رفح... قبل فوات الأوان...
التصعيد الحالي في العدوان على غزة والتهديد بشن هجوم على رفح يعكس التوترات السياسية والإنسانية الخطيرة التي تعاني منها القضية الفلسطينية. تتطلب هذه الأوضاع تدخلاً عاجلاً وحازماً لوقف العدوان وتحقيق السلام والاستقرار بإنهاء الاحتلال.
لكن الخطر يزداد خاصة بعد أن وافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطط لشن هجوم على رفح، حيث لجأ 1.4 مليون نازح فلسطيني، بينما أرسل فريقه لمواصلة محادثات الهدنة في قطر بعد أن سخر من اقتراح حماس لوقف إطلاق النار ووصفه بأنه «سخيف».!!
وحذر حلفاء إسرائيل ومنتقدوها نتنياهو من غزو رفح خوفاً من سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، لكن الحكومة الإسرائيلية تدّعي أن المنطقة الواقعة في جنوب غزة هي واحدة من آخر معاقل «حماس» التي تعهدت بالقضاء عليها.
تجاهل نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي معارضة الرئيس الأميركي بايدن للغزو البري المخطط له لمدينة رفح بجنوب غزة، قائلاً إن حكومته ستمضي قدماً على الرغم من مناشدات ضبط النفس من الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين.
ويحاول نتنياهو، الذي تزداد عزلته في الخارج ولا يحظى بشعبية في الداخل، الحفاظ على الدعم الأميركي، بينما يعمل في الوقت نفسه على تشكيل ائتلاف حاكم منقسم مع المتشددين القوميين الذين يعارضون أي تخفيف لنهج إسرائيل تجاه غزة.
لقد أصبح الفرار من الهجمات الإسرائيلية حلقة قاتمة بالنسبة للمدنيين في غزة. دفعت أوامر الإخلاء الإسرائيلية أكثر من مليون شخص إلى الانتقال من وجهة إلى أخرى منذ أكتوبر/تشرين الأول، وفي كل مرة يحزمون أمتعتهم ويبحثون عن وسيلة نقل – بمركبة أو عربة أو سيراً على الأقدام – هرباً من الغارات الجوية والقتال البري بين إسرائيل والمقاومة.
وبعد اتباع أوامر الإخلاء، وجد المدنيون أنفسهم في كثير من الأحيان في مواقع جديدة إما غارقة في القتال، أو عرضة للغارات الجوية أو بدون ما يكفي من الغذاء والماء والمأوى والصرف الصحي وغيرها من الضروريات.
لهذا قبل فوات الأوان ينبغي على المجتمع الدولي تشكيل لجنة دولية متعددة الأطراف لكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تنطلق حملة إسرائيل على رفح، تتطلب الحاجة العاجلة توقفاً فورياً لإطلاق النار من الاحتلال، وتأمين المساعدات الإنسانية الضرورية للمتضررين داخل غزة، والعمل على إعادة بناء المؤسسات الحكومية، الأهلية، الخاصة والبنية التحتية؛ بالتالي يجب على المجتمع الدولي الضغط على دولة الاحتلال من أجل الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين وتحقيق السلام وإنهاء العدوان والاحتلال.
كذلك على المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية مراقبة الوضع في غزة والضفة الغربية، وضمان حماية حقوق الإنسان والمدنيين في ظل العدوان على كافة أبناء شعبنا. نحن بحاجة إلى تحرك دولي فوري فعلي وليس إعلامياً وخطابات بالهواء لوقف الهجمات على رفح.. وإنهاء العدوان على غزة والضفة.