بركس بمواجهة السَبع!
بعد قرار منظمة بركس في جوهانسبرغ بضم مصر إثيوبيا والسعودية وإيران والأرجنتين والإمارات رسميا لهذه المنظمة تكون بركس قد نجحت في تكوين منظومة "جيوسياسية وأخرى جيوإقتصادية" جديدة بعد مرور 15 دورة لمؤسسي هذه المنظومة وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.
وهذا ما يعني أن تحدي التعددية القطبية أخذ يبرز للعيان وتكون بركس في مواجهة مع التحالف الأمريكي الأوروبيالذي يعرف بأسم "مجموعة السبع " والذي يضم بعضويته أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان وهو ما يؤكد أن العالم قد دخل بطور الإصطفاف الحاد مشكلاً بذلك جناحين قطبيين.
وبإعلان بركس من تنامي نفوذها ليصل الى 11 دولة حتى الفترة الحالية تكون بركس قد شكلت القرن الآخر لترتكز عليه للكرة الأرضية وكما بيت دورها في بيت القرارالعالمي معنونة بذلك نظاماً جديداً للتوازن الدولي ويكون نادي بركس أيضا قد أشهر دوره التنافسي على مسرح الأحداث حيث ينظر اليه الكثير من المتابعين أنه سيحمل في طياته متغيرات واسعة تطال العديد من الملفات السياسية ونماذج الأدوار الإقتصادية في كل المناطق الإقليمية على إمتداد رقعة الجغرافيا السياسية ..
وبهذا تكون بركس قد أعلنت حربها على الدولار بطريقة مباشرة وهو ما بينتة دعوة الرئيس البرازيلي دي سلفيا التي دعت لتشكيل عملة موحدة لهذا النادي بما يمكن الدول الأعضاء الخروج من وصاية الدولار إلى رحاب من الحماية النقدية بمواجهة مع الدولار (الأوروبي الأمريكي) ويكون بذلك هذا النادي مناوء للمنهجية السابقه التي كانت تقوم عليها التجارة العالمية بوصاية واشنطن ومرجعية الدولار وذلك مع بدء دول بركس بالتبادل التجاري بينها بالعملات الوطنية إلى حين إصدار عملة بركس خلال العشر سنوات القادمة.
وبهذا يكون نادي بركس قد بين أهدافه وحدد برنامج عمله وأكد ندية قوامه في بيان جوهانسبرغ مبيناً بذلك دوره الجيواستراتيجبه كيف لا هو الذى يعتبر نادي "الغذاء والطاقه" لاسيما هو يمتلك غالبية سلة الغذاء الدولية ويستحوذ على معظم مصادر الطاقه الطبيعية والصناعية وهو ما يجعل من دول بركس تكون فى مواجهه مع المنظومة الغربية ذات السمة الصناعية والعلوم المعرفية وهو ما يعد إنقسام أفقي بين الموارد المنتجة والآليات المصنعة كما يشكل إنقسام رأسي على إعتباره يشكل مولود التعددية القطبية.
صحيح أن الأرضية المشتركة لدول بركس تبدوا غير منسجمة سياسياً ولا حتى ديموقراطياُ على حد وصف جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي لكن ما هو صحيح أيضا أن الناتج القومي الإجمالي لهذه الدول يشكل حيزا كبيراً من إجمال الناتج العالمي وهذا يؤثر بطريقة مباشرة على حجم تداول الدولار وسيؤثر إلى حد كبير على عامل الثقة الذي تقف عليها العملة الرسمية للإقتصاد العالمي "الدولار" التي مازال يتم تداولها من دون مرجعية نقدية بل بواقع هيمنة سياسية على حد تعبير خبراء النقد العالمي ....
الأمر الذي ينتظر إليه انه ينهي حالة تفرد الدولار في حركة التجارة العالمية كما أن ذلك يعد بمثابة دخول العالم بإطار التعددية القطبية من الباب الإقتصادي على أقل تقدير وهو المدخل الذي بدوره سيعيد بناء منظومة التوازن العالمي لتكون بحلة جديدة.
وفي مواجهة إعلان نادي بركس لمقرراته وبرنامجه الخاص يالتمدد والإستقطاب في الإجتماع القادم الذى سيعقد في روسيا بدأت الولايات المتحدة في الحديث عن تعديلات جوهرية قد تطال منظومة الحكم المركزية لبيت القرار الدولي وهي المنظومة التى تم تشييدها مع إنشاء الأمم المتحدة لباكورة مؤسساتها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي تضم ( البنك الدولي وصندوق النقد ) وهو إصلاح يأتي منسجماً مع حركة المتغيرات الناشئة وأن كان متأخر في القياس العام ..
هذا لأن بيت القرار الغربي "العالمي سابقاً" أخذ يتعامل بردة فعل وليس بفعل كونه الحاكم للحركة التجارية وأخذ يتلقى صدمات مع نشأت هذا التكوين الجديد الذي يعتبره بعض السياسيين بأنه الأخطر على المرجعية الدولية الأمر الذي جعل بيت القرار الغربي يقوم بإجراء سياسات إحتوائية قد تتيح للسبع الكبار من إعادة بناء قوامهم وتعزيز محتواهم ليكون أكثر تماسكا من ذي قبل ..
وهذا ما سيمكنهم من العمل على بعثرة هذه اامنظومة قبل عملية دخولها بتشابك مصالح يصعب من بعدها التعاطي بدبلوماسية وازنه وسَتطّر دول دول السبع الدخول بعملية جراحية واسعة للإستئصال وهذا ما قد يجعل باب التكهنات تحصل إستخلاصاته دوامة العنف.
وقد يكون ذلك وراء ضم نادي بركس لدول كانت تعتبر متناقضات بالأمس في الشرق الأوسط مثل السعودية وإيران وكما تم ضم من إفريقيا قطبي القرن الإفريقي مصر وإثيوبيا ومن أمريكا اللاتينية عنوان التناقض والتنافس البرازيل والأرجنتين وهي طريقة إستقطاب وضم بحاجة لدراسة متأنيه مع توقع دخول دول عربية أخرى في محطة الإستقطاب القادمة مثل الكوبت والعراق اضةفة للجزائر حتى حال الفيتو الهندي من دخولها لبركس فى اجتماع جوهانسبرغ ....
وهو ما يجعل المنظومة العربية تعيش أيضاً في أزمة أطر بين قطبي المعادلة الدولية ؟! وقد لا يبقى في المشرق سوى الأردن الذي تربطه علاقه عضوية مع الولايات المتحدة وهو إستنتاج يطرح سؤال عريض حول كيفية تعاطي مجموعة السبع وبرنامج عملها للمرحلة القادمة فهل ستقود هذه المستجدات من تمكين الأردن وتعزيز مكانته من خلال إجتماع لقمة السبع يعقد لمناقشة كيفية التعاطي مع منظومة بركس يحط أركانه بالأردن ...
والأردن الدولة التي ينظر إليها بإعتبارها مشارك / شريك في توسيع مناطق النفوذ "لجيش سينتكوم" لإعتباره يشكل منطلق أساس لإستراتيجية العمل القادمة لكن ظروفه الإقتصادية مازلت غير مواتية ويعيش أزمة عميقة جاءت نتيجة دفاع الاردن عن المنطقة، نيابة عن الأسرة الدولية في حربها ضد الارهاب ؟.
وهل ستعمل واشنطن بذات السياق على حل عقدة النزاع الفلسطينية/ الإسرائيلية التي يكمن بحللها ركن أساس في تدعيم المناخات الإستراتيجية بالمنطقة وتوسيع نطاق حضورها على المستوى الشعبي الذي بدوره يشكل حماية ورافعة للدول السبع في ظل إقدام تيار عريض بإسرائيل بفتح قنوات تفاوضية مع دول بركس وهي إستفسارات ستبقى برسم إجابة الإدارة الأمريكية عندما تكشف عن رزمة تعاطيها مع هذا المتغير العميق.