نجاح الصين يحتاج إخلاص النوايا
وردت الأخبار السارة من جمهورية الصين بتوقيع الفصائل على اتفاق لإنهاء الانقسام بعد جلستين فقط لإنهاء الانقسام، عدم نجاحها سابقا رغم عشرات الجلسات له مدلولات كبيرة ومهمة يجب مراعاتها والوقوف عندها.
أولاً: جمهورية الصين صديق وفي للشعب الفلسطيني بكل اطيافه و ليس لديهم اي اجندات او مصالح سوى وحدة الشعب الفلسطيني لتحقيق اهدافه التي دعمتها جمهورية الصين منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية .
ثانيا : لم تتدخل جمهورية الصين بهذا الجهد الطيب إلا بعد أن فهمت و ادركت طبيعة الخلافات الداخلية و في لحظة حرجة تمر فيها القضية الفلسطينية تتطلب الوحدة بين الفصائل كخطوة اساسية للخروج من المحنة التي يتعرض لها شعبنا.
ثالثا : الحوار في الصين يمنع التدخل الأمريكي بشكل مطلق و الذي له ادواته في منع اي اتفاق بين الفصائل من خلال وكلائهم في المنطقة .
رابعا : حققت في بنود هذا الاتفاق نقاط جوهرية و مفصلية في اي اتفاق و تؤمن نجاحه ، منها ان منظمة التحرير هي الممثل الوحيد و ان على جميع الفصائل دخولها و على الجميع الإقرار انها بحاجة لإصلاح و تطوير لتحقق ذلك التمثيل بشكل كامل و شامل .
خامسا: وضعت الصين ثلاث خطوات مترابطة بشأن الحاجة الملحة للوحدة و انهاء الانقسام و الخطوة الأولى تتعلق بتعزيز تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار و الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة و الضفة في أقرب وقت ممكن وضمان الوصول السلس للمساعدات الإنسانية والإغاثة لشعب يتعرض لابشع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث من قتل و تدمير و تجويع و انتشار الأمراض .
الخطوة الثانية و الهامة تتعلق بالالتزام بمبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين" والعمل بشكل موحد لتعزيز الحكم ما بعد الحرب و منع و احباط كل المؤمرات التي تحاك لمنع الفلسطينيين من حكم انفسهم في غزة و الضفة .
و الخطوة الثالثة تشجيع و دعم فلسطين الموحدة بفصائلها على أن تصبح عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة والبدء في تنفيذ "حل الدولتين" و هو الحل الذي يجمع عليه العالم و قد نضج بشكل كامل بعد العدوان على غزة .
فعلا "الخطوات الثلاث" مترابطة ولا غنى عنها ، تتحقق ايضا بما تم الاتفاق عليه بتشكيل حكومة توافق تكون جميع الفصائل مرجعيتها و تضع الخطط الشاملة لكل النقاط التي تم إثارتها و تؤسّس لانتخابات حرة نزيه .
المطلوب الان بعد ان انجزت جمهورية الصين مهمتها بنجاح ان تخلص النوايا و ان نذهب باتجاه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ، و اي فشل في ذلك تتحمله الفصائل مجتمعة .
الواقع الحالي منح الشعب الفلسطيني تأييد دولي كبير و عزل دولة الإجرام ودولة الارهاب " اسرائيل " و بجهد و وحدة الجميع سيتحقق الاعتراف بدولة فلسطين و عزل إسرائيل تماما مهما كان الدعم الأمريكي لها ، و موقف الدول كان واضحا بشان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و لخصه وزير الخارجية الروسي في جلسة مجلس الامن الأخيرة ولذي ربط ان اعتراف الدول بإسرائيل ارتبط بشكل كامل بالاعتراف بدولة فلسطين ، و ملخص القول ان لغة واحدة لشعبنا تساهم في تحقيق ذلك .
نجاح جمهورية الصين يحتاج لإخلاص النوايا من الفصائل، و فشل الفصائل هذه المرة ضربة قاتلة لدماء الالاف الشهداء و معاناة شعبنا ، بل يعتبر مشاركة فعلية و خدمة لأجندات الاحتلال في منع قطف ثمار نضال شعبنا لاهداف غير فلسطينية و بشكل محدد تعطي صورة و اضحة ان هذه الفصائل دون استثناء لم تتأسس لتحقيق اهداف فلسطينية وانما خدمة لأجندات خارجية و محورية و اقليمية .