الصحافيون الإسرائيليون.. أيادٍ وأقلام ملطخة بدماء الفلسطينيين!
كتب رئيس التحرير: لا يُمكن لعاقل أن يُنكر التحول الكبير في الشارع الإسرائيلي إلى أقصى اليمين، بل إلى غُلاة التطرف، وتؤكد ذلك استطلاعات الرأي "الصادمة" والتي أظهرت أن 55% من المجتمع الاسرائيلي تؤيد قتل أي فلسطيني بسبب أو دون سبب، وأن 71% تؤيد قصف المدنيين وقتلهم في قطاع غزة ردا على إطلاق الصواريخ.
امتد هذا التطرف والانغماس فيه ليصل إلى أقلام الصحافيين الإسرائيليين، والذين لا يختلف أحد على أنهم جزء من ماكينة الدعاية والإرهاب الإسرائيلية، وجزء كبير منهم خدم في جيش الاحتلال، بل وتلطخت أيديهم بدماء أطفال ونساء وشيوخ فلسطينيين!
أحدث مثال على مشاركة الإعلام الإسرائيلي في سفك الدم الفلسطيني هو الترويج لمجزرة الاحتلال بحق الأخوين الريماوي اليوم وكأن جيش الاحتلال أقدم على تصفية مجرمين وإرهابيين، فحول الإعلام العبري هذين الشابين المدنيين الآمنين لمجرمين، وذلك حتى يستسيغ العالم قتلنا، وليستسيغ هذه الجرائم ما تبقى من رافضي الاحتلال في الشارع الإسرائيلي.
لا يختلف الإعلام العبري في تعامله مع قضايا الشعب الفلسطيني عن جيش الاحتلال، هم جيشٌ منظم يحمل بدل البنادق أقلاماً يقتلون بها الرواية والحق الفلسطيني، وهم (أي صحافييو الاحتلال) يرون في ذلك مفخرة لهم، لكن الغريب العجيب في ملفنا الفلسطيني هو تسابق بعض القيادات الفلسطينية للتصريح لتلك الوسائل، ولبناء علاقات مع أولئك الصحافيين الذين لا يرقبون في فلسطيني "إلّا ولا ذمّة"! وفي المقابل عندما تحاول الصحافة الفلسطينية والعربية التواصل مع أولئك "القادة" فإنهم يختفون! فأي غباء هذا؟ بل وأي خيانة لدماء الشهداء، ومتى سيدرك القادة الفلسطينون أن مهمة الإعلامي الإسرائيلي مُعدة سلفاً من أجهزة المخابرات الإسرائيلية؟
رغم الحقيقة الواضحة التي لا مراء فيها حول كون كل إسرائيلي فوق الـ18 عاماً جندياً، إلا أن الإعلام الفلسطيني والعربي لا يتعامل مع القتلى الإسرائيليين سواء داخل أراضي الـ67 أو الـ48 بنفس النهج الإسرائيلي، فلم يرد ولو خبر واحد عن قتيل إسرائيلي بوصف (إرهابي)! وتخيلوا لو أن وسيلة إعلام فلسطينية أو عربية وصفت إسرائيلياً قتيلاً بالإرهابي، سترون حينها أن الدنيا قامت ولم تقعد من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها!
لو تكلمت وسائل الإعلام الفلسطينية بنفس نهج الإعلام العبري لوصفنا بالإرهاب والتحريض على العنف، ولأغلقت مقراتنا وربما قصفت كما حدث مع مقر تلفزيون وإذاعة فلسطين الرسمية عام 2002.
في قطر وخلال تواجد القنوات الإسرائيلية لتغطية أحداث ومباريات كأس العالم لكرة القدم لاحظنا رفض الشعوب العربية التعامل معهم، وهذا يدل على أن وعي الشعوب العربية أفضل من قادتها التي سمحت لهؤلاء المجرمين والمجندين في مهمات استخبارية متخفين بلباس الصحفيين من النجاح في عملهم ومحاولة الظهور كونهم إعلاميين محبين للرياضة والسلام وهم شركاء في تغطية جرائم القتل والإعدامات الميدانية للمدنيين الفلسطينيين.
آن الاوان لكي يقاطع كل القادة والمسؤولين الفلسطينيين صحافة الاحتلال، بل ومنع الصحافيين الإسرائيليين من دخول المدن الفلسطينية، وعلى الصحافة الفلسطينية أن تستخدم مبدأ (التعامل بالمثل) في تغطيتها للقتلى الإسرائيليين، فطالما نوصف بالإرهاب فليوصفوا هم به كذلك، بل هذا هو الوصف الأدق لمن جاء من آخر الدنيا ليبني مستوطنته فوق جثث الأطفال الفلسطينيين.
على نقابة الصحافيين أن تكون أكثر حضوراً وقوة في رفض الأقلام الإسرائيلية التي تطعن قلوب أطفالنا وتذبح أوردتهم!