الشرق الأوسط يكشف ضعف الرئيس الأمريكي و"قرب نهايته"!
كتب رئيس التحرير: يحمل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن تاريخاً طويلاً من العمل السياسي، ولديه خبرة كبيرة في إدارة البيت الأبيض، فهو تقلد العديد من المناصب، أهمها نائباً للرئيس باراك أوباما، لكن يبدو أن هذه الخبرات لم يعد يُحسن الرئيس الأمريكي استخدامها، إما عمداً، أو لأن للعُمر كلمته وتأثيره، وهو صاحب الـ80 عاماً.
كثيرة هي المقالات والأخبار التي كتبت عن صحة صاحب البيت الأبيض، تعثراته الكثيرة، وسقوطه عن الدراجة، كلامه مع الأشباح وغيرها من الأمور التي دفعت الكثيرين للتساؤل عن صحة الرئيس.
كانت زيارة بايدن للشرق الأوسط فشلاً ذريعاً لسياسته، وسقوط لشعاراته التي حملها في الانتخابات الرئيسة، كالعلاقة مع السعودية التي ذهب لها (زاحفاً) كما وصف بعض المحللين، والعلاقة مع الفلسطينيين والوعودات الكثيرة التي قدمها لهم والتي لم يحقق منها شيئاً، حتى أنه لم يشر إلى قرب تنفيذ إحداها! لا بل أن الوقاحة السياسية تشابهت مع سلفه ترامب حين أكد أن حل الدولتين ليس قريباً.
حمل بايدن في حقيبته وهو متوجه إلى مدينة بيت لحم للقاء الرئيس عباس بضاعة "تافهة تالفة"، فرئيس بحجم رئيس أكبر دولة في العالم باتت تدخلاته ضعيفة تافهة تتشابه مع وظيفة مدير صغير أو ضابط بسيط، كخدمة الجيل الرابع للفلسطينيين وتمديد عمل معبر الكرامة، دون أن يفتح أي موضوع دسم، أو يتطرق إلى أي وعد من وعوداته، سوى عبارة "ملتزمون بحل الدولتين"، والتي لم تعد تؤثر في أصغر سياسي أو صانع قرار في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لإدراكهم أنها شعار زائف فقط.
القادة الفلسطينيون كانوا أكدوا أن زيارة بايدن لن تحمل جديداً، وانه لن يقدم شيئاً ملموساً، وهذا ما حدث فعلاً، فالمكتوب كان واضحاً من عنوانه.
ظهر جلياً ضعف الرئيس الأمريكي أمام الساسة الإسرائيليين والذين فرضوا أجندتهم عليه، بدل أن يفرضها هو، فلم يقدموا له أي إنجاز يخدم المصلحة الأمريكية في مقابل الدب الروسي والتنين الصيني وأسقطوا جميع وعوده للفلسطينيين وحتى لمنطقة الشرق الاوسط.
في السعودية، تعامل الملك وولي عهده بجدية و"إهانة" لبايدن، فلم يستقبله أحد منهما في المطار، ولم يوافقا على زيادة الانتاج السعودي من النفط لمنع ارتفاع أسعاره، مؤكدين أن بلادهم تنتج أقصى طاقة لها ولم تمنح بايدن هذا الإنجاز للشعب الأمريكي والعالم.
بايدن الذي هدد بمحاسبة ولي العهد السعودي في قضية خاشقجي، صافحه أمام عدسات الصحافة ولم يقدم تبريرا لتنصله من وعوده ووعود حزبه، وظهر ضعيفا في التعامل مع ملف دولة كالسعودية فلم يفرض شيئاً ولم يُلزم السعودية بمعالجة قضية ارتفاع اسعار المحروقات وزيادة انتاجه.
وفي مفارقة واحدة يظهر جلياً ضعف بايدن مقارنة بسلفه ترامب، فاستقبال ترامب "الأسطوري" لم يجد منه بايدن ولو شيئاً بسيطاً، دلالة على غضب السعودية من هذا الرئيس الذي وصفهم بالدولة المارقة أحياناً والمنبوذة أحياناً أخرى، فلم يسافر ولي العهد للقائه في أمريكا، بل جاء الرئيس الأمريكي للقاء ولي العهد.
عاد بايدن لبلده بخفي حنين، لا اتفاقيات أبراهام جديدة، لا اتفاق حول النفط، لا اتفاق أمني، لا اتفاق سياسي، لا شيء أبداً، وسوف يدفع ثمن ذلك هو وحزبه في الانتخابات القادمة، ناهيك عن عدم تحقيقه نتائج على الصعيد الداخلي سواء في الملف الاقتصادي او الصحي او حتى السياسة الخارجية وتفوق روسيا والصين في معظم الملفات، كانت لديه فرصة بتحقيق إنجاز سياسي لمنطقة الشرق الأوسط سواء بمنح أجواء حقيقة للسلام أو وقف سياسة القتل والاستيطان والتميز العنصري الإسرائيلي.
انتهت زيارة بايدن، ويبدو أن رصيده السياسي سينفد مع انتهاء فترته الحالية، فهو لم يقدم شيئاً للداخل الأمريكي أو للخارج، ليتباهى به إذا أراد الترشح لفترة مقبلة، هذا عدا عن صحته التي ربما لن تسمح له بدخول فترة أخرى.