قبل أن تقع الفأس بالرأس
خرم إبرة
سألني أحد المسؤولين من قيادات المطبخ السياسي: «شو الأخبار يا مهداوي؟»، بصراحة تلعثمت بالإجابة في البداية لأني أنا من كنت أريد أسأله هذا السؤال، لسبب بسيط وهو قربه من صنّاع القرار وقربه من الشارع الفلسطيني والاحترام الذي يحظى به من مختلف الأطياف السياسية، لكني قررت الإجابة بصراحة وشفافية عالية وبعد الانتهاء من الاتصال بدأت أكتب هذا المقال.
الجميع في حالة انتظار، انتظار التغيير في كافة المجالات، وهذا ما تم الوعد به في مختلف الاجتماعات من مجلس ثوري ولجنة مركزية لحركة فتح، والمجلس الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، وهذا ما يحتاجه الشارع الفلسطيني وينتظر أي تغيير إيجابي لما له انعكاس على الصعيد العام، كل حسب اختصاصه.
التغيير أمر لا مفر منه، تتطور طبيعة التغيير نفسها حيث تعمل الدولة و/أو المؤسسة على إدارة تأثير الاتجاهات المتسارعة المتعددة. مستقبل القضية الفلسطينية في أيدي قادتها سواء في الحاضر أو المستقبل. هذا لضمان بقاء كافة المؤسسات ذات صلة وقادرة على تقديم الخدمات والقيم العامة يجب إدارة التغيير في مؤسسات القطاع العام بالتحديد بسلاسة وشفافية.
وهنا يجب أن يكون القادة مستعدين ليس فقط لمواجهة التحديات الخارجية الكبيرة بل وأيضاً لتحديث المؤسسة نفسها، والطبيعة المتغيرة والأزمات البيئية والتحول التكنولوجي والأهم التقلبات السياسية العالمية. يجب أن يكونوا مستعدين أولاً لمعالجة إصلاح كافة المؤسسات المكونة للنظام السياسي من المؤسسة الحزبية وصولاً إلى أصغر مؤسسة من المؤسسات الأهلية.
بالنسبة للعديد من قادة المؤسسات، قد تبدو هذه المهمة أكثر صعوبة، ولكن إذا لم تستطع المؤسسات تغيير نفسها، فلن تكون قادرة على تغيير المجتمع. هذا مجال آخر ستكون فيه استراتيجية نجاح الأفراد حاسمة لتحقيق النجاح الموضوعي حيث يبحث القادة في القطاع العام عن مواهب جديدة وتزويدها بالأدوات والتدريب لأداء وظائفهم دون عوائق الأنظمة القديمة سواء أكانت تكنولوجية أو ثقافية وعادات وتقاليد مُهترئة.
التغيير مهم لأنه يؤثر علينا ويؤثر علينا جميعا في وقت ما من الحياة العامة. إذا لم نختبر أشياء مختلفة، فإننا نصبح راكدين ولن ننمو في حياتنا اليومية بمختلف مجالاتها. يصبح من المهم للغاية معرفة متى تكون هناك حاجة للتغيير؟!.
إلا أن هناك عدة مرات لا نرغب فيها بالضرورة في التغيير. هناك أوقات ليس لدينا فيها سيطرة على ما يحدث في حياتنا. ثم هناك أوقات أخرى نصبح فيها قادة الفكر أو القوة الدافعة لهذا التغيير. علينا أن ننظر إلى ظروفنا، وعلينا أن ننظر إلى حياتنا، وعلينا أن ننظر إلى الأحداث المحيطة بنا، ونسأل أنفسنا ماذا سيكون ردنا؟ كيف يمكنني اتباع نهج استباقي في هذا الموقف؟
خلاصة القول، التغيير مهم لأننا كبشر نتطور باستمرار... في ظروفنا.. في عالمنا ومن حولنا ينتقل الناس باستمرار من شيء إلى آخر. إذا لم ندرك الحاجة إلى التغيير فإننا نجد أنفسنا لا نقوم بالأشياء الضرورية للنمو والتحسين. والشطارة، الآن، في كيفية إدارة التغيير الإيجابي قبل أن تقع الفأس بالرأس!