دور مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني في تنمية الإبداع والإبتكار خدمة للمجتمع والبيئة في ظل الرقمنة وانترنت الاشياء
مقالات

دور مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني في تنمية الإبداع والإبتكار خدمة للمجتمع والبيئة في ظل الرقمنة وانترنت الاشياء

عالم اليوم متغلب ويصعب فيه توقع التغيرات الجارية مع التزايد المتصاعد في التعقيدات والغموض ونواجه مستويات متزايدة من البطالة بين الشباب مع تقليص المسارات التقليدية للتوظيف والكثير من الخريجين يواجهون صعوبات كثيرة للحصول على وظائف تتناسب مع المستوى الجامعي بالإضافة إلى الضغوط المتزايدة والمستمرة على الجامعات حيث أن أصحاب الأعمال يرغبون في الحصول على خريجين ذو مهارة وامكانات وكفايات تؤهلهم للمساهمة بالحركة التنافسية والإبداعية لهذه الأعمال.
لذلك لابد من تعزيز التوجه نحو التعليم والتدريب المهني والتقني لما له من اهمية في تنمية الاقتصاد الوطني، ولابد من مواءمة مخرجات التعليم والتدريب المهني والتقني مع متطلبات سوق العمل التي تعد من أهم التحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية في العالم خاصة وان المستجدات التي طرأت في أسواق العمل المحلية والعالمية كإدخال التقنيات الحديثة وإستحداث وظائف جديدة تتطلب من المتعلم  او المتدرب أن يمتلك المهارات والمعارف التي تتناسب مع متطلبات سوق العمل من أجل إمتلاك القدرة التنافسية مما يحتم على الأنظمة التعليمية وضع مفاهيم الإبداع والإبتكار وريادة الأعمال في المناهج والأنشطة لتلبي حاجات المتعلمين مستقبلاً. حيث أكدت عدد من الدراسات والتقارير على الإهتمام بهذا المجال الحيوي ومنها دراسة شركة برايس وترهاوس كوبرز التي بينت من خلال استقصاء 1300 رئيس تنفيذي شركات كبرى أن عدم توفر المهارات الأساسية للعمل تعتبر ثاني أكبر عقبة في نمو الشركات وتطويرها، أما تقرير تحدي رأس المال البشري العربي فقد أوضح أن 62% من قادة الأعمال أبدوا عدم رضاهم من نوعية المهارات المتوفرة في الشباب العربي من خريجي مؤسسات التعليم الاكاديمي وخريجي مؤسسات التعليم والتدريب النهتي والتقني،وأكدوا على أهمية التركيز على مهارات جديدة ومتميزة ومنها الرقمنة وانترنت الاشياء.
ان التقدم الهائل الذي يشهده الواقع المعاصرالذي يفرض تحديات تستوجب حلول إبداعية مبتكرة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية هذه التحديات تلقي بظلالها على انظمة التعليم المختلفة ومنها التعليم والتدريب المهني والتقني، أعباء متزايدة تستوجب إعادة هيكلة المناهج التعليمية بأهداف وأساليب واستراتيجيات وتقنيات وأنشطة تعكس مستوى قابليتها لعمليات التطوير لتكون أكثر ملائمة وتكيفاً مع التغيرات العالمية المعاصرة في المشاريع الريادية ومن هنا تبرز مشكلات تلقي بظلالها على مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني بفلسطينلخدمة المجتمع والبيئة ولتلبية احتياجات سوق العمل بفلسطين تتمثل في تنمية:
1- الإبداع.
2- الإبتكار.
3- الرقمنة.
4- انترنت الاشياء.
5- المهارات الحياتية.
6- الريادة (ريادة الاعمال).
تعليم ريادة الأعمال في ظل التعليم الرقمي
من أجل مواجهة التحديات التي تتجدد بحسب المواقف التعليمية المختلفة والتطور المعرفي والتكنولوجي المستمر في ظل التعليم الرقمي(الرقمنة)، لذلك يجب ان يتم التركيز على التعليم والتدريب المهني والتقني ودور المؤسسات المزودة لخدمات التعليم والتدريب المهني والتقني في القطاعين العام والخاص في ما يلي:- 
1-    غرس ثقافة ريادة الأعمال في مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني لتخرج أجيال تتمتع بروح الإبداع والإبتكار والريادة والمسؤولية والطموح بما يعزز حصولهم على مراكز متقدمة تسهل ممارسة الأعمال  والتنمية وتلبية احتياجات سوق العمل.
2-    تطوير المناهج الدراسية نحو التعليم للريادة والإبداع والإبتكار لتعزيز المهارات الحياتية للفرد وتوسع خبراته وتطور قدراته في مجال العمل والحياة.
3-    تعزيز الإبداع والإبتكار والإنتاجية ودعم القدرات التنافسية وتحسين بيئة العمل علاوةً على التشغيل الذاتي الذي يحقق النمو الإقتصادي ويقلل نسبة الباحثين عن عمل بين الشباب والخريجين، الامر الذي يسهم في تقليل نسبة البطالة في فلسطين.

الإبداع والإبتكار:
يفرض التقدم الهائل الذي يشهده الواقع المعاصر تحديات تفرض حلول إبداعية مبتكرة في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية ، ويرادف مدلول الإبداع مدلول الابتكار.
وقد ورد ذكر الإبداع في القرآن الكريم في قوله (بديع السماوات والأرض) (البقرة 117) أي خالقها ومبدؤها من غير مثال سابق والبديع أسم من أسماء الله الحسني ومعناه المبدع لامثيل له.
الإبداع: 
  يعرف الإبداع بأنه أفكار جديدة ومفيدة ومتصلة بحل مشكلات معينة أو تجميع وإعادة تركيب لأنماط المعرفة في أشكال فريدة ولايقتصر الإبداع على تطوير السلع والعمليات المتعلقة بها فحسب بل يتعدى ذلك ليشمل الألات والمعدات وطرائق التصنيع والتحسينات في التنظيم ونتائج التكوين لضمان إزدياد الإنتاجية وتطورها.هو نشاط معرفي يشتمل على تطوير واستخدام قاعدة معرفية كبيرة من المعلومات وممارسة مهارات التفكير المعرفي وما وراء المعرفي لإتخاذ القرار.
وأوضح Sternberg في نظرية الإستثمار في الإبداع: إن الإبداع قدرة عقلية لدى الفرد على الإدارة الذاتية لمجموعة من المكونات المترابطة والمتمايزة وتتضمن تلك القدرة العقلية ثلاثة أنواع من القدرة العقلية وهي:
1- التفكير التركيب ويتضمن المهارات في رؤية المشكلة بطريقة جديدة والبعد عن التفكير التقليدي.
2- التفكير التحليلي ويتضمن المهارة في تحديد الفكرة الأفضل لحل المشكلة من بين عدد الأفكار.
3-التفكير العلمي ويتضمن كيفية تسويق الفرد لأفكاره الإبداعية .
لذلك يجب رعاية المبدعين من ملنحقي وخريجي مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني حتى يتم التأثير في شخصياتهم وتحويلهم من أميين إلى قراء متميزين، عناصر هدامة الى بناءة،الشعور بمشاعر التأخر إلى الشعور بالقدرة على التحصيل الناجح، محدودي القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين إلى متواصلين مع غيرهم بنجاح، عازفون عن المشاركة في الأنشطة الإبداعية إلى مشاركين بإيجابية فيها
التعليم الرقمي ( الرقمنة) وريادة الأعمال يتمثل في:
1- الثورة الرقمية كمحفز للإبداع والإبتكار وتأثيرها في مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني.
شهد العالم على مر العصور كثير من الثورات  منها الصناعية والتكنولوجية والمعرفية واليوم نشهد الثورة الرقمية حيث انتشر استخدام التكنولوجيا الرقمية في كل مجالات الحياة وأصبحت المعلومات الرقمية تحيط بنا من كل جانب ونتيجة للثورة الرقمية تبدلت أهداف التعليم بشكل خاص وأهداف التعليم والتدريب المهني والتقني بشكل خاص، وتطورت وتغيرت شكل مؤسساتها التعليمية فأصبحت تسعي نحو تحقيق الأهداف التي تساعد الأفراد على التكيف والتجاوب مع متغيرات وتطورات هذا العصر والبحث عن تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين ليكونوا شركاء في هذا التطور السريع.
2- ريادة الأعمال ودورها في تحفيز الإبداع والإبتكار وجهود تعزيزها في مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني.
انتشرمصطلح ريادة الأعمال entrepreneurship في السنوات الإخيرة مع زيادة الأعتماد على الأنترنت وتطور التقنيات المستخدمة أذ أصبحت جزاءاً رئيساً من واقع الأعمال في العالم أجمع وكذلك تطورت لتصبح جزءاً من ثقافة الوطن  العربي فأصبحنا نمتلك العديد من رواد الأعمال الذين يسعون إلى النجاح.

ريادة الأعمال: 
يعد مصطلح ريادة الأعمال entrepreneurship فرنسي الأصل ويستخدم في وصف الأعمال التجارية المبتكرة القائمة على تحمل المخاطرة من أجل صناعة أعمال لها القدرة على تحقيق النجاح مع إختلاف مفهوم ريادة الأعمال لكنها جميعها تدور في هذا الإطار المتعلق بالإبتكاروالمخاطرة. بحيث اصبحت ريادة الاعمال لها اهمية في (خلق المزيد من فرص العمل، تعزيز الإبتكار في المجتمع، التأثير على المجتمع بالإيجاب).
متطلبات تعليم ريادة الاعمال :
1- تغيير المفاهيم المهنية التقليدية السلبية الى مفاهيم إيجابية تحفز الرغبة الذاتية وتشجيعها على البدء في المشاريع الخاصة بدلاً من الاعتماد على الآخرين وانتظار الوظيفة .
2- إعادة هيكلة مناهج التعليم بأهداف واساليب و إستراتيجيات وتقنيات وانشطة تعكس مستوى قابليتها لعمليات  التعديل  والتطوير لتكون  آكثر ملائمة و تكيفا  مع التغييرات  العالمية المعاصرة في المشاريع الريادية .
3- تأهيل المعلمين وتطوير معارفهم و مهارتهم من خلال دورات تدريبية مهنية مستمرة تساعدهم في اداء مهمتهم باسلوب قيادي تشاركي ملموس و تساعدهم علي تصميم انشطة تعليمية علمية تطبيقية تدعم تعليم ريادة الاعمال في جميع المواد .
4- إختيار القيادات الإدارية التي تتبني رؤية  و رسالة تؤكد إيمانها بتعليم المتعلميين  ريادة الاعمال وتظهر حرصها وإهتمامها من خلال توفير إحتياجات المتعلميين وتتابع مشاريعهم . 
 الإبداع والإبتكار والرقمنة  في الجامعات خدمة لتنمية المجتمع يتمثل في:
 1- دور مؤسسات التعليم والتدريب المهني في تحفيز الإبداع والإبتكار وفي بناء الإقتصاد الإبداعي.
يحظى الإبداع والإبتكار بدرجة عالية من الإهتمام من قبل العلماء والمهنيين و واضعي السياسات على حد سواء و لتحقيق المستوي العالي من  الإبتكار ضروري لدفع التنمية الإقتصادية في مجتمعاتنا إذ يحتاج الشباب الإنخراط في فرص تعلم متعددة التخصصات تتضمن حل المشكلات الإبداعية بطريقة أصيلة كجزء من عملية التعلم في الجامعة وكذلك من الضروري وجود نوع مختلف من التعليم والمعلمين حيث يعمل المعلم كمدرب لتنمية المهارات المتعددة وعلى رأسها القدرة على الإنخراط لحل المشكلات والبحث.
كذلك يجب على هذه المؤسسات أن تقدم للطلاب مناهج تعليمية ودورات أكثر ديناميكية لتزويد طلابها بكل ما يحتاجون إليه للحصول على وظائف رائعة وفرص أكبر في سوق العمل مع الأخذ بعين الإعتبار ضرورة التخطيط لمثل هذه  الدورات في ضوء العلاقات وشراكات بين مقدمي التعليم والتدريب المهني والتقني وسوق العمل لتمكين من تقديم دورات تتوافق مع احتياجات السوق ومن خلال استخدام بيانات القوة العاملة وإحصاءات الصناعة وفتح حوار مع الشركاء.
تخلق الشركات بين مؤسسات التعليم والتدريب المهني والشركات  والمصانع والمشاغل المتواجدة في السوق فرصة لاتقدر بثمن في مجال إكتساب الطلاب مهارات العمل ولكن هناك طرق أخرى لإكتساب الخبرة .
حيث يبني الطلاب أعمالاً و منذ اليوم الأول أنهم يتعاملون مع سيناريوهات الأعمال الواقعية ويتم توجيههم من قبل خبراء الصناعة ويمكن أن تقوم مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني أيضاً بتدريس مهارات العمل في جميع المستويات المهنية الخمسة بحيث تضم مهارات تنظيم المشاريع في جميع التخصصات والبرامج المهنية والتقنية.
والجدير بالذكر إن مع التقدم التقني أصبح سوق العمل أكثر قدرة على المنافسة ،لذلك يجب على مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني ان تتكيف و بسرعة مع هذا التغير وتتخذ من الإبداع عاملاً رئيساً لمواجهات التحدبات الناجمة عن هذه التغيرات، واعتماد الحلول الخضراء في حل المشكلات.
2- دور المعلمين في تحفيز الإبداع والإبتكار وتنمية المجتمع.
الإبداع والإبتكار لايتطلبان ضخ رأس المال والحصول على تمويل فحسب بل يتطلبان أيضاً وجود قوة عاملة لديها الرغبة في الإستمرار في حل المشكلات والبحث عن حلول إبداعية مبتكرة حيثُ يقول جورج كورس مؤلف كتاب الإبتكار داخل الصندوق ـ تمكين المتعلمين من خلال التصميم العالمي للتعلم وعقلية مبتكرة كقادة في التعليم لا تتمثل مهمتنا في التحكم فمن نخدمهم بل إطلاق العنان لمواهبهم أذ أصبح الإبتكار أولوية في التعليم فنحن بحاجة إلى خلق ثقاقة تكون فيها الثقة هي القاعدة.
والجدير بالذكر إن الإبداع والإبتكار يتطلبان معلمين يستجبون لفضول الطلاب الطبيعيي وبما يعزز قدرتهم على الأستكشاف وتشكيل الطريقة التي يتعلمون بها اليوم وفي المستقبل.
الطلاب المبدعون بحاجة إلى معلمين مبدعين وإدارة داعمة ومتفهمة لمتطلبات سوق العمل وبما يمكنها من تمكين الموظفين لخلق ثقافة الإبتكار لتوفير فرص أفضل لطلابنا.    
وبالرغم مما سبق الا اننا ما زلنا نواجه الكثير من المعوقات واهمها:-
ـ تبني مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني الدور التقليدي في دفع الابداع والابتكار والريادة وتحفيظ التنمية الاقتصادية والتصدي لتحديات الثورة الرقمية لتهيئة النظم الايكولوجيا لاقتصاد والابتكار.
ـ  تغيير المناهج  الدراسية لجعل الطالب بمجرد تخرجة غير باحث عن عمل . 
ـ تخرج اجيال تتمتع بعقول خصبة تجيد المهارت التي يحتاجها سوق العمل.
لذلك يجب علينا ان نعمل على:-
ـ تصميم مناهج دراسية متخصصة لتعليم ريادة الاعمال لجعل الطالب بمجرد تخرجه غير باحث عن عمل و إنما مولود به .
ـ  لابد من بناء الابداع والابتكار والريادة لمواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل التي تعد من اهم التحديات التي تواجه الانظمة التعليمية في العالم مع الاستعانة بالنماذج  والخبرات العربية والدولية عن قيمة ريادة الاعمال والابداع والابتكار في التخطيط للتنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني.
ـ تعزيز الابتكار في المجتمع من خلال دعم وانشاء افكار جديدة وتطوير التكنولوجيا .
ـ الاهتمام بتنمية الموارد البشرية والسعي نحو توفير فرص التعليم والتدريب والتاهيل لتحقيق تنمية مستدامة بحلول الخمس سنوات القادمة.
ـ لابد من خلق شركات حقيقية بين التعليم والتدريب المهني والتقني وسوق العمل لاقامة دورات تدريبية لتزويد الطلاب بكل مايحتاجون الية لحصول علي وظائف .
ـ ان تكون مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني مبتكرة من اجل البقاء والمنافسة . 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.