نقمة ونعمة نتنياهو وبن غفير
منذ استلام حكومة نتنياهو المتطرفة بدأ يدرك المراقبون والعالم أن هذه الحكومة ستجلب الويلات للعالم وللمنطقة بمن فيهم دولتهم المزعومة، حيث أن مجموع تصريحاتهم تصب في خانة ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية وتجاوز القانون الدولي والانساني والدوس على كل الاتفاقيات مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مع الفلسطينين بحيث أعلنوا بصراحة رفضهم لكل الحلول السلمية وان مهتهم تتلخص في تصفية القضية الفلسطينية بل والسعي نحو تطبيق المشروع الصهيوني بإنشاء اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات، والآن بعد جرائمهم وعجز العالم عن محاسبتهم أصبح العالم بلا قانون دولي!!! فكيف ستكون الحروب و النزاعات في العالم في المستقبل.
هنا نريد أن نتحدث عن نعمة ونقمة نتنياهو على دولة الاحتلال نفسها ونعمة ونقمة نتنياهو على الشعب الفلسطيني .
حيث أن نعمة نتنياهو على إسرائيل تتلخص في تطبيق الفكر النازي الصهيوني الذي تأسست إسرائيل وفقه بالغاء كل لاتفاقيات مع الفلسطينيين بل ودعوتهم لمحاكمة رابين في قبره لأنه وقع اتفاقية أوسلو ومعاقبة شارون في قبره على اتفاقية فك الارتباط مع غزة و وصلت الامور حتى لدعوتهم لمحاكمة بيغن في قبره على اتفاقية كامب ديفيد، واستمتاع الإسرائيليين بجنودهم الذين يخرجوا يوميا لاصطياد الاطفال و النساء الفلسطينيات و قتلهم بدم بارد و اقامة المستوطنات ومصادرة الاراضي وحرق القرى والاشجار وسيارات المارة من الفلسطينين بل وعلى اقتحام الاماكن المقدسة للمسلمين و المسحين .
لكن النقمة التي حلت بهم بسبب هذه السياسة هي مجموع العمليات الفدائية الفلسطينية التي بدأت واشتعلت في الضفة الغربية وفي وسط تل ابيب راح فيها عشرات القتلى الاسرائيلين بل ومنعت هذه العمليات المستوطنين من الحركة بحرية داخل الضفة الغربية وتوجت هذه العمليات بعملية طوفان الاقصى التي خسرت فيها إسرائيل أكثر من 1500 قتيل وتدمير أربعة مواقع عسكرية لهم من أقوى المواقع المحصنة لديهم و خطف أكثر من 240 إسرائيلياً، وخسارة جيش الاحتلال سمعته بل وتلاشي دعايته التي كان يسعى دوما لفرضها بأنه الجيش الذي لا يقهر والجيش الأخلاقي، حيث بدى عاجزا امام الفين مقاتل وأخليت المستوطنات بل ومدن وقرى وكيبوتسات في محيط غزة ناهيك عن عجزهم عن الرد على كل العمليات من حزب الله في شمال فلسطين بل و إخلاء مستوطنات و قرى هناك، ولم يجلب نتنياهو و حكومته الدمار لهم فقط من شمال وجنوب فلسطين والضفة الغربية بل فتح عليهم جحيم اتى من اليمن و العراق وسوريا .
لم تتوقف نقمة نتنياهو على شعبه فقط على ما ذكرنا أعلاه بل أصبحت إسرائيل بإجماع العالم دولة نازية وقادتها مجرمي حرب و مرتكبي للابادة الجماعية سوف يطاردهم الشعب الفلسطيني وأحرار العالم في كل بقعة من بقاع العالم لمحاكمتهم في محكمة الجنايات الدولية ولن يستطيع الاسرائيلي حتى السير في شوارع العالم بأمان حيث أن جيش من الغاضبين سوف تطارده وتقتله أو تعتقله بل وفي حال سيطرة الغاضبين على جيوش في المستقبل في دولهم سوف يمارسوا عليهم نفس الممارسة التي مارسوها في غزة وفي الضفة الغربية.
نقمة نتنياهو على شعبه أنه قتل الخاطفين والمخطوفين من الإسرائيلين ممن استحكموا من المقاومة في بيوت المستوطنين وأخذوهم رهائن أو كانوا داخل سيارات المقاومين اثناء عودتهم لغزة وحرقهم بطائراته العمياء ودباباته من أجل الدفاع عن وجوده وليستمر في موقعه، ألم يغير القوانين و قضاة المحاكم لديهم لمنع محاكمته!!! .
إسرائيل بعد جرائمها لن تجد فلسطيني واحد يعقد معها اتفاق سلام مهما كانت الطروحات ومبادرات بيع الوهم من امريكا وغيرها وستبقى حالة الحرب هذه مستمرة حتى ينهي طرف من الأطراف الآخر فالصراع حوله نتنياهو وبن غفير لصراع وجود وليس صراع حدود، بل حوله لصراع ديني.
