نقطة ضوء: وطني المغتصب.. أنينك يوجعني
نيابة عن أهالي عنبتا أوجه الدعوة إلى ممثلي الفصائل الفلسطينية الراغبة في السفر إلى الصين للتباحث في إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، لعقد لقائهم القادم في ربوع بلدتنا الوادعة الجميلة، وسنحرص على أن ينعم المشاركون بإقامة طيبة بين أحضان الطبيعة و شغاف قلوب المواطنين الدافئة .
وسيتاح للضيوف فرصة التعرف على سرطان الاستيطان الإحلالي الصهيوني الذي يقضم الأرض ويحاصر المواطنين ويدمر سبل حياتهم ويغتال أرواحهم البريئة ، وكذلك مشاهدة أنواع الحواجز والبوابات المنتشرة في كل مكان، وصور إذلال المواطنين وقتلهم وسحلهم بكل سلاسة ومتعة احتلالية.
وسيطلع الثوار السابقون على الدلائل الساطعة التي تؤكد ضم إسرائيل الأرض الفلسطينية إلى مملكتها العقائدية، وخطواتها الحثيثة من أجل تحويل السلطة الوطنية إلى وكيل معتمد يحافظ على أمنها مقابل سلسال من المال والامتيازات المنهوبة من فلسطين .
وسيلمس الزعماء الجدد (كُفر ) الناس بالمشروع الوطني وهياكله المختلفة، ورغبتهم المتنامية في ترك البلاد والهجرة إلى فيافي العالم الجديد كرها في واقعهم المرير .
وسيكتشف رجالات العاصمة السياسية المؤقتة ضياع الجماهير بين دهاليز لقمة الخبز وشربة الماء ونقطة الحليب وقلم الرصاص وحبة الدواء وحيز الأمن والأمان .
وسيشاهد المدعوون أبناء جلدتهم تائهين محبطين غارقين في محيط اللامبالاة والفقر والديون وتفاصيل الحياة الصعبة ، ساخطين على أشكال الفساد ووراثة المناصب وتوزيع الامتيازات والرتب و سلطة المال وغياب المساواة والعدالة والقانون .
قبل جولة أو لعبة المصالحة القادمة في الصين، نحب أن نبلغكم أن البلاد قد ضاعت والثغور قد سقطت وقطاع غزة قد دمر وأبيد عن بكرة أبيه، ولم يبق من الضفة الغربية إلا أماكن معزولة وطرق مهجورة… يسيطر العدو على المال والماء والهواء والحدود والأغوار ويستبيح كل أشكال السيادة والأناقة واللطافة .
ماذا ستجيبون الله عندما يسألكم عن فلسطين التي ضاعت أمام أعينكم وأنتم تتحاورون على شكل كرسي الحكم وألوانه وملمسه وامتيازاته وحصصه المستقبلية، ومعادلات تقسيم جلد الدب قبل اصطياده ؟ على ماذا تختلفون و تتعاركون وتتفاوضون طوال هذا الوقت؟ ماذا تفعلون وقد هبطت معظم فصائلكم المناضلة عن قمة جبل أحد قبل إنتهاء المعركة؟ ماذا تصنعون وقد ضاعت البوصلة وتاه النضال الفلسطيني في صحارى السلام وأبجديات الكلام وبرامج الأحزاب ونصوص البيانات؟ لقد أكلت الحركة الصهيونية ومؤسساتها وخططها وأموالها الشجر والحجر وزورت التاريخ والجغرافيا والقانون ، ونحن نيام لا هم لنا إلا بطوننا ومصالحنا ومنافعنا .
اقرأوا التاريخ جيدا وقفوا على ضفاف الحقيقة، اتقوا الله في وطنكم، يجب الرهان على شعبنا من أجل الوصول إلى الحرية والاستقلال. آن الأوان لبناء وحدة حقيقية قوية وصلبة ، الموج مرتفع والأعداء في كل زاوية وموقع… ما نفع فصائلكم ومسمياتكم و حقائبكم و مخصصاتكم وتاريخكم إن ضاع الوطن؟! يا وحدنا يا وجعنا يا مصيبتنا !.