ما بعد 7 أكتوبر "الطوفان"
مقالات

ما بعد 7 أكتوبر "الطوفان"

بإجماع كل المحليين والسياسين في العالم أن ما سيحدث بعد السابع من أكتوبر عام 2023 يختلف تماما عن سابقاتها من الحروب والأحداث إقليما ودوليا وحتى داخليا لدى دولة الاحتلال و داخل المجتمع الفلسطيني.

أخطر ما حدث بعد هذا الطوفان  موت للقانون الدولي والانساني، وظهرت حكومات دول كبرى انها نازية بامتياز وذلك بدعمها للمحرقة والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني وانفضحت ازدواجية المعايير التي تم تطبيقها على العرق الابيض وعدم تطبيقها على المذابح ضد العرب والمسلمين والصينين والروس والهنود ومنها المذابح والمجازر التي حدثت في افغانستان والعراق وسوريا على ايدي الامريكان والأوروبيون وآخرها المحرقة والابادة الجماعية ضد 2.3 مليون فلسطيني التي شاركوا بها جميعهم حيث قطع الماء والكهرباء والوقود عن شعب كامل واحرقت حارات ومربعات  عائلات كامله في بيوتها بل واحرق المدنين في المساجد والكنائس باطنان من المتفجرات والصواريخ والقذائف الاسرائيلية وأحرَقت  الطائرات والدبابات الاسرائيلية سيارات الاسعاف والصحفين الفلسطينين وكل ذلك باسلحة من الامريكان والبريطانين والمانيا وغيرهم من الدول الغربية، حيث تم منح إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها رغم انها دولة تحتل فلسطين منذ 75 عاما باجماع و اعتراف دولي موثقة بقرارات الشرعية الدولية والتي تصل لألف  قرار ولا تلتزم بالقانون الدولي والانساني بل محمية بالفيتو الامريكي واصوات الدول الغربية في مجلس الامن، وهذه المعايير المزدوجة والمخالفة لاسس الدول الديمقراطية و مبادئها سيخلق انقسام داخل الشعوب الاوروبية وحتى داخل امريكا بسبب تلك الجرائم التي تمت على الهواء مباشرة.

والغريب والمستهجن ان بعض قادة الدول الغربية التي ارتكبت مجازر ضد شعوب العالم بررت مواقفها ان هناك قطع رؤوس اطفال واغتصب نساء اسرائيليون ومنحوا إسرائيل الضوء الاخضر لحرق الاطفال والنساء والشيوخ في منازلهم وغرف نومهم ولم يعطوا الفلسطينين حق الدفاع عن ارضهم وعن شعبهم واستقلالهم واطفالهم وشيوخهم واعطوها لانفسهم ونعلم مواقفهم الاخيرة مع اوكرانيا  فهل نستغرب عن امريكا موقفها وهي حرقت الالاف بل الملايين في فيتنام والعراق وغيرها، ام نستغرب من المانيا التي تحاول التغطية على حرقها لليهود بحرقها ابناء الشعب الفلسطيني ام هل نستغرب موقف حكومة فرنسا التي قطعت رؤوس اطفال ونساء بل وقتلت مليون جزائري، وكل ذلك سيترك الشرخ العميق بين الدول الغربية والدول الاسلامية وشعوبها بل مع العالم الحر، وباختصار ان هذا السلوك سيكون السبب الرئيسي للعنف الكبير و الحروب القادمة.

بعد السابع من اكتوبر سيغادر سياسين اسرائيليون حقل السياسة وبعضهم سيكون في محاكم جرائم الحرب حيث سيكتشف الاسرائيليون حجم الكذب التي تقوده المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وحكومتهم في هذه الحرب.

اولا: 
حجم الخسائر في جنوده بتاريخ 7 اوكتوبر وبعده و يفوق باضعاف العدد الذي يتحدثون به ويتزايد يوم بعد يوم.

ثانيا: 
لم يعترف نتنياهو ولا الناطق باسم جيش الاحتلال ان قواته قتلت الخاطفين مع الرهائن من المستوطنين في غلاف غزة   وقصفتهم بالطائرات والدبابات وحرقتهم مع الخاطفين وقطعت وفتتت رؤوسهم و رؤوس اطفالهم  باوامر من نتنياهو و وزير الدفاع ومجلس الحرب… وشاهد الجميع الجثث المتفحمة في السيارات التي كانت عائدة لغزة و معظمهم كان لديهم اسرى من الجيش او المستوطنين  بتاريخ 7 اكتوبر  ونتائج هذا الكذب ستظهر بعد انتهاء الحرب.

ثالثا:
لم يعترف الناطق باسم جيش الاحتلال انه يقصف للانتقام من المدنيين حيث  ارتكبت إسرائيل عشرات جرائم الحرب وهذا يجعلها دولة نازية وسوف يتم محاكمة قادتها و سحب اعتراف الكثير من الدول بها وانهم لو طبعوا مع بعض الحكام العرب لكنهم خسروا للابد التطبيع مع الشعوب العربية والاسلامية.

بمعنى إسرائيل الحالية ستختلف عن إسرائيل بعد انتهاء الحرب.
عملية السلام رغم تصريحات المسؤولين الامريكان والاوروبيون عن حل الدولتين وهو يقع ضمن سياسات بيع الوهم الا انه من الصعب على الشعب الفلسطيني القبول بسلام مع دولة نازية قتلت واحرقت وارتكبت الالاف المجاز ضدهم، وكذلك المجتمع الاسرائيلي في اغلبه متطرف يدعم المجازر ويرفض السلام و يسعى للقتل وحرق القرى والمدن والاستيطان وطرد السكان الفلسطينيين مما يشير الى بقاء منطقة الشرق الاوسط مشتعلة.

اقليما الدول العربية والاسلامية قد تشهد تغيرات او ثورات او حتى انقلابات و لن يستطيع الحكام تبرير صمتهم و عجزهم عن انقاذ اخوانهم الفلسطينين او حتى ادخال المساعدات الانسانية للمحاصرين في غزة او ايصال الماء والكهرباء والوقود لهم، وسيتم رفض اي تطبيع مع دولة إسرائيل النازية بشهادة العالم والقانون الدولي والانساني.

بعد 7 أكتوبر هناك محاور دولية جديدة ومصالح تشابكت قد تسفر عن حرب عالمية ثالثة بل وتغير في سيطرة اقطاب جديدة على القرارات الدولية، والخطير ان هناك مؤشرات لاشعال حرب دينية حيث ان هذه الجرائم الاسرائيلية تم تغطيتها بفتوى من خمسين حاخام يهودي بررت الذبح والقتل لاي فلسطيني داخل غزة و خارجها.

التوقعات بعد هذا الطوفان كثيرة، والمؤكد ان العالم سيتغير فما حدث عابر للقارات ولن يقتصر على جنوب فلسطين ولا انتقاله على شمالها بل سيصل الامر لدخول دول اقليمية المعركة و اقطاب دولية.

الحل وقف التدهور واغلاق الملف يأتي بحل عادل ومنصف للشعب الفلسطيني بعيدا عن مشاريع بيع الوهم، واستكمال ذلك بمحاسبة كل من خالف القانون الدولي والانساني دون أستثناء إسرائيل وتركها تتصرف بحقدها وتغولها بمذابح جديدة بل وعلى العالم محاسبتها على خمس و خمسين مجزرة وجريمة حرب سابقة، حيث ظهر للجميع ان نتنياهو وطاقمه انهم احفاد هتلر وليسوا ضحايا له.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.