نتنياهو وحكومته المتطرفة أظهر لشعبه و العالم أن جيشه ضعيف استعان بالجيش الامريكي والناتو لمحاربة الآلاف من الجنود في غزة وأنه مجرد أن ترفع أمريكا يدها عنه سوف ينتهي أمام مجموعات ومليشيات وليس فقط أمام الجيوش العربية والإسلامية التي تحوطه من جميع الاتجاهات، و لا بد من سقوط الحكام الذين عينتهم امريكا والعرب .
ظهر جيش الاحتلال الاسرائيلي أنه بلا أخلاق و لا تحكمه القوانين الدولية والإنسانية وأنه يمتلك سلاحاً نووياً، وزراءه دعوا لابادة الشعب الفلسطيني بالقاء قنبلة نووية عليه لمجرد معركة صغيرة فكيف اذا اشتبك مع احدى الدول العربية و الاسلامية فهل يلقي قنبلة نووية واحدة ؟!؟ ام اكثر ؟! مما يحتم بضرورة نزعه منه، حيث ثبت واضحا ومن تصريحات قادته ومواطنيه ومستوطنيه انهم يعتبرون الاخرين من العرب والمسلمين انهم حيونات بشرية يجب ابادتهم وهذا ظهر بالصوت والصورة امام العالم بتصريحات من فمهم .
نقمة نتنياهو وحكومته المتطرفة على ألشعب الفلسطيني كبيرة مجازر ومذابح للاطفال والنساء و تهجير اكثر من مليون فلسطيني و هدم اكثر من 250 الف منزل و قصف المشافي وقتل الاطباء والمسعفين والصحفين وحرق عائلات باكملها في داخل شققهم حيث القى جيشه ما يعادل قنبلتين نوويات على مساحة ذات كثافة سكانية الاكثر ازدحاما في العالم وهي غزة، و التي حاصرها منذ 16 عاما باكبر سجن مع حرمانها من كل مقومات الحياة، و لا نريد ان نُذكر بالمذابح و المجازر منذ 75 عاما و التي زادت عن 55 مجزرة و مذبحة و احراق قرى و مدن كاملة و تهجير سكانها لكل بقاع العالم، وغزة لوحدها تعرضت لخمسة حروب كلها كانت مذابح و مجازر للنساء والأطفال وللمدنيين بنفس الطريقة والعالم صامت بسبب العصا الأمريكية .
ونعمة نتنياهو وحكومته المتطرفة على الشعب الفلسطيني أنها أظهرت للعالم صورة دولة الاحتلال (إسرائيل) الحقيقية بأنها دولة وهمية مجرمة نازية أنشأها الأمريكان والبريطانيون لرد المنطقة ولتنفيذ مشروع لهم في السيطرة على منطقة الشرق الاوسط والعالم من خلال السيطرة على الممرات الدولية والموارد الطبيعية التي تتميز بها منطقة الشرق الأوسط، وهذه الحكومة إعادة شحن الشعب الفلسطيني بوقود المقاومة والثورة لمواجهة الاحتلال القائم والخطر الذي بدى جليا انه خطر على وجوده ولا يوجد شخص واحد في إسرائيل يؤمن بعملية السلام، وان صورته بالنسبة لقادة الاحتلال وجيشه وأفراده أنهم حيوانات بشرية لا يستحقوا العيش سواء كانوا أطفالاً أو نساءً أو مدنيين أو عسكريين، نتنياهو وممارسات حكومته وجيشه جعل القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان العالم وخرجت المسيرات المليونية في كل أنحاء العالم وأصبحت القضية الفلسطينية في سلم الأولويات في المؤسسات الدولية بعد أن تلاشت تقريبا في فترة معاهدات السلام والحرب الأوكرانية الروسية، و ظهر للجميع أن دعايته أنه يقاتل حماس أنها دعاية كاذبة وأنه يقاتل لإبادة شعب بأكمله، و قد حاول استعطاف العالم أن لديه أطفالاً قتلوا عددهم 50 حسب إدعائه لكنه لغاية اللحظة قتل بل فتت وفجر رؤوس 6000 طفل فلسطيني و قتل أيضا عائلات كاملة وأطباء و صحفيين ولم يقتل أي خلية أو جندي من حماس .
نتنياهو وحكومته المتطرفة لأجل وجوده وتنفيذ أفكاره أنهى أي فرصة لوجود إسرائيلي المنطقة، وأعدم أي فرصة للتطبيع مع الأمة العربية و الإسلامية، حيث سقط قادته وجيشه وشعبه أمامه و كذلك نتنياهو أعدم فرص السلام، وبن غفير و من يدعم العنف في المنطقة نجح بإمتياز بفرضه على المنطقة لعشرات السنين ولن تخرج منه المنطقة والعالم إلا بزوال آخر متطرف من إسرائيل، والعالم الآن ينتظر حرباً إقليمية أو حتى دولية بسبب سياستهم الإجرامية والغبية المدعومة بالفيتو الأمريكي والغربي.