هل بدأ دوران عجلة التغيير؟
كتب رئيس تحرير صدى نيوز: لا أحدَ يحسدنا على وضعنا الداخلي، والذي يمتلئ بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى بات الإصلاح أصعب من أي وقت مضى.
وما يزيد هذا المشهدَ ظلاماً هو غياب الخطط بكافة تقسيماتها لمواجهة الاحتلال وإجراءاته، والفلتان الأمني وانتشار السلاح، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، فيما تقف الحكومة الفلسطينية عاجزةً عن إحداث خرق في ظل عدد وكمية الأزمات وضخامتها، ما يعني أحد أمرين، إما أن الوضع بات لا يُمكن حله إلا بمعجزةٍ لا تمتلكها الحكومة، أو أن الأمر يحتاج لتغيير وجوه وأشخاص وسياسات.
الرئيس محمود عباس أعلن عن تغييرات في المحافظين، وكذلك بات تغيير السفراء على الأبواب، والحال مشابهٌ مع الحكومة التي قد تشهد تعديلاً أو تغييراً، فيما كان أكبر ملامح التغيير هو الإعلان عن موعد محدد لمؤتمر حركة فتح الثامن.
كل هذه القرارات تصب في خدمة خطة معالجة معظم القضايا والمشاكل والمصاعب التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، فضخ الدماء الجديدة والفاعلة في قيادة المحافظات يعطي الشارع مؤشراً على أن هناك شخصيات جديدة ستعمل على الأرض لمعالجة مشاكلهم، لكن بشرط أن يكون الانتقاء والاختيار على معايير وحسب الكفاءة.
ما يريده الشارع هو أن يلمس جدية في معالجة السلاح المنفلت و"الأزعر"، ومكافحة الجرائم والمخالفات، وتفعيل لجان الإصلاح لاحتواء قضايا الدم بين العائلات، والتي وصلت حد الإجرام في بعض القرى والمدن الفلسطينية.
التغيير في السفارات يجب أن يصب في تطوير الدعم الدولي والعربي للقضية الفلسطينية، وتفعيل دور الجاليات الفلسطينية، واستقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال لدعم أو فتح مشاريع في وطنهم لخدمة شعبهم ودعمه في المحنة التي يمر بها، لذا فإن طريقة اختيار هؤلاء السفراء يجب أن تكون بحذر ووفق معايير واضحة، وأن لا تكون جوائز ترضية.
تشكيل الرئيس للجنة إصلاح القضاء ربما سينهي ضعف هذا القطاع الهام، وما يعانيه من خلل تسبب في ضرب الاستقرار الشعبي وكثرة المشاكل بين المواطنين، كل ذلك لغياب الثقة أحيانا بالقضاء أو لطول فترة التقاضي.
الأهم في القرارات الأخيرة هو إعلان موعدِ انعقاد مؤتمر حركة فتح الثامن، ففتح –حسب أعضائها وحتى معارضيها- هي العمود الفقري للشعب الفلسطيني وهي الحزب الحاكم، فإن صلح حالها صلُح حال الشعب الفلسطيني، كما يقول أنصارها وحتى أنصار الفصائل الأخرى.
إن بدء اللجنة التحضرية أعمالها واجتماع المجلس الثوري المتواصل والذي أعلن بقاءه في حالة انعقاد دائم يعطي الأمل للشعب الفلسطيني أن القادم أفضل، وأن التغيير سيكون حتمياً.
عجلة التغيير بدأت بالدوران، وإذا أحسنت القيادة اختيار البدلاء بمهنية بحتة بعيداً عن المحسوبية والواسطة، فإن الواقع سيختلف، وثقة الشارع ستعود.
ورغم كل ما تم إقراره، لا ينبغي أن نقف هنا، بل يجب أن يتبع كل ذلك إجراء انتخابات النقابات والاتحادات، وأن تتوج بانتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب فرصة.