إسرائيل تريد تدمير كل ما هو مقدسي.. حتى شركة الكهرباء!
كتب رئيس تحرير صدى نيوز: تضع تل أبيب منذ نشأتها هدفاً رئيسياً أمام أعينها في القدس، وهو تحويل المدينة العربية الفلسطينية إلى يهودية بكل ما فيها، لذلك فهي تهدم وتطرد وتسحب الإقامات وتصادر وتعتقل وتُرهب.
تريد إسرائيل تحويل القدس بالكليّة إلى مدينة يهودية، ولأجل تحقيق هدفها "الأسمى"، فهي تطارد كل ما هو فلسطيني، وكل ما يحمل اسم القدس، لو كان جامعة أو شركة كهرباء!
من الملفات التي لم تأخذ حيزاً كافياً للنقاش والدفاع هي شركة كهرباء القدس التي تعمل بين نارين، نار الاحتلال والمطالبات والتضييقات، ونار الديون والسرقات. وهنا لا نتحدث عن شركة كهرباء القدس كشركة خاصة، بل كشركة مقدسية يراد لها أن تنهار لأن لها امتداداً مع القدس، ومقرات وعاملين مقدسيين، وللأسف فالشركة إن تُركت على حالها ولوحدها ستصل إلى نقطة تنهار فيه ليتحقق هدف إسرائيلي جديد في مسيرة التهويد.
تتعرض شركة كهرباء القدس لهجمة مدروسة، ولأزمة مخطط لها، وللأسف فإن أيدٍ فلسطينية تساعد -ولو بغير علم- في هذا المخطط، من خلال استنزاف الشركة بالسرقات، وعبر تراكم الديون على الحكومة الفلسطينية التي لم تقدم ما يجب لهذه الشركة بل لم توف بالتزاماتها تجاهها، فتراكمت ديون السلطة للشركة بشكل مضطرد، كذلك ملف كهرباء وديون المخيمات المستحقة على الحكومات المتعاقبة لصالح الشركة، فيما يستغل ضعاف النفوس والانتهازيون المخيمات ومحيطها لبناء مصانع تستهلك مئات آلاف الشواقل باسم المخيمات ومجاناً!
لا تواجه شركة كهرباء القدس مشكلة الديون والسرقات فحسب، بل تستهدف بتضييق آخر، وهو احتكار القطرية الإسرائيلية للكهرباء، وعدم السماح لها بشراء الكهرباء من الأردن مثلاً، ما يعني تحكم الاحتلال بأسعار الكهرباء والتي دائماً ما تكون مرتفعة الثمن مقارنة بدول الجوار.
شاهد الفلسطينيون بأعينهم إغلاق بيت الشرق ومقرات جريدة الشعب والفجر ومجلة عودة والعديد من المؤسسات الفلسطينية في القدس بأسلوب منظم ومدروس من قبل الاحتلال في ظل غياب لدور الجهات الرسمية الفلسطينية من دعم تلك المؤسسات وتُركت لتنهشها الضباع الاسرائيلية وتقضي عليها، فهل علينا الانتظار حتى نرى مؤسسة فلسطينية أخرى تنهار وتضيع؟
الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة والتي بدأت في تصعيد هجومها ضد المقدسات الفلسطينية وتوعدها باقتحامات متكررة للمسجد الاقصى والتي يقودها المتطرف الإرهابي بن غفير والزمرة الحاكمة والتي تشترك بشعار واحد "الموت للعرب"، ستصعد هذه الفئة من استهداف المؤسسات الفلسطينية، كما تستهدف كل إنسان فلسطيني بالقتل والاعتقال والتهجير.
انهيار هذا الصرح الوطني الفلسطيني (شركة كهرباء القدس) يصب في خدمة أجندات الاحتلال الاسرائيلي وخطته في تهويد القدس وتفريغها من الرموز الفلسطينية، والمطلوب تدخل عاجل من قبل السلطة الوطنية بدعمها ومساعدتها من خلال دفع ما لها من مستحقات على المقرات الحكومية والمخيمات الفلسطينية ومساعدتها في شراء الكهرباء من الأردن بدلاً من الشركة القطرية الإسرائيلية حتى لو اقتصر التزويد لمحافظة أريحا ومحيطها، قبل فوات الأوان، وقبل أن تلتحق بالمقرات الفلسطينية التي تم إغلاقها والقضاء عليها من قبل الاحتلال الصهيوني العنصري المجرم.