احوال البلد
مقالات

احوال البلد


رسالة مفتوحة للنقابات والاتحادات والغرف التجارية وغيرها من القطاعات المنظمة
اهل غزة يحتاجون الى وقفات تدوم، وليس الى فزعة وتنتهي، وكما قيل قليل دائم خير من كثير منقطع، وعليه اتقدم لكم بمقترح مباشر لتبني فكرة من محامي الى محامي ومن صحافي الى زميله ومن طبيب الى طبيب اخر في غزة ومن مهندس الى اخر، ومن رجل اعمال الى رجل اعمال، ومن هنا يمكن ان نبدأ بلا تردد، ومن هنا يمكن ان نفعل لا نقول، حان وقت الوقوف الى جانب اهلنا بالفعل وكفى تنظيرا

الموضوع: اطلاق برنامج من اصحاب المهن في الضفة والقدس الى اصحاب المهن الحرة في غزة تحت عنوان "لستم وحدكم ايها الزملاء"

 االبرنامج المقترح يهدف الى توثيق  العلاقة ما بين اصحاب المهن الحرة في الضفة والقدس مع زملائهم في غزة، بحيث تقوم فكرة البرنامج على محاور عدة سنحاول عرضها من خلال هذه الورقة المتواضعة.
اولا: المقدمة:
يعاني اكثر من 20 الف  من اصحاب المهن في قطاع غزة من فقدان الدخل وحرمان كامل من قدرتهم من الوصول الى اموالهم او اصولهم، ومنهم من فقد كافة مصادر الدخل ولم يعد قادر على توفير الحد الادنى من الحاجات الاساسية، لذا فان النقابات المهنية في الضفة وبالتنسيق مع فروع النقابات في غزة تود المبادرة للتصدي للحاجات الاساسية لعدد كبير من اصحاب المهن الحرة الذي ما زالوا في غزة او انتقلوا للعيش في مصر. الهدف من هذا البرنامج بناء قاعدة للاخاء بينهما ولمدة قصيرة قابلة للتجديد.
ثانيا: البرنامج واسسه:
يقوم البرنامج على تبني (1000) من اصحاب المهن في غزة من قبل (1000) من اصحاب المهن او يزيد من الضفة والقدس كمرحلة اولى حيث يهدف البرنامج الى الوصول الى كافة اصحاب المهن الحرة في قطاع غزة، عبر تحويل شهري من الحسابات الشخصية لكل اصحاب المهن الحرة الى حساب زميله في غزة او الى المحفظة الالكترونية ان كانت موجودة او ان يتم فتحها من خلال شركة (pal-pay) او اي شركة اخرى ما زالت تعمل في قطاع غزة بحيث تكون العملية مستمرة ولا تتوقف الا بانتهاء البرنامج ويحق لاي زميل الاستمرار في تبني زميله سواء كان حيا او استشهد وترك من خلفه اسرة تحتاج الى مد يد العون والمساعدة، ببساطة يقوم كل واحد من اصحاب المهن الحرة بتحويل مبلغ شهري لزميله  او اسرته ان كان قد استشهد او مات خلال الحرب.
ثالثا:الغاية من البرنامج:
 الهدف من البرنامج ليس فقط تحويل الاموال الى الزملاء بل بناء علاقة اجتماعية مستمرة بين اسرة الزميل في الضفة وغزة والقدس، فان كان للزملاء في الضفة ابناء واطفال من ذات الاعمار الدفع باتجاه التواصل بينهم للتخفيف عن اطفال الزملاء في غزة وبذات الوقت ضمان انتقال العلاقة من مسألة مالية متواضعة الى علاقة مستدامة، قد تتطلبها المرحلة القادمة.
رابعا:الشركاء المحتملين لتنفيذ البرنامج: 
البرنامج سينفذ بقيادة من عدد من النقابات المهنية ، بالتعاون مع فروع النقابة في غزة، بدعم من المؤسسات الحقوقية العاملة في الضفة وقطاع غزة، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، حيث من الممكن لاحقا اطلاق برنامج اخر مع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والمنظمات الدولية لضمان توفير فرص عمل لعدد من المحامين لدى هذه المؤسسات .
خامسا:القيمة المالية للبرنامج:
يبدأ البرنامج بمبلغ شهري لا يقل عن 350 شيكل ويحق لاي زميل ان يزيد قيمة المبلغ ان اراد، ولكن على كل من يريد الانضمام لهذا البؤنامج ان يلتزم بتحويل مبلغ شهري قيمته على الاقل (350) شيكل شهري الى حساب الزميل او اسرته، من خلال حسابة البنكي او من خلال المحفظة الالكترونية، بحيث يقوم باشعار النقابة المختصة بالتحويل الشهري حتى تتمكن النقابة من مواصلة تطوير البرنامج وتوسيعه.
سادسا: المدة الزمنية للبرنامج:
يمتد البرنامج زمنيا الى (6) شهور قابلة للتجديد ان تمكن الزملاء في الضفة والقدس من الاستمرار بدفع المبلغ المذكور، ان انتهاء البرنامج يعني ان الزميل قد اوفي بالتزاماته تجاه زميله، ولطالما ان البرنامج طوعي وغير ملزم الا لمن يرى نفسه قادرا، فالنقابات تتطلب من اي زميل لا يرغب في الاستمرار باعلام النقابات قبل اسبوع من تحويل المبالغ الى الزميل في غزة، حتى تتمكن النقابة من استبدال الزميل المعتذر عن الاستمرار بزميل اخر، حتى لا نترك زملائنا في غزة الى وحيدين.
سابعا: طريقة التحويل وشكلها:
النقابات ستعمل على اطلاق البرنامج ولا ترغب النقابات في الحصول على اية مبالغ او ايداع اية مبالغ في حساباتها، لان الغاية من البرنامج هو تعزيز الشراكة والاخوة بين الزملاء واسرهم، وبالتالي فان العلاقة ستكون مباشرة بين الزملاء ودور النقابات هو ضمان التواصل بين الزملاء وضمان تدفق المساعدات المالية الى الزملاء وعدم توقفها الى حين انتهاء مدة البرنامج .
ثامنا: اليات العمل في البرنامج المقترح:
تقوم النقابات بالتواصل في المرحلة الاولى مع 1000 من اصحاب المهن الحرة من الضفة وغزة لغايات فحص استعدادهم لتقديم هذا الدعم المالي، وبذات الوقت استيفاء وفحص كافة المسائل المالية والفنية من خلال الزملاء العاملين في البنوك لضمان استمرار وتدفق العملية دون اي عوائق او تحديات قد تفرضها الوقائع. وستكون مقسمة على النحو التالي:
1.    تحديد اسماء المهنيين المتبرعين ، وشكل التواصل الافضل لهم.
2.    التواصل مع فرع النقابة لكل نقابة على حذى في غزة وتوفير اسماء اصحاب المