يلا نحكي: الانفجار قادم
أثارت نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة تخوفات الفلسطينيين من صعود الفاشية الإسرائيلية وسيطرة أحزاب المستوطنين على سياسات الحكومة الإسرائيلية القادمة أو المتوقع أنْ تتشكل من أحزاب اليمين الليبرالي "الليكود" واليمين الديني "حزبي شاس ويهوديته توراة" واليمين الفاشي "الصهيونية اليهودية والقوة اليهودية" التي تنبأ بمزيد من توسع الاستيطان وبمزيد من الحماية للمستوطنين على جرائمهم ضد الفلسطينيين، وبمزيد من القمع للفلسطينيين على يد جيش الاحتلال وشرطته، وبمزيد من السياسات التي تفقد الأمل في أيِّ عملية سياسية محتملة في السنوات القادمة.
وتشير نتائج استطلاع الرأي العام للربع الأخير من هذا العام الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إلى أنَّ أغلبية (61%) المواطنين الفلسطينيين يتوقعون أن تصبح السياسية الإسرائيلية لحكومة نتنياهو القادمة أكثر تطرفاً وعدوانية، و58% يعتقدون أنَّها ستقوم بتغيير الوضع الراهن في الحرم الشريف والسماح لليهود بالصلاة فيه، و64% أنَّها ستقوم بطرد عائلات فلسطينية من الشيخ جراح، و 68% أنَّها ستقوم بترحيل السكان البدو الفلسطينيين المقيمين بين القدس وأريحا، و69% أنَّها ستقوم بضم المستوطنات أو ضم منطقة الأغوار لإسرائيل.
في المقابل فإن الإحباط العام لدى الفلسطينيين يتصاعد حيث يرى حوالي ثلثي المواطنين في الضفة الغربية أنَّ السلطة الفلسطينية المنشأة بالاتفاق مع الاسرائيليين بات عبءً على الشعب الفلسطيني، وأشارت نسبة من 48% أنَّها تؤيد حل السلطة الفلسطينية. ويترافق ذلك مع احباط واسع لدى المواطنين الفلسطينيين من الخيارات السياسية المحتملة؛ فثلثي المواطنين (66%) يعارضون خيار حل الدولتين، وحوالي 69% من المواطنين يرون أنَّ حل الدولتين لم يعد ممكناً بسبب التوسع الاستيطاني. ويعتقد غالبية المواطنين (72%) أنَّ فرص قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ضئيلة وضئيلة جداً في الأعوام الخمسة القادمة. كما أنَّ أغلبية واسعة من المواطنين (71%) يعارضون المطالبة بحل الدولة الواحدة.
يرى نصف المواطنين الفلسطينيين (51%) أن العمل المسلح هو الطريقة الأمثل لإنهاء الاحتلال وقيام دولة مستقلة، وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 55% يؤيدون العودة للمواجهات والانتفاضة المسلحة. كما يتوقع أغلبية (59%) أن تمتد وتنتشر المجموعات المسلحة مثل مجموعات عرين الأسود المسلحة إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية.
ويؤيد حوالي ثلثي المواطنين في الضفة الغربية (65%) تشكيل مجموعات مسلحة مثل "عرين الأسود" لا تخضع لأوامر السلطة الفلسطينية وليست جزءاً من قوى الأمن الرسمية، وأغلبية واسعة (79%) من المواطنين يرفضون قيام أفراد المجموعات المسلحة بتسليم أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية لحمايتهم من الاغتيالات الإسرائيلية. كما أن الأغلبية الساحقة (87%) ترى أنه لا يحق للسلطة الفلسطينية القيام باعتقال أفراد هذه المجموعات المسلحة لمنعهم من القيام بأعمال مسلحة ضد إسرائيل أو لتوفير الحماية لهم.
إنَّ نتائج استطلاعات الرأي العام على مدار هذه السنة؛ بالإضافة إلى فقدان الأمل بإنهاء الاحتلال في المستقبل، واستمرار ارتقاء شهداء من المقاومين المسلحين والمدنيين وزيادة اعتداءات المستوطنين، والتضامن الشعبي مع المجموعات المسلحة، والتمجيد الشعبي للشهداء، والنشوة بالتأييد العربي الواسع الذي رأه الفلسطينيون أثناء متابعة مباريات كاس العالم في قطر، وزيادة الإحباط الداخلي والاحتقان الشعبي، فإنَّها ترجح أنَّ الانفجار قادم لا محالة.