ابن الحي الشرقي
مقالات

ابن الحي الشرقي

إن تأثير التكنولوجيا على العالم كبير جداً، حيث أصبح العالم كمدينة افتراضية واحدة. الحي الغربي من المدينة رغم كل ما قدمه للبشرية من تقدم وتطور، بات نفوذه وتسيده لهذه المدينة لفترة ليست بالقصيرة، مهدداً من ابن الحي الشرقي "الصين." 
بعد جولة لي امتدت لأكثر من 15 يوماً للتعرف على آخر ما توصلت إليه الصين (وهي الدولة الثانية على ترتيب الأقوى اقتصادياً في العالم) في التكنولوجيا والإبداع والذكاء الاصطناعي، يمكن القول أن هذا العملاق القادم من الشرق بات متصدراً لأهم مفاصل الحياة التكنولوجية، وتحديداً في مجال الاتصالات.
الثورة التكنولوجية القادمة هي ثورة الجيل الخامس من الاتصالات، أو كما هو متعارف عليه 5 .G هذه الثورة ستقفز بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته إلى مستويات قياسية جديدة في الثورة الصناعية الرابعة، مثل إنترنت الأشياء الذي سيتحول إلى إنترنت كل الأشياء، والروبوتات، والمركبات ذاتية القيادة وغيرها، تمهيداً للثورة الصناعية الخامسة حتى تتخطى ما كان يعرف في الماضي بسرعة الضوء والألياف.
لم تكن الصين على الخارطة التكنولوجية في الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية (البلاد الأشد فقراً). 
راقبت الثالثة، وتساهم بقوة في الرابعة لتعلن ريادتها بكل قوة للثورة القادمة في مدة لا تتجاوز 3 عقود! باتت تدخلات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة والذكاء الاصطناعي في الصين في مناحي الحياة اليومية كالزراعة، والصناعة، والطب، والأمن، والنقل، والتجارة، والأمن الغذائي. في الحقيقة، هو تدخل علمي مدروس، من دراسة الاحتياج إلى التخطيط بمستوياته الثلاث، إلى تذليل العقبات من سن للقوانين والتشريعات، إلى قوة تنفيذ وبسط النظام. 
والأهم هو الإرادة الحقيقية للتقدم المتمثلة بالمستوى القيادي والمؤسسي والشعبي، والتي نقلت الصين إلى مستويات ريادية متقدمة في المساهمة في الحضارة البشرية، باعتبار أن التكنولوجيا المتقدمة احتياج بشري وليست نوعاً من أنواع الرفاهية. 
لذلك جاء التدخل في الزراعة لزيادة كميات الغذاء، والتدخل الطبي للحفاظ على السلامة الصحية، والتدخل في الصناعة لزيادة الجودة وخفض التكلفة وغيرها الكثير. أخيراً، أقرت الصين خطتها الاقتصادية التنموية المسماة الحزام والطريق، وهي إحياء لمشروع طريق الحرير القديم للوصول إلى المنافذ البرية والبحرية حول العالم من خلال مشاريع بنية تحتية ضخمة. 
وعليه وفي ضوء ما تقدم وبهذا التقدم المتسارع والمنافس فاننا سنرى الصين ومعها الحي الشرقي متربعاً على عرش المدينة منهياً حقبة غربية طويلة. حيث ان الزمن لن ينتظر وافق المستقبل تلوح امامنا على ظهر تنين محمل بكل هذه التكنولوجيا والحلول أما نحن! فانني اقترح البدء جديا بتعلم لغة المستقبل اللغة الصينية فهناك فرصة ذهبية لنبدأ حيث الآخرون الآن.
 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.