هـل نـستطيع صناعة رأي عام؟!
مقالات

هـل نـستطيع صناعة رأي عام؟!

خرم إبرة
يتطلب فهم التغيير السياسي أن ننتبه ليس فقط لكيفية انتشار الخطاب من المسؤولين بمختلف مواقعهم؛ والنخب الأخرى عبر وسائل الإعلام إلى المواطنين العاديين، ولكن أيضًا كيف يمكن أن توجه الخطابات.. الآراء... المناشدات... التعليقات السياسية الجديدة من القاعدة إلى القمة.

وفي حالتنا الفلسطينية في ظل مختلف تطور أدوات التواصل الإلكتروني الاجتماعي، أصبحت هناك حالة من الفوضى والتشرذم وإضعاف لصناعة رأي عام قوي موحد تجاه أي قضية سياسية، لكنه نجح بشكل نسبي في القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

السؤال هنا ما هي الدرجة التي يستطيع صوت الشارع الوصول لها، أي الدرجة التي يمكن أن يؤثر بها تأطير القضايا في الخطاب العام أثناء معارك السياسة على الفهم السياسي للقضايا وبالتالي تغيير سياسة ما هو على المحك؟!

في العصر الحالي التلاعب بوسائل الإعلام من قبل النخب السياسية يُستخدم بكل وظائفه لبناء الواقع الاجتماعي والسياسي المنشود، ويلزم الأفراد للعيش في ظل ظروف جماهيرية خلقتها السياسة والإعلام. هذا الضغط يعطل العلاقة بين الإعلام والجمهور ويؤدي في هذه الأثناء إلى ولادة القيم الأخلاقية الضرورية لوجود وسائل الإعلام.

بغض النظر عن الظروف ومجال الإعلام والاسم، يمكن أن يكون البقاء في صالح المجتمع أمرًا ممكنًا مع وجود إعلاميين يتصرفون بطريقة أخلاقية. خلاف ذلك، يمكن تشكيل الوسائط مع كل حالة فردية وستفقدها في النهاية المسؤولية الأيديولوجية.

علينا الانتباه إلى كيفية فهم الواقع الذي أوجدته وسائل التواصل الاجتماعي والسياسة من قبل الجمهور والأفراد في هذا السياق، الأيديولوجية الرئيسية، وتأثير وسائل الإعلام، والعلاقة مع الجمهور. في إطار الواقع السياسي، التي يستخدمها بشكل عام قادة السياسة، وعادة ما ترتبط بالطريقة من استخدام اللغة.

وسائل الإعلام التي أصبحت صناعة مهمة مع تطور التكنولوجيا، في اكتساب وظائف اقتصادية وسياسية، التبعية العمياء تؤثر في وسائل الإعلام والسياسة في بعض الأحيان إلى نقل المعلومات كما هي مرغوب فيه وأحيانًا ينتهي بخلق واقع جديد تمامًا. على حد سواء من أجل الاعتماد على السياسة وأيضًا لعدم كونها موضوعية ومستقلة من وجهة النظر الاقتصادية - السياسية، فهي غير قادرة على الوفاء بأهميتها ومسؤوليتها.

مشكلة مصداقية وسائل الإعلام التي تمتلك قوة التأثير على المجتمعات والأفراد والشركات والمؤسسات والسياسيين أصبحت ضعيفة أكثر من ذي قبل مع وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والأدوات ومع التحسينات التكنولوجية.

برأيي _وربما أكون مخطئاً_ وسائل التواصل الاجتماعي أضعفت وجود وخلق قوة تتحول بشكل أساسي لتشكيل أيديولوجية شعبية نضالية تجاه اي قضية سياسية؛ وخلق محيط صاخب هائج من تدفق المعلومات غير المنضبط. على الرغم من أننا استفدنا فلسطينياً في تعرية الاحتلال على الصعيد العالمي، لكننا نستطيع أيضاً أن نكون أكثر تأثيراً وأوسع انتشاراً.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.