يلا نحكي: غوتيريش و138 رون أراد قادمون
(1) أنطونيو غوتيريش وأمل الفلسطينيين
تضمنت أقوال وخطابات أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن الدولي توصيفاً دقيقاً لأسباب موجات المواجهة والعنف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فيما التحول النوعي لغوتيريش مقارنة بأقرانه من الأمناء العامين السابقين تمثل باستخدام صلاحياته المنصوص عليها في المادة 99 من ميثاق هيئة الأمم المتحدة، التي نادراً ما يتم استخدمها، والتي تتيح له "أن ينبّه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد السلم الأمن الدوليين". وهي المرة الأولى التي يستخدمها منذ تعيينه أميناً عاماً؛ وذلك على وقع الكارثة في قطاع غزة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي لليوم الثالث والستين.
هذا الموقف، الذي اتخذه الأمين العام أنطونيو غوتيريش، يعبر عن انسجامه مع تقارير واستنتاجات وكالات الأمم المتحدة الإنسانية العاملة في الأراضي المحتلة للوقائع الحاصلة في القطاع، ومع الضمير العالمي المتنامي لإدانة جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومع مقاصد ومبادئ هيئة الأمم المتحدة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة الداعية لتعزيز السلم والأمن الدوليين واحترام حقوق الإنسان الأساسية. وفي ذات الوقت يحتاج إلى الإشادة والتقدير العاليين من قبل الفلسطينيين لتجرؤ الأمين العام للأمم المتحدة على رفع الصوت واتخاذ الإجراءات في وجه الموجة العاتية للاستعمار الغربي المساند للحكومة الإسرائيلية الفاشية.
(2) 138 رون أراد قادمون
بالرغم من الجهود الاستخبارية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتوغل العسكري واللجوء للمساعدة الاستخبارية من دول عظمى كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا باستخدام طائرات التجسس المتقدمة للحصول على معلومات عن المحتجزين (الأسرى/ الرهائن) الإسرائيليين في قطاع غزة إلا أنها عجزت وفشلت في تحرير أياً من الاحياء منهم عبر القوة، باستثناء تحرير 86 اسرائيلياً عبر تبادل الأسرى أثناء أيام الهدنة التي عقدتها مع حركة حماس، على مدار الثلاثة والستين يوماً الفارطة.
إنّ إعلان كتائب القسام صباح هذا اليوم عن مقتل أحد الجنود الاسرى لديها إثر اشتباك مع قوة إسرائيلية جاءت لتحريره يشير إلى أن جميع الاسرى الإسرائيليين معرضين للقتل في حال استمرار الحكومة الإسرائيلية بعدوانها واستخدامها القوة العسكرية لتحرير أسراها في قطاع غزة، وإلى تكرر حالة الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي سقطت طائرته في جنوب لبنان عام 1986 واختفت آثاره منذ ما يقرب عن 35 عاماً وعدم العودة إلى الديار عبر عدم القدرة على تحديد أماكن دفن جثامينهم أو رفاتهم.