بايدن يعتزم الدفع من أجل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في “عقيدة” جديدة
مقالات

بايدن يعتزم الدفع من أجل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في “عقيدة” جديدة

أفاد الكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان يوم الخميس أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتبنى نهجا جديدا ينطوي على دفعة غير مسبوقة نحو إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح ولكن قابلة للحياة على الفور.

وكتب فريدمان أن الخطة “ستتضمن شكلا من أشكال الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي لن تتشكل إلا بعد أن يطور الفلسطينيون مجموعة من المؤسسات والقدرات الأمنية المحددة وذات المصداقية لضمان استمرار هذه الدولة وأنه لا يمكنها أبداً أن تهدد إسرائيل”.

وكشف فريدمان أن مسؤولي البيت الأبيض “يتشاورون مع خبراء داخل وخارج الحكومة الأمريكية حول الأشكال المختلفة التي قد يتخذها هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.

وسيشمل ما أسماه “عقيدة بايدن” الجديدة تعزيز العلاقات الأمريكية مع المملكة السعودية إلى جانب تطبيع العلاقات بين الرياض واسرائيل، والحفاظ على موقف عسكري صارم ضد إيران ووكلائها.

وقبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، كانت الرياض تسعى للحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، فضلا عن المساعدة في برنامج نووي مدني يشمل تخصيب اليورانيوم، كجزء من صفقة التطبيع.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في يناير أنه مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ضمن جهود إعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب، حسبما نقل مسؤولان أمريكيان لصحيفة التايمز أوف إسرائيل، مشيرين إلى أنه بالفعل اشترط التطبيع على خطوات إسرائيلية نحو قيام الدولة الفلسطينية.

وكتب فريدمان أن هجوم حماس على إسرائيل “يجبر إدارة بايدن على إعادة التفكير بشكل أساسي في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “إذا تمكنت الإدارة من تحقيق ذلك – وهو أمر ضخم – فإن عقيدة بايدن يمكن أن تصبح أكبر إعادة تنظيم استراتيجي في المنطقة منذ معاهدة كامب ديفيد عام 1979”.

كما قال فريدمان، المقرب من بايدن والذي اعتاد على نشر رسائل إلى إسرائيل عبر زاويته في الصحيفة مؤخرا، إن العقيدة الناشئة ستشمل حملة أمريكية متصاعدة ضد إيران، بما في ذلك رد عسكري حازم على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين هذا الاسبوع.

وأكد أيضا أن إسرائيل تخسر الحرب في غزة بسبب الأضرار التي لحقت بها على الساحة العالمية وحقيقة أنها لا تملك خطة واقعية لمن سيحكم القطاع بعد الحملة العسكرية.

ويأتي مقال فريدمان بعد يوم من صدور تقرير في موقع “أكسيوس” نقل عن مسؤولين قولهما إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طلب من وزارة الخارجية مراجعة السياسات المتاحة للولايات المتحدة بشأن قضية الدولة الفلسطينية وتقديمها للمناقشة.

وردا على سؤال حول التقرير خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قلل المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميللر من شأن التقرير، لكنه أكد أن الإدارة “تسعى فعلا إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة – مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل، لأننا نعتقد أنها أفضل وسيلة لتحقيق السلام والأمن الدائمين لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة”.

لكنه شدد أيضا على أن هذا “موقف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة” ولا يمثل تحولا في السياسة.

“لم يكن هناك أي تحول في سياسة الإدارة. لقد أوضحنا علناً أننا نؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذه هي سياسة الولايات المتحدة منذ بعض الوقت. وهذه هي سياسة هذه الإدارة”.

وتعرض نتنياهو لإدانات عالمية في الأسابيع الأخيرة – وتحدى الولايات المتحدة، التي تزود إسرائيل بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية – لرفضه الدعوات لإقامة دولة فلسطينية.

وقال مكتب نتنياهو في يناير إن إسرائيل “يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة”، حتى بعد “تدمير حماس”، بعد أيام من رفض رئيس الوزراء السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية وإعلانه عن حاجة إسرائيل إلى “السيطرة الأمنية على كل الأراضي غرب [نهر] الأردن”.

ولكن يبدو أن نتنياهو كان حريصًا على عدم رفض جميع أشكال الدولة الفلسطينية قطعا.

وجاءت تعليقاته بعد تقرير لقناة NBC يفيد بأن إدارة بايدن تتطلع إلى ما بعد عهد رئيس الوزراء لدفع حل الدولتين – وبعد ساعات من قول بلينكن إن إسرائيل لا تستطيع تحقيق “أمن حقيقي” دون مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وتحدث الزعيمان هاتفيا في نفس الأسبوع، وبعد ذلك أعرب بايدن عن أمله في إمكانية تحقيق حل الدولتين حتى مع وجود نتنياهو في منصبه إذا كانت الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وأشار تقرير لشبكة “سي إن إن” في اليوم التالي إلى أن نتنياهو أخبر بايدن أنه لا يستبعد تماما إقامة دولة فلسطينية.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أيضا أن الولايات المتحدة ومصر وقطر تضغط على إسرائيل وحماس لقبول خطة شاملة من شأنها إنهاء الحرب، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وتؤدي في النهاية إلى التطبيع الكامل لإسرائيل مع جيرانها ومحادثات لإقامة الدولة الفلسطينية.

واندلعت الحرب بعد أن اجتاح مسلحون بقيادة حماس بلدات في جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين. ثم شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى هزيمة حماس وتحرير الرهائن.

ويعتقد أن 132 رهينة اختطفتها حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، وليس جميعهم على قيد الحياة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.