رسالة مفتوحة إلى "أبو رعد".. كلمة الشهداء وأبيهم
مقالات

رسالة مفتوحة إلى "أبو رعد".. كلمة الشهداء وأبيهم

لقد اسعدني كما اسعد ابناء شعبنا انك استعدت  جزء من حريتك وتمكنت من العودة الى جزء من حياة قد هجرتها عنوة وتحديا لمحتل  باذن الله الى زوال، وقد احسن اللواء نضال ابو دخان  صنعا انه قد وصل الى صيغة مع المحتل مكنتك ان تعود الى جزء من اسرتك بعد ان ارتقى رعدا وعبد الرحمن شهداء مقبلين لا مدبرين ونجت زوجتك وابنيك همام وطفلك ادم من عملية اغتيال.

والد الشهداء ووتد الصبر، لقد اصبحت واضحيت وبقيت، وستبقى بعون الله مثالا للاب الصابر الثابت المحتسب ابناءك شهداء، احياء عند ربهم يرزقون. 
انت الهمت الملايين بصدق وجع الفقدان وصلابة الايمان والاحتساب عند الله، حتى بات الكل يلقبك  "بكلمة الشهداء" فتوحد الناس من كافة الالوان والاطياف على وقع خطاباتك التي لم تكن رنانة او فارغة او مكررة، بل كانت تخاطب الكبير والصغير ، ويفهمك الجميع باحساس الصادقين لا تزاود على احد ولا ترغب لاحد بان يذوق مرارة الم الفقدان لابناءه واحبابه، فاحبك الناس بفطرة الصادقين. 

كنت " كلمة للشهداء" ولكنك دافعت ببسالة عن حياة ابناءك ممن ودوا ان يكونوا اوفياء لرعد وعبد الرحمن وغيرهم من الشهداء، اصبحت عنوان في كل حدث والكل يترقب ظهورك وكلماتك الصادقة البسيطة، لقد تم اختيارك بفطرة الوطن بابا للقبول والصعود نحو مجد قد تجلى، وقبس من خيوطصبر نسجتها بكل كلمة وموقف صادق، فكم لاحظت ان الناس يلتمسون منك ان يتقلدون صورة معك، فترى وسائل التواصل تعج بالمحبة لك ولابناءك الشهداء.فكأن الله يكافئك بمحبة منه على ما صبرت واحتسبت، فاصبح ظهورك جسدا او صوتا او صورة عنوان فخر لكل من جالسك او تبادل معك اطراف الحديث او طلب رأيا منك، وبقيت كما انت متواضعا  ودودا مع الناس صادقا في مشاعرك وكلماتك.

والد الشهداء وابيهم وكلمتهم التي لا تنضب، اقولها وكما كل صاحب احساس وصدق مع انسانيتنا انك احسنت القرار بان عدت الى اسرتك بلاشروط او قيود، فان كان ولا بد ان توقف الخطابة فلا ضير في ذلك، وهذا ليس شرطا بل وسام عز وفخر، بان كلماتك اقوى من رصاصهم ووجودك اشد وقعا عليهم من غيابك، بل ان وجودك اليوم بين اسرتك واحبابك اصبح بلسما وعزاء ورجاء لكل الاحرار في هذا الوطن. يكفي انك وبحفظ الله ورعايته قد نجوت من الاغتيال كي تعود لطفلك ادم واسرتك وامك التي تشتاق لك لتضمك بين يديها وتقبلها بارا بها كما كان رعد وعبد الرحمن باريين بك.

شعبنا يريدك حيا ترزق تحكي لهم حكاية رعد وتقص عليهم حلم عبد الرحمن وغيرهم من الشهداء الذين ارتقوا منذ ان ارتقاء رعد، الشعب يريد ان يسمع روايات حقيقية عن شهداء لهم اسر ومنهم من لهم ابناء وكلهم لهم اباء وأمهات واخوة واخوات. نريد قصص كل هؤلاء كي نسمعها منك ترويها بصدق الشهداء وحلاوة  ارواحهم الطاهرة.

 من خلال رسالتي هذه ارجو ان يقف معك ابناء شعبنا كلهم داعمين لك في العودة لحياتك رويدا رويدا كما كنت معهم وانت تحتسب ابناءك شهداء عند الله لتضرب مثلا عز نظيره في زمن الهزيمة والخذلان. 

ادعو الكل  الوطني والاسلامي وكل حر في العالم ان لا يخذلوك بقرارك هذا كما لم تخذلهم منذ ان كنت سجينا ومطاردا في الانتفاضة الاولى مع رفقاء دربك ، ارجو الا يخذلوك في حقك الانساني بجمع شتات اسرتك ولاعادة بناء منزليك المهدمين وفي تخليد ذكرى رعد وعبد الرحمن وان يقفوا معك في النضال لاسترداد جثامين الشهداء ومنهم رعد.

ان الاوان ان يقولوا لك شكرا على ما استنهضت فيهم من "روح القدوة" وصبر العطاء ولنتعلم انه ان الاوان ان  يبقى ابطالنا ورسل الصابرين والمتحسبيين احياء ، يقارعون تفاصيل الاشياء ويسردون رواية النور والصدق مع الله.

 نريد ان يستعيد كل الاسرى حريتهم، و كل "جثامين النور" ان يدفنوا في مقابر الاجداد ونريد ان نرى المطلوبين للاحتلال احرار في مدننا وقرانا ومخيماتنا، نريدهم غير ملاحقين كي لا تدمع عين ام او يحزن قلب اب او ينفطر قلوب الاحباب او ان يعجز فكر وفعل صديق عن الوفاء لصديق قد ارتقى شهيدا!!!!

نريد ان نكون للحياة سربا لا ينقطع وصاله وللشهداء اوفياء ننقل قصصهم جيلا بعد جيل .

جزاك الله كل الخير على صبرك  واعانك الله على اكمال مسيرة الحفاظ على اسرتك وذكرى شهداء فلسطين وصبرك الله على فراق من اشهدت الله انك قد رضيت عنهم ونشهد الله انك قد كفيت ووفيت وحملت عبئا وصبرت ونلت جزء من حريتك ونتمى لك طول العمر ولكل اسر الشهداء الصبر والاحتساب عند الله.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.