهيار كما انهارت سطوة امبراطوريات سابقة ، فلم تبقى دولتكم "عظيمة" كما كنتم تعتقدون بها أمام ما يجري من متغيرات واستعادة دول لمكانتها ولادوارها التي عملتم على محاولات تدميرها بمؤامرتكم الكونية خلال العقود الماضية ، فأصبحت اليوم اكثر قوة مما تعتقدون بغروركم .
انكم اليوم تعتقدون بأن دولة احتلال ذات نظام التمييز العنصري والفوقية اليهودية المختارة المأزومة بجوانب شتى ستحمي مصالحكم وتطيل من عمر هيمنتكم البشعة ، وستؤمن لكم الغاز والبترول والأمن المتهاوي .
أن في وطني شعب يرفع رايته ويُسقط راية مضطهديه ، في بلادي شعبا وفيا لتراث كفاحه وشهدائه يسعى لانهاء احتلال ولا يلهث خلف وعود تحسبن شروط حياة تحت استمرار حراب الاستعمار ، وان شعب هذا الوطن لن يبدل الكرامة بمال احتكارتكم .
السيد الرئيس بايدن ،
انا لست في موقع لأن اسدي نصائح لرئيس دولة ما زالت كبيرة ، لكنني وأن كان لي فرصة الهمس في اذنيك لعلكم تدركون ، أن زمن الاستعمار والتمييز العنصري قد ولى ، وبات غير مقبولا حتى من اوساط واسعة من شعبكم وكنائسكم ، فما الحكمة من أن توصفون نفسكم بنصير الابرتهايد والأحتلال الاستيطاني ، الا اذا كان المال اليهودي الصهيوني ومجمعات الصناعات العسكرية والمالية في بلدكم يريدون لكم تلك الأوصاف خدمة لجشعهم البشع .
وأن كان لي فرصة البوح بنصيحة لكم ، فهي أن تستمعوا باذان صاغية لرؤية الرئيس أبو مازن للحرية والسلام فهو اخر من تبقى من قيادة شعبنا التاريخية القادرة بأن تكون شريكا في صنع مستقبل مشرق لكل الشعوب بعيدا عن مفهومكم للشرق الأوسط الجديد الذي لن يجلب سوى مزيدا من الفوضى التي ساندتوها .
فلكم أن تختاروا لان تكونوا بالجانب الصحيح من مسيرة التاريخ والى جانب اسس الحرية التي احاطت قولا بمؤسسين دولتك الأوائل واقاموا لها تمثال الحرية أمام شواطئكم ، وبإمكانكم أن يسجل التاريخ لكم ما لم يسجله لزميل لكم بالرئاسة سابقا حين تختارون مسار حقوق الشعوب ومنها حق شعبنا الفلسطيني في تقرير المصير وحقه بالتخلص من الاحتلال اولا كي يكون هنالك افقا للسلام العادل اذا ما زلتم تؤمنون به بعيدا عن الإرهاب والحروب .
السيد بايدن ،
أن الاجهار بصهيونيتك هو تعبير عن إشهار حقيقة مناصبة العداء لشعب يدفع بصموده وتمسكه بأرض اجداده ثمن قيام اسلافك بتبني مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض وثمن إقامة كيان دولة دينية استعمارية عنصرية على حساب حقوق شعب هو صاحب الأرض والرواية والتاريخ ، تماما كما فعلتم في ماضي تاريخكم العنصري الأبيض ،، لكن في حالة الفينيق الكنعاني الفلسطيني ، فنحن هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون .
لكنني اقول لك ان التاريخ تغير وأن شعباً يضطهد شعباً هو صاحب الأرض لا يمكن أن يكون هو نفسه حرا ، وأن ليل رؤيتكم وفوقيتكم لا بد من أن ينتهي ، ولا بد للقيد ان ينكسر ولقيم الحرية والعدالة والسلام ان تنتصر .
وتقبلوا الاحترام، ،