هل الشارع الاسرائيلي غبي؟
صدى نيوز - لا شك ان من تابع نشوء دولة الاحتلال وتطورها وحروبها يشهد ان خلفها مخططون ومفكرون مهما كان انحطاط افكارهم ونازيتها وعدوانيتها الا انهم يسيروا وفق خطط مدروسة تعتمد على خطط طويلة الامد وقصيرة الامد تنسجم وفق دورها الوجودي وفق مُشغلها ومن اوجدها (امريكا وأوروبا التي هبت جميعها لانقاذها بعد 7 اكتوبر) تفوقت على محيطها واستطاعت ان تبني دولة وجيش في محيط اقليمي معادي لها و تغلبت على دول عربية كبيرة ووازنة في العالم وعمرها يسبق وجود إسرائيل بالالاف السنين، ويشهد المراقبون والعدو قبل الصديق ان لديهم مؤسسات وقوانين تحكم عملهم وسلوكهم حتى لو كان اغلبها مغموس بالعنصرية والبعيدة عن الاخلاق والانسانية والقانون الدولي، لكنها تتحرك وفق نظام وقانون لها.
دولة الاحتلال الان تتغير و تضعف وخاصة خلال فترة حكم المتطرفون و على راسهم نتنياهو، حيث بدؤا بتحويل دولتهم لخدمة افكارهم المتطرفة بعيدا عن خبرة السابقين منهم و بعيدا عن القوانين الاسرائيلية والقانون الدولي والانساني والمحيط الاقليمي والدولي بحيث جعلوها دولة الابادة الجماعية ودولة العنصرية وجرائم الحرب بل ونتنياهو يحاول تفصيل الدولة وفق مصالحة الشخصية وتشكيل حكومة من المجرمين والمتطرفين للحصول على الاغلبية وتدخل في القضاء وافتعل معارك خارجية لاستمرار حكمه، الم يصفه شارون بانه خطر على امن اسرائيل الم يصفه شامير بانه ملاك موت، الم يصفه مردخاي انه كاذب واخير زميله بحكومة التطرف سموترتش وصفه بأنه كاذب ابن كاذب، هذا نتنياهو بنظر زعمائه.
الم يقتلوا هو وحلفائه رابين وشارون وينهوا عملية السلام التي أدخلت اسرائيل للعالم بقوة و حتى للدول العربية، وادخلوا إسرائيل في حروب مع كل المنطقة بل ومع غزة خمسة حروب لوحدها.
دخلت إسرائيل ايضا بعد 7 اكتوبر في حرب بسبب سياسته وممارساته المتطرفة مع الفلسطينين من قتل وتدمير واقتحامات للمقدسات وفرض حقائق على الارض تنهي حل الدولتين وتنهي عملية السلام وتقتل الامل لدى الفلسطينين وتذهب باتجاه انهاء الوجود الفلسطيني من خلال تكثيف الاستيطان وحماية عربدتهم واعتداءهم، ودون تردد بعد 7 اكتوبر اعلن الحرب على كل الشعب الفلسطيني وحرق وقتل الالاف المدنين ومساجدهم وكنائسهم ومستشفياتهم وبكذبه المعهود حدد اهداف لا يمكن تحقيقها وهي القضاء على حماس والافراج عن المخطوفين الاسرائيلين فكيف لقادة بخبراتهم و تاريخهم وافقوا على هذه الاهداف الغبية؟ وهل القضاء على حماس بقتل و تهجير كل الشعب الفلسطيني في غزة ؟!.
قد يقول قائل ان الهدف الاول يمكن ان يمرره الشارع الاسرائيلي من حيث ان لدى إسرائيل الامكانية لانهاء القدرات العسكرية لحركة حماس ونزع سلاحها ومعها باقي الفصائل في غزة ولو مؤقتا، وهذه فعلا رغبة إسرائيلية، متجاهلاً الحتمية الطبيعية للشعوب بان المقاومة سوف تستمر ما دام الاحتلال موجوداً بالحجر و السكين وبالسلاح الفردي او من مناطق اخرى باسلحة افضل مثل ساحة لبنان او الضفة الغربية بالعودة للقنابل والاستشهاديين بحماس او بدونها، ولكن السؤال الاصعب هل يستطيع اعادة المخطوفين دون عملية تبادل؟ بالتأكيد لا، ومصير المخطوفين السابقين و خاصة مع حماس والفصائل الاخرى اما اموات كنحشون فاكسمان او منسي كهدار غولدن ومن معه او احياء حررهم عبر عملية تبادل كشاليط.
هل يقبل عقل القادة الاسرائيلين و مجتمعهم انه سيتم قتل عناصر القسام و يبقى الاسرى سالمين ؟! وهل يعتقد الاسرائيلين أن الفصائل الخاطفة غبية وتضع الأسرى في اماكن بعيده عن سيطرتهم في ظل هذا القصف والاجتياح واقتراب الجيش الاسرائيلي منهم لياخذهم ويغادر سالمين، هيهات، لا نستبعد مثلا ان تلك الفصائل تضع المتفجرات جاهزة بكبسة زر تنهي الجميع، او مسلح يطلق عليهم الرصاص ويستشهد، فكيف لنتنياهو وجيشه ان يمنع حدوث ذلك؟ ام هو الكذب المتاصل به.
الواضح لمن يحلل ويتابع أن نتنياهو فَعّل قانون "هانيبال" الذي ينص على قتل الخاطفين والمخطوفين الم يفعلها في عام 2014 لمنع خطف هدار غولدن وحَرَق منطقة رفح و قتل 150 شهيد، الم يفعلها مؤخراً في 7 اكتوبر بحيث ان طائراته قتلت الخاطفين والمخطوفين ممن تحصنوا في في بيوت المستوطنين او ممن حملوا المخطوفين في سيارتهم وكانوا عائدين بهم لغزة و وجدت جثث الخاطفين والمخطوفين متفحمة محروقة جنبا الى جنب بقذائف طائراتهم داخل سيارات القسام، وهذه حقيقة مؤكد وفق تقارير الشرطة الاسرائيلية الذي نشرته هأرتس يوم امس.
لا اعتقد ان القادة الاسرائيلين اغبياء لكنهم اعطوا الأهمية لانهاء حماس وقوتها في غزة لمنع تكرار ما حدث في مطلع اكتوبر، ويشاركوا نتنياهو الكذب على شعبهم، والشارع الاسرائيلي بدء بكشف ذلك وبالتحرك لادراكه ان حياة اسراه لا تعني لمجرم مثل نتنياهو وعصابته شيئا، و مهما كانت النتائج فانه يبحث عن نصر و لو وهمي ومعني بحروب تطيل حكمه وقد ينتهي من غزة ليفتح حرب في لبنان او غيرها.
الشارع الاسرائيلي لم يستطيع ازاحته منذ 15 عاما، حيث جعل من إسرائيل دولة شاذة عن دول العالم مجرمة نازية دولة الابارتايد داست على القانون الدولي والانساني وارتكبت جرائم الحرب والابادة الجماعيه بل وأعدمت اسراها وقد تصل بها الامور لاعدام دولتهم بحروب وصراعات اختلقها وتسبب بها وثبت حقيقتا انه خطر على امن إسرائيل وملاك الموت لشعبه وللآخرين.