ليست نكسة وليست انتهاكات.. إنها ذكرى جريمة احتلال واستكمال ممنهج للتطهير العرقي
ذكرى ٥ حزيران ليست "نكسة" ، إنها الذكرى ال ٥٦ لأستكمال أحتلال أستعماري لمساحة ٢٢ % من ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية اضافة الى اراضٍ عربية أخرى . إنها جريمة جديدة قد ارتكبتها دولة إسرائيل الأستعمارية بمفهوم القانون الدولي بعد جريمة النكبة والتطهير العرقي ضد شعبنا قبل أكثر من سبعة عقود في عام ١٩٤٨ من خلال عصاباتهم الإرهابية التي اسست "لدولتهم" بهدف محاولات تنفيذ المشروع الصهيوني المتكامل بدعم قوى الأستعمار الغربي على حساب حقوق تاريخية لشعب أخر هو شعبنا الفلسطيني .
واليوم بعد تلك الجرائم المتنوعة والمستمرة شكلاً ومضموناً بحق شعبنا الفلسطيني وبحق الأعراف الدولية وتحديدا مبادئ حق تقرير المصير ، الحرية ، الديمقراطية والسلام التي دفعت شعوب العالم تضحيات كبيرة من أجل ترسيخها ، أصبحت هذه "الدولة" أن جاز تسميتها كذلك ، ترتقي إلى اشكال الفاشية والفوقية الدينية وتعيش ازمات عميقة وتناقضات متعددة الاتجاهات تنخر بالفكر الصهيوني نفسه الان ، بالإضافة إلى كونها دولة احتلال استيطاني وابرتهايد ، دون دستور أساسي ودون حدود معلنة وبنشيد وطني يقوم على أساس الكراهية والتحريض والقتل الدموي والإرهاب ضد الفلسطينين وأصولهم التاريخية الكنعانية ، انها كيان مصطنع وظيفي كولنيالي أقيم اساساً وتمدد عام ٦٧ على حساب حل المسألة اليهودية بالمجتمعات التي كانوا يعيشون فيها كجزء من شعوبها وفق رؤية تقوم على أساس الأحلال السكاني والتطهير العرقي لشعبٍ هو صاحب هذه الأرض .
بعد هذه السنوات واستكمالاً لمشروع تحررنا الوطني ، فإن السؤال الاَن ؛ كيف نبني نحن اليوم على تلك الأزمات التي يعيشها هذا الكيان ونعمقها خاصة في ظل تراجع الهيمنة الأمريكية وبدايات ظهور معالم نظام دولي جديد ومتغيرات بالرأي العام الدولي وذلك من خلال برنامج وادوات كفاحية واضحة استنادا لقدرات شعبنا وتضحياته ورؤيته الراسخة نحو الوصول الى حقنا بتقرير مصيرنا واستقلالنا الوطني وأسقاط نظام الفصل العنصري الاستعماري .
والان وقد تحول مضمون وشكل هذا الاحتلال الذي ظن البعض انه يتسم بطابع الاحتلال العسكري عام ٦٧ وما سمي بالنكسة ، الى تنفيذ شمولية المشروع الصهيوني الأستيطاني والاحلالي منذ فترة طويلة، بل منذ بدايته وفق مخططات الحركة الصهيونية .
فإني لم أعد افهم تكرار البعض استخدام مصطلح "الانتهاكات " وهو تعبير يُعنى به الخروج عن المألوف أو عن المتفق عليه أو الإخلال بالقانون ، وفي حال هذا الأحتلال الاستيطاني فإنه ليس كذلك . إنها جرائم يرتكبها نظام الأحتلال والابرتهايد بحق شعبنا منذ اكثر من ٧٥ عاما ، وهو الأحتلال الذي يجسد بحد ذاته جريمة متكاملة الأركان بحق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والميثاق الاساسي لهيئة الأمم المتحدة ولاتفاقيات جنيف ، لا يمكن لتداعياته واسقاطاته وافرازاته أن تُعتبر " انتهاكات " .
انه لم يعد احتلال عسكري تنطبق عليه مواصفات القانون الدولي أو قوانين الحروب ، فبعد ٥٦ لم يعد مؤقتا لاغراض عسكرية ، وبعد ٥٦ يعملون لان يكون مستداما بوجود قرابة المليون مستوطن صهيوني أو أقل بقليل في مناطق تم احتلالها عسكريا عام ٦٧ يعيشون وفق نظام قانوني خاص بهم تجسيدا لنظام الابرتهايد .