لنستكمل رواية الخندقجي
التهاني والتبريكات والبيانات الصحفية بأشكالها المختلفة التقليدية أو الإكتفاء بنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي تابعتها بعد فوز الكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، القابع في غياهب السجون الإسرائيلية منذ نحو 20 عاما، بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السابعة عشرة، عن روايته "قناع بلون السماء" الصادرة عن دار الآداب.
واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين 133 رواية ترشحت للجائزة. تبلغ القيمة المالية للجائزة المقدمة من مركز أبوظبي للغة العربية بدعم من مؤسسة بوكر في لندن 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة للغة الإنجليزية.
وخندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس، عام 1983. درس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وكتب القصص القصيرة حتى اعتقاله في العام 2004 حين كان يبلغ من العمر 21 عاما، أكمل خندقجي تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب بجامعة القدس، حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية.
ومنذ أسره في العام 2004، كتب خندقجي مجموعات شعرية، من بينها طقوس المرة الأولى (2010) وأنفاس قصيدة ليلية (2013)، وثلاث روايات: نرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة (2020).
الأسير الخندقجي تعرض لحملة تحريض واسعة من قبل الإعلام الإسرائيلي، سلطات الإحتلال وضعته في العزل وتعرض إلى الكثير من الإنتهاكات، بعد أن وصلت روايته إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية قبل أشهر قليلة، وهنا أطرح مجرد سؤال لجهات الإختصاص هل نكتفي في البيانات الصحفية والتبريكات للخندقجي؟!
أستطيع القول بأن الأسير باسم الخندقجي من داخل زنزانته أوصلنا لبداية مرحلة جديدة يجب أن ننطلق منها؛ قاعدتها أن لا نكتفي بإستخدام أدوات تقليدية من أجل المبادئ والأفكار التي نحملها ونؤمن بها، بالتالي لم يحصل الكاتب الأسير وحده على جائزة البوكر؛ إنما حصل الأسرى الفلسطينيين كلهم على الجائزة بنضالهم الفردي في مواجهة السجان الإحتلالي والصمت العالمي.
لذلك على مكونات الفضاء الثقافي الفلسطيني بكل أنواعه وأشكاله؛ الإنخراط واستكمال الإشتباك الثقافي من المرحلة التي أوصلنا لها الخندقجي، بفتح أبواب وآفاق جديدة من خلال روايته لنقل أدب الأسرى الى العالمية من جهة ومعاناتهم وقضيتنا الفلسطينية من جهة أخرى.
عندما تم تكريم الخندقجي وروايته "قناع بلون السماء" بجائزة البوكر، برهن الفلسطيني للعالم بأنه يواجه الإحتلال وحده بطرق إبداعية، إنها ليست مجرد رواية أو جائزة أو كاتب، بل ملحمة وطنية بنكهة أدبية تعكس النضالات اليومية التي يعيشها الفلسطيني من الهوية والحرية، اللاجئ والمخيم، القدس والعاصمة، الشهيد والجريح، الصمود والتحدي، كل ذلك بصوت أسير يتحدث عن القضية الفلسطينية الإنسانية .