مثلث إقليمي قيد التشكيل
وفق رتم سياسي ودبلوماسي هادىء ولقاءات سياسية وأمنية بين الأطراف الثلاثة تشير القراءات التحليلية بأن ثمة مثلث إقليمي أخذ بالتشكيل بين إيران والسعودية وإسرائيل وذلك بعد قطيعة طويلة تخللتها حروب بالإنابة ومعارك إستخبارية بين الأطراف الثلاثة ..
فها هو المثلث الإقليمي للشرق الاوسط بات قيد التشكيل وبرعاية أمريكية هذه المرة بعد ما نجحت السعودية وإيران ببناء الضلع الأول للمثلث متساوي الاضلاع بعناية أمريكية لتعود مسقط - عُمان لإتمام صفقة سياسية اخرى تم بموجبها تبادل المعتقلين بين واشنطن وطهران عرفت باسم ( 6v6+6) أي بتبادل ستة معتقلين من كلا الجانبين إضافة إلى رفع حالة التجميد عن الأرصدة الإيرانية في كوريا الجنوبية التى تقدر 6 مليارات دولار ليتم وضع هذه الأموال فى قطر ومن ثم يتم إستخدامها لأغراض مدنية تنمويه.
وبهذه الصفقة تكون العلاقات الأمريكية الإيرانية قد دخلت بطور التطبيع الضمني تماماً كالعلاقات السعودية الإيرانية التي إجتازت معظم العقبات التي كانت تحول دون تنسيق المواقف بين الطرفين وهذا ما ظهر بشكل واضح فى إجتماع وزير الخارجية الإيراني مع ولي العهد السعودي
في جدة فى قاعة القدس فى لقاء أستمر لقرابة الساعة لتؤكد السعوديه تمسكها بقرارها بفتح سفارة سعوديه فى القدس كما يؤكد الطرفين ان منظومة العالم الاسلامي وليس المجتمع العربي سيعمل لايجاد علاقات طبيعية مع اسرائيل فى حال موافقة اسرائيل على قرارات الشرعية الدوليه لاسيما قرار 2334الذى تم اقراره من مجلس الامن بعهد الرئيس اوباما وبايدن ..
ووفقا لهذه المعطيات تكون العلاقات بين واشنطن وطهران قد دخلت بأطوار مصالحة ضمنية الأمر الذي يهيئ الأرضية لإيجاد علاقات تنسيقية ينتظر أن تخدم أغراض القنوات التفاوضية الدائره بين السعودية وإسرائيل كما يصف ذلك الكثير من المتابعين وهذا ما يعني أن المنطقه يعاد تشكيل نظام الضوابط والموازين فيها، وأنها ستخرج من التفرد الإسرائيلي الذى كان قائم بالسابق الى تعددية جيوسياسية بين الأطراف الثلاث وهو المشروع الذى جاء فى سياسات الحزب الديموقراطي وبرنامج عمله.
وهذا ما يؤكده دخول الكونجرس الأمريكي كعامل مساند لتعزيز هذه السياسات ودعم هذه التوجهات التي تريد بناء الضلع السعودي وإسرائيلي ليكون قائم و التي يراد من وراءها تلبية شروط السعودية الثلاث الخاصة بالأمن الإستراتيجي. السعودية ضمن شراكة أمريكية وتنفيذ مشروع الطاقة النووية السعودية إضافة إلى مسألة
تخفيف الضغط عن الفلسطينين وإطلاق مفاوضات.
وهي المحصلة التي ينتظر إليها المراقبين انها ستشكل منطلق جديد للمنطقة برمتها إذا ما تم الإتفاق حول بنودها وآليات إخراجها وهو ما سيهيئ أرضية عمل مناسبة لبناء الضلع الثلاث بين إيران وإسرائيل وهو الضلع الذي كان عند الكثير من السياسيين إلى وقت قريب أمر يصعب تصوره لكن مجريات الأحداث باتت تشيير لواقعية تحقيقه.
ومع درجة التفهم التي أبادها نتنياهو تجاة مسالة النووي السعودي فإن الحكومة الإسرائيلية مطالبة للاستجابة على الشرط السعودي الثالث الذي من شأنه إعادة لملمة الملف الفلسطيني -- الإسرائيلي تمهيداً لعودة الأطراف لطاولة المفاوضات على أن يأتي ذلك كله قبل الخريف القادم وهو الموعد الذي تم تحديده لنتياهو للقاء مع الرئيس بايدن.
فهل ستنجح الدبلوماسية الأمريكية فى ترسيم الأضلع الثلاثة وإيجاد ترتيبات ملزمة تنفذ ما جاء بالقانون الدولي من نصوص هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة فإذا كان كذلك فإن بيت القرار الإسرائيلي سيقوم بإعادة ترسيم للحكومة بما يجعلها قادرة على تلبية إحتياجات المرحلة السياسية الراهنة والتي دخلت بطور حسابات مغايرة عن ذي قبل ...
ذلك لأن عدم إنهاء ملف الحالة الفلسطينية سيعرض هذه المصوغات التي يجري ترتيبها لصعوبة بالتطبيق وهو ما يعتبر حجر الزاوية الذي سيسمح بإعادة الترتيب وترسيم ما يراد ترسيمة ؟!...وهي حالة المخاض التي جعلت من الدبلوماسية الأردنية تقوم بإرسال رسائل عدة في لقاءاتها البنية التي شهدتها عمان وفي الزيارات الأخرى للوقوف على أبرز حيثيات إسقاطات المشهد السياسي الذى يبدوا أن أجواءه تحمل حمل حقيقي هذه المرة وليس حمل كاذب كانت غايته شرأء وقت وطي مرحلة ...!