لله يا غير المحسنين
عندما قال الرئيس الاميركي قبل ايام ان السلطة الفلسطينية فاسدة لم ينظر الى القضايا المتورط فيها ابنه بتهم الفساد مع الصين واوكرانيا، ولم ينظر الى كومة الفساد المنافسة له وهو ترامب الأصهب الأقحب ولم ينظر الى اغلبية اعضاء الكونغرس الذين يتقاضون الملايين من اللوبي الصهيوني سنويا ليكونوا كرماء في بذل المليارات لاسرائيل سنويا مقابل بضع مئات من الملايين في جيوبهم. هذا هو الفساد المبين ان يكون الكونغرس مباعا تسوده الرشاوى واغلب اعضائه عليهم قضايا في المحاكم ومنهم من هو ممنوع من السفر ومنهم العشرات اتهموا بالإغتصاب والتحرش والسكر والسرقة فهو بات عصابة اجرامية تقود اقوى دولة. ويكفي ان احد اعضاء الكونغرس رفض ان يعتبر الفلسطيين بشرا بينما طالب السناتور ليندسي غراهام بقصف غزة بالسلاح النووي وخفف وحشيته لاحقا بالمطالبة باستخدام قنابل خارقة زنة طن وهذه قمة الوحشية، بل ان الناطقين الباعقين الناهقين باسم مجلس الامن القومي والخارجية الاميركية ما زالوا ينفون ان تكون قوات الاحتلال ترتكب ابادة جماعية رغم اعترفات علنية اسرائيلية ويهودية بارتكابها في غزة وكأنهم لا يرون او ان عيونهم في مؤخراتهم.
في حالة السلطة فاموالها تخضع الى رقابة البنك الدولي والاتحاد الاوروبي عن طريق رقباء وتنشر ارقامها على النت فلا يوجد مال سائب وكل ما في الأمر هو استغلال نفوذ لموظفين بعضهم كبار يسخرون المنصب للحصول على مزايا ومكاسب من الآخرين مقابل تسهيلات متبادلة. منذ عهد الفاسق ترامب ورفض منظمة التحرير لصفقة القرن امر ترامب النظام العربي الخاضع لحذائه بوقف المساعدات للفلسطينيين لكنه في الوقت نفسه اوفد مستشاره وصهره كوشنر الى قطر مع مبعوث من نتنياهو لاقناع قطربدفع مخصص شهري لحماس بقيمة 30 مليون دولار مقابل وقف مقاولة مسيرات العودة التي دبرها احد رجال حماس وهو مقيم الآن في بذخ بائن في تركيا بعد هربه من غزة وهذا الأمر اعترفت به قطر بانه جرى بطلب اميركي اسرائيلي واستغل السنوار التهدئة للتخطيط الدقيق لهجوم اكتوبر على مدى سنوات ونتنياهو الذي كان يضمر مخططا موازيا لهلاك غزة في وقت ما لاحقا فوجيء بالضربة الاستباقية الساحقة للسنوار. وحتى تاريخه لم تف اي دولة بالتزاماتها للسلطة سوى الجزائر، وحتى اموال المقاصة تعرضت للاختلاس من قبل الاحتلال قبل الحرب ثم تضاعف الاختلاس بسرقة رواتب غزة التي كانت السلطة تصرفها شهريا ومع ذلك تخشى هذه الدول من غضب اميركي ان ساهمت في تعويض رواتب غزة وتكتفي بارسال الخيام والقطن الطبي والمعلبات التي لا تصل الى المحتاجين مباشرة بل تباع في الأسواق لمجموعة من مراكز النفوذ المسلحة والبلطجية حيث كانوا اول الهاربين الى مصر ويقدر حاليا عدد من خرجوا من غزة بحوالي مئة الف تقدموا عشرات الآلاف منهم طلبات مساعدة للسفارة اي من شريحة الاغنياء الذين افقرتهم الحرب واغنت الصعاليك. واشك في قدرة السفارة على المساعدة الجدية في ظروف كهذه. فالفساد تهمة سبهللية يلقيها من هب ودب وشبع من النهب والسلب والتنظير الحقير على السلطة لتبرير احجامه عن المساعدة خوفا من سيده الاميركي. قبح الله القتلة والمتعاونين والقاعدين والمتثاقلين المتآمرين الى يوم الدين. اقول قولي هذا ولا استغفر الله لا لي ولا لكم بل لغيرنا لأننا شهود على ابادة شعبنا. والله من وراء القصد.