عدو عدوك ليس بالضرورة صديقك
علمتنا حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني أنه ليس بالضرورة (أن عدو عدوك صديقك) فهو يعادي عدوك دفاعاً عن مصالحه وقد لا تلتقي مصالحه مع مصالحك، بل قد يكون عدو عدوك عدوك أيضاً إن تعارضت مصالحه مع مصالحك، وخصوصاً إن كانت صداقتكم مبنية على الشعارات والايديولوجيا وإن لم تُحسن توظيف عداوة صديقك المفترض مع عدوك الفعلي لصالحك .
كما أنه ليس دائماً أن من يزعم أنه عدو عدوك عدوه بالفعل فقد يكون عداؤه لعدوك ظاهرياً يخفي تحالفاً مبطناً.
لقد كشفت هذه الحرب من هم الأصدقاء الحقيقيين ومن هم الذين يتظاهرون بصداقة الشعب الفلسطيني لمجاراة مشاعر شعبية مؤيدة للفلسطينيين أو لإخفاء عجزهم وتآمرهم ،وعند الشدة لم نجد لهم أثراً.
لقد كشفت الحرب الصداقة الزائفة لتركيا التي وظفت القضية الفلسطينية لصالحها والتمدد في العالم العربي على حساب مصلحة الفلسطينيين ووقفت موقف المتفرج على ذبح الفلسطينيين، وكشفت الحرب حقيقة إيران الفارسية و مزاعمها حول تحرير فلسطين وفزّاعة جيش القدس المليوني وكيف انحازت لمصالحها القومية و تجنبت الدخول في حرب مع العدو مكتفية بمناوشات شيعة العرب في اليمن والعراق ولبنان، لتزعم لاحقاً أن الشيعة وحدهم وقفوا لجانب الفلسطينيين فيما خذلهم العالم السني.
وأسقطت الحرب وكشفت أسطورة الأمة العربية وأن فلسطين قضية العرب الأولى حيث كانت مواقف كثير من الأنظمة العربية وخصوصا الخليجية منحازة لإسرائيل أكثر من انحيازها للحق الفلسطيني. وأهم ما كشفته الحرب أن الصديق الوحيد للشعب الفلسطيني الذي يمكن ويجب المراهنة عليه هو الشعب الفلسطيني نفسه ورأي عام عالمي بدأ يتحرر من سطوة الرواية اليهودية الصهيونية