ما بعد 7 أكتوبر
تاريخ 7 أكتوبر 2023، يظهر القضية الفلسطينية كمحور عالمي مهم يشهد تطورات مستمرة رغم كل التحديات والصراعات العالمية. يتطلب التفاعل مع هذه التطورات رؤية متوازنة وحساسية تجاه الوضع الإنساني والسياسي للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير.
مع مرور الأيام بعد تاريخ 7 أكتوبر، تخرج القضية الفلسطينية بوضوح كإحدى القضايا الدولية الأكثر تعقيدا وإلحاحا. في الفترة الأخيرة، شهد الوضع تطورات متعددة تستحق التفكير العميق والتحليل الدقيق، والتفكير بأسئلة أصبحت معقدة لكن جميع إجاباتها مفتوحة وغير متوقعة.
في فترة ما بعد 7 أكتوبر من هذا الشهر وحتى كتابة هذا المقال، شهدنا حدوث تصعيدات جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. هذا التصعيد أدى إلى خسائر بشرية من أطفال ونساء بنسبة تتجاوز 60% من الشهداء الذين سيتجاوز عددهم 2000 شهيد؛ وخسائر مادية كبيرة من تدمير كلي للمنازل والجامعات والمرافق الصحية والمدارس والبنى التحتية المختلفة.
مع استمرار الدول والمنظمات الدولية في العمل على تعزيز حلول دبلوماسية، تظهر الحاجة الملحة لوقوف العالم على مسؤولياته وعدم النظر بعين واحدة فقط والأخرى لا تشاهد الضحية. مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الضحية الفلسطينية منذ البدايات وهي ترفع شعار تعزيز الجهود المتواصلة لإحياء عملية السلام والتوصل إلى اتفاق قائم على الشرعية الدولية التي يعترف بها الاحتلال من أصله!!
لا يزال الوضع الإنساني في قطاع غزة بالتحديد والضفة الغربية يتطلب اهتماما فوريا. الحاجة إلى توفير المساعدات الإنسانية وتحسين ظروف المعيشة للفلسطينيين تبقى ذات أهمية قصوى، وخصوصاً ما بعد 7 أكتوبر. مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه قبل هذا التاريخ كانت الأوضاع في قطاع غزة تفتقر لجميع مكونات الحياة الإنسانية.
يعزز الوضع الإقليمي تعقيدات الصراع، حيث يتأثر بتطورات المنطقة بأسرها. تأثير الأحداث في سورية ولبنان وإيران وغيرها من المناطق المجاورة يلعب دورا حاسما في استمرار صراعنا، للأسف، نحن وحدنا وفي وقت الصفر يتخلى عنا الأغلبية من أجل حماية مصالحهم أولاً وأخيراً!!
تتزايد الحاجة إلى تكثيف العمل الدبلوماسي من قبلنا في هذا الوقت بالتحديد، والتوجه إلى مختلف مؤسسات المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال، ووضع خطة منظمة بدماء شابة على صعيد الدبلوماسية والاشتباك والانخراط على كافة المستويات على صعيد الدول والمنظمات الدولية، وتشكيل جبهة فلسطينية مع جميع المؤمنين بقضيتنا للعمل بشكل موحد لدعم جهود إنهاء الاحتلال.
هل ستدرك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وآخرون، بعد 7 أكتوبر، أنه يتعين عليهم التدخل لوقف إراقة الدماء والتوصل إلى حل لإنهاء الاحتلال على أساس مبادرة السلام العربية لعام 2002 والشرعية الدولية؟ وإقامة دولة فلسطينية، لإنهاء دورات العنف الدورية والموت والدمار الذي لا معنى له من قبل أبشع احتلال منذ ولادة هذا الكون. هل بلينكن وبايدن مستعدان ليكونا كيسنجر وكارتر العام 2023؟!
حسنا، يوم السبت 7 أكتوبر 2023، توقفت "حماس" عن اللعب وفقا للقواعد وقلبت الطاولة رأساً على عقب، وتتحمل حكومة الاحتلال، وفي المقام الأول رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو المسؤولية النهائية عن هذا الوضع القائم، وعن العديد من القتلى والجرحى الإسرائيليين نتيجة لسياستها. فلننتظر ما هو قادم من سيناريوهات كثيرة قادمة بعد تاريخ عنوان المقال قد لا يتخيلها العقل!!