صور موت الفلسطيني..
مقالات

صور موت الفلسطيني..

عنوان المقال؛ عنوان كتاب حصلت عليه من كاتبه الصديق المُعلم د.اسماعيل الناشف بعد تاريخ 7 أكتوبر بأيام، وما رافق حتى هذه اللحظة من مشاهد للمذابح/والمجازر بحق شعبنا بأشكال مختلفة على يد الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري وأعوانه، وما أصعب أن تفكك النظريات في هذا الكتاب وتسقطها على واقع نعيشه بلحظات دموية لا مثيل لها عبر تاريخنا!!
في رؤية إسماعيل الناشف، يعتبر مشهد الموت الفلسطيني تجربة مميزة ومعمّقة تحمل في طياتها إشكاليات المجتمع الفلسطيني. يقدم الناشف تحليلًا دقيقًا لعلاقة الموت بالوجود الفلسطيني، حيث يرى أن نكبة عام 1948 تشكل النقطة الزمنية المحورية لتفسير تكرار هذا المشهد. تتناول قراءته للمجتمع الفلسطيني تفكيك العلاقة بين طرق الموت والحياة، وكيف يتم تشكيل الهوية الفلسطينية من خلال هذه العمليات. يسلط الضوء على تأثيرات الموت والولادة على الهوية الوطنية، وكيف يعيش وينشأ الفلسطيني من خلال تجارب الموت والحياة.
السؤال الذي يطرحه الناشف حول كيفية بقاء ونشوء الهوية الفلسطينية يفتح أبواب التأمل حول تجارب الموت وكيف يُخلد الفلسطيني للحياة. يتقدم الناشف بتحليل معقد لهذه العلاقات ويقدم تصوّرًا قويًا حول كيف يتشكل ويتجدد الوجود الفلسطيني عبر الأجيال.
ما أراه اليوم أن الموت والحرية هما تجارب حياتين مختلفتين وفريدتين؛ ومع ذلك، يشتركان في بعض الشبهات المذهلة. على الرغم من أن الناس قد يعتقدون أن الموت والحرية لا يشتركان في أي شيء لأنهما مختلفان إلى حد كبير، إلا أن الشبهات بينهما هي رغبة الناس في تحمل أقل مسؤولية. أيضا، عن طريق الموت أو الحرية قد يتأثر كل منهما بالآخر؛ لذلك فهما مترابطان.
أستطيع القول _وقد أكون مخطئا_هناك ثلاث نقاط مشتركة يمكن للمجتمع أن يجدها عند مقارنة الموت وعدم اليقين في الحرية، حيث يمكن للأشخاص الاستنتاج بأن الموت هو حقيقة والحرية غير مؤكدة، وأن الأشخاص الذين يموتون أو يكونون أحرارا يتحملون مسؤوليات أقل، وأنهم مترابطون بطريقة ما.
الفرق الرئيسي بين الحرية والموت هو أن الموت يعني أن كل إنسان سيصل إلى نهاية حياته. أيضا، يمكن أن يسبب نهاية الحياة المرض أو الشيخوخة أو العنف. على الرغم من أن الموت سيحدث، إلا أنه محزن بالنسبة لمعظم الناس لأنهم يرغبون جميعًا في أن يكونوا على قيد الحياة. على العكس، الحرية لا تحدث حقًا في الحياة الآن لمعظم الناس. عندما يموت الناس، لا يفعلون شيئًا، لذلك لا يمكن لأحد أن يأمر الأشخاص الأموات بفعل شيء لأن الأموات لا يستطيعون.
 بالتالي، الشخص الميت لا يحتاج إلى العمل على أي شيء ويكون حرًا لأنه لا يستطيع تلقي الأوامر والتفاعل. ببساطة، البشر الأموات أحرار من المجتمع. الأشخاص الذين يرغبون في الحرية يرغبون في أن يكونوا قادرين على تحقيق رغباتهم عندما يشاؤون، مثل قول أي شيء يرغبون فيه، أو تناول أي طعام يعجبهم.
يرى الناشف الموت بوصفه لحظة ولادة جديدة، حيث يمسك بسيور الولادة وينتزع المجتمع الفلسطيني من حياة القتل النظامي. يشير إلى أن الموت عبر القتل يظهر كولادة جديدة، ويشرح كيف ترتبط فكرة العودة بتحرير "إدارة شؤون الموت الفلسطينية" من خلال مجموعة متنوعة من الولادات التاريخية.
بما أن النظام الاستعماري الصهيوني يسيطر على ممارسة الموت للفلسطينيين، يقوم الناشف بفصل الولادات بناءً على أوضاع وظروف مختلفة، مُظهرًا كيف تُشكّل فكرة العودة ترجمة لتحرير "إدارة شؤون الموت الفلسطينية". ويشير إلى أن فكرة العودة تعني إعادة تشكيل المجتمع الفلسطيني وتُعرِّف المقاومة في النهاية على أنها "شكل تاريخي محدد من أشكال العودة المتعددة".
يقوم بتتبع ثلاثة أطوار للمقاومة/ العودة وهي: الضحية، والشهيد/ الشهيدة، والاستشهاديّ/ الاستشهاديّة، ليكسر بذلك البراديغما التقليدية حول الموت كنهاية. يظهر النص كيف يقف سؤال "كيف مات؟" كظل لسؤال "كيف يجب أن يعيش؟".
واذا ما ربطت ذلك مع "فرانز فانون" المفكر الفرنسي الذي ناضل ضد الاستعمار في الجزائر والعالم متى يكون مثل هذا التعبير مناسبًا؟  يكون الموت وسيلة تعبير سياسية مفضلة عندما يتم ظلم الناس بظروف تبدو كأنها تمتد عبر الزمن - 'شبكة من العنف الثلاثي الأبعاد'. إنهاء نظام يظهر أنه لا نهاية له تقريبًا من النواحي الإقليمية والزمنية، بأي وسيلة ضرورية، قد يتضمن الموت!!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.