
غزة بين استدامة الهدنة او استمرار المحرقة
نتنياهو و مجلس حربه اعلن اهداف العدوان على شعبنا منذ السابع من اكتوبر بانهاء حماس و اعادة المخطوفين ، و اعلن وزير حربه انه لن يسمح بالماء و الكهرباء و المساعدات الإنسانية لشعبنا في غزة قبل انهاء مهمة العدوان .
بعد 49 يوما تسقط كل الشعارات و التهديدات الإسرائيلية و تدخل إسرائيل باتفاقية و هدنة لمدة اربع ايام و تبادل اسرى لماذا ؟ .
السبب الرئيسي ان قادة الاحتلال قرروا اهدافهم وفق ردات فعل دون اي دراسة او تقييم للواقع حيث ان حجم المجازر و جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في 49 يوم تجاوزت كل الحدود بل وكانت بوصف العالم الجرائم التي لم تحدث في تاريخ البشرية دون تحقيق اي هدف ملموس مما تم ذكره ، مما جعل شعوب العالم تنتفض في وجه قادتهم النازيين الذي اعطوا اسرائيل الضوء الاخضر لذلك ، حيث خرجت المسيرات باسئلة هل حرق العائلات من اطفال و نساء و شيوخ في بيوتهم الامنة او في المدارس او في المساجد او الكنائس و المستشفيات دفاع عن النفس ؟
هل قطع الماء و الكهرباء والدواء و الغذاء و التي هي من الحقوق الاساسية للانسان دفاع عن النفس ؟ وهل قتل الصحفين و الاطباء و افراد الدفاع المدني دفاع عن النفس ؟ وهل مقبول القضاء على القانون الدولي و الإنساني وازدواجية المعايير في عالم يسعى للسلام و حماية المدنيين المسالمين ؟ لذلك دخلوا في هذه الهدنة.
الشارع الاسرائيلي الذي منح إسرائيل 49 يوم ولم تستطيع اعادة مخطوف ، بل وان تقرير شرطة الاحتلال اظهر ان غالبية المدنين الاسرائيلين الذين قتلوا في 7 اكتوبر قتلهم قادة إسرائيل من خلال تفعيل قانون هانيبال الذي يشرع قتل الخاطف و المخطوف ، فهل يسمح الشارع الاسرائيلي بهذا القصف العشوائي لغزة و الذي ظهر انه بدون اهداف محددة حيث سقطت اطنان المتفجرات على كل مكان و كل الضحايا اطفال و نساء و مستشفيات و جامعات و مساجد و كنائس ، وكان سؤالهم الكبير لقادة الجيش الاسرائيلي هل تعرفوا اماكن المخطوفين من أبناءنا و تتجنبوا قصفهم ؟! ام ان قانون هانيبال ساري ايضا عليهم و قد نستقبلهم قتلى كما حدث مع عدد منهم ، فكان الضغط للشارع و اهالي المخطوفين على قادة اسرائيل كبير ولذلك وافق مجلس الحرب على الهدنة.
الجيش الاسرائيلي بعد دخوله البري المحدود واجه مقاومة كبيرة و خسائر غير متوقعة من قتلى في ضباطه و جنوده و شعر في خطورة الاستمرار في العدوان و الحرب لذلك وافق على الهدنة .
اشتعال جبهة شمال فلسطين و التي يقودها حزب الله و التي أوقعت خسائر كبيرة في الجنود و الاليات و ادت لافراغ المستوطنات المحيطة ، و الطائرات المسيرة التي هاجمت ايلات من اليمن و الصواريخ ضد القواعد الامريكية في العراق و سوريا و التي تهدد في اشعال حرب اقليمية جعلت امريكا و العالم يضغط لنجاح هذه الهدنة .
الدول التي لها رعايا مخطوفين لدى حماس و تقلق على حياة رعاياهم ضغطت باتجاه نجاح الهدنة .
دول العالم وخاصة امريكا و بريطانيا و التي شهدت اكبر المسيرات ضد العدوان و جرائم الحرب في غزة ، بل و انقلاب الراي العام ضدهم و ضد اسرائيل ، حيث قالت احدى الفضائيات العالمية ان نسبة التأييد للفلسطينين بعد 7 أكتوبر زادت من 69% لتصبح 95% في مقابل التاييد لاسرائيل الذي ترجع من 31% ل 5% ، و بالاجماع الشعبي العالمي دُمغت إسرائيل للأبد كدولة نازية عنصرية ، و هذا جعلهم يضغطوا لانجاح الهدنة .
قادة اسرائيل المجرمين و الذي يتعلق مصيرهم باستمرار الحرب مثل نتنياهو و بن غفير سيسعون لاستمرار العدوان و الحرب خوفا من خسارتهم حياتهم السياسية و دخولهم السجن بسبب التهم المثبتة في المحاكم الإسرائيلية ضدهم ، فهل ضمن المعطيات التي تقول ان حجم المجازر سيتضاعف في حال زيادة التوغل الاسرائيلي بريا و قد يصل عدد القتلى المدنين ل خمسين الف منهم 25 الف طفل و 15 الف امراة و تدمير مشافي و مساجد و كنائس فهل يستوعب العالم ردات الفعل على ذلك ؟
وهل تستوعب إسرائيل حجم الخسائر بجيشها و اقتصادها الذي تحطم فقط ب 49 يوما ، فما بالهم اذا استمرت فترة اطول و توسعت الحرب في الجبهات الاخرى من لبنان و العراق و اليمن وايران و ليس غريبا دخول تركيا و مصر و غيرهم فهل تقبل امريكا ذلك حتى اذا قبلت إسرائيل ؟.
الهدنة وفق ما ذكرناه قد تتمدد مرة و ليس اكثر بحيث لا يتم الافراج عن اكثر من مئة من المخطوفين الاسرائيلين وخاصة ان المقاومة ادركت ان خطة إسرائيل تحريرهم عبر التبادل و بعدها حرق غزة و اعادة اعتقال الاسرى المفرج عنهم ، لذلك ستسعى المقاومة لحل سياسي مضمون في نهايته يتم تبييض السجون و الافراج عن المخطوفين ، و مجلس الحرب الاسرائيلي الذي يقوده متطرفون و متهمون بجرائم داخلية ايضا لن يقبلوا بسهولة دون ضغط داخلي و خارجي فوق العادة لوقف الحرب و العدوان و موقف امريكا غير الواضح سيكون بيضة القبان في حسم ذلك الجدل القائم.

حركة حماس وإشكالية السلاح

"الدولة الفلسطينية" أداة تطبيع الأبرتهايد والإبادة!

حول خطبة نتنياهو...

نداء من فلسطين لا تضطهدوا المسيح في أرض الرسالات

إسرائيل 2030: بين بقرات مذبوحة ولعنة الإبادة

المطلوب من المجلس المركزي الفلسطيني

نصيحة من نبض الشارع إلى القيادة الفلسطينية الانقلاب الأبيض خطرٌ ناعم على قضيتنا
