بايدن يقر بحق تقرير المصير 
مقالات

بايدن يقر بحق تقرير المصير 

وفق نص واضح وفي جملة سياسية مفيدة لا تقبل التأويل حصل الشعب الفلسطيني على "حق تقرير المصير" عندما  أعلن الرئيس الأمريكي لأول مرة إقراره بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني 
وأكد بخطابه الموجه من "المكتب البيضاوي" في البيت الأبيض على أهمية المضي قدماً بحل الدولتين لكنه ربط ما يحدث بغزة بالدولة  الروسية وهي الدولة التي تشتبك معها الولايات المتحدة بمعركة ضمنية منذ إندلاع الازمة الأوكرانية ...

وهذا ما يعنى أن ما يحدث في غزة وهو نتيجة إسقاطات حالة الشد القائمة بين أمريكا وروسيا وأن حماس لها تيارها الإقليمي والعالمي، فإذا كان الأمر كذلك فإن إعراب الجملة السياسية في الحرب الدائرة على غزة ستحمل أبعاد ميدانية وربما مفاجاءات عسكرية وتدخلات إقليمية من جيوب عديدة وهي جملة الإستخلاص التي لابد من الوقوف عليها عند دراسة تداعيات الحرب على غزة أو "حرب حماس على إسرائيل" بإعتبارها من حملت عنوان الشرارة كما يصف ذلك بعض السياسيين .

صحيح أن الرئيس جو بايدن كان قد أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعزمه على إقرار حق تقرير المصير وقد فعل، ومن المكتب البيضاوي بشكل واضح وصريح .. لكن ما هو صحيح أيضا أننا أمام حرب إقليمية قد تندلع شرارتها بأية لحظة مع إجتياح القوات الإسرائيلية المحتلة لقطاع غزة الأمر الذي سيترتب عليه تبعات أمنية وإنسانية الأمر الذي يجعل من صورة المشهد معقدة في جوانب عديدة وأما النتيجة فينتظر أن تكون فوز سياسي لفلسطين وميداني للقوات الإسرائيلية هذا إن  لم تحدث مفاجئات ...!

تلك هي الصورة التي قد تعيد تشكيل حالة الإصطفاف في المشهد العام ويعاد معها خلط الأوراق من جديد لتكون درجة الإصطفاف قائمة بين تيارين أحدهما يريد تحقيق فائدة سياسية لصالح الدولة الفلسطينية عبر هذا الإستخلاص وهو تيار له مبرراته السياسية الواقعية وأما التيار الآخر فإنه يقف مناوءاً للتيار الأمريكي نتيجة التزامه العضوي من التيار الروسي وتياره الإقليمي الذي لن يتركه وحيداً وهذا ما ظهر بعد  "المجس العسكري" الذي تم إعلانه بالأمس لتوقيت صفر الإجتياح لغزة بدخول قوات الحوثي اليمنية وتهديد قاعدة التنف العسكرية إضافة إلى تهديدات أخرى في الوسط العراقي حيث القوات الأمريكية ومظاهر أخرى ميدانية في جنوب لبنان...

 الأمر الذي جعل من المشهد العام برمته يحمل علامات إستفسار في جوانب عديدة سياسية وإنسانية وأمنية لكن مفادها يقف على أرضية واحدة تكونها جملة الخلاص وعنوان حل الأزمة !؟ "يعني بعد ما طلعت حماس على الشجرة وطلع نتنياهو على الحيط" ..!؟ 
فما  هو شكل السلم المراد تقديمه وكيف سيكون عليه أمر إنهاء فتيل الأزمة من هذا المشهد وهل سيعاد توظيف حماس بإطاره
 كما تحدث بوتن بتشكيل حكومة واحدة أو سيتم إجتثاث حماس بطريقة عسكرية على مقياس نتنياهو لحفظ ماء وجهه الجيش الإسرائيلي بعد اللطمة التي المت به في يوم السابع من أكتوبر ..

وقد تكون هنالك حدود للحرب البرية بما تعيد درجة الهيبة المفقودة للجيش الإسرائيلي وتعيد أيضأ ترسيم أو إعادة بناء نظام الضوابط والموازين بين "الدولة الإسرائيلية والدولة الفلسطينية" على أن يأتي ذلك ضمن توافقات إقليمية تلزم الجميع بالإنخراط بالتيار المراد ترسيمه لكن على قاعدة طاولة مستديرة هذة المرة ...

فبعدما تم إعادة توضيب السياسة العامة الإسرائيلية بما يجعلتها لا تعود للشطط السياسي مرة أخرى وهو ما يعول عليه لإحداث  درجة إنفراج في بيان الإطار  الداخلي للتيار الأمريكي
 لكن مع بقاء درجة اليقظة قائمة من المعسكر الروسي وهو ما قد يستدعي لإعادة ترتيب البيت الداخلي على المستوى الوطني تقوم على حواضن العمل الداخلية لتعزيز قوام الوحدة المجتمعية.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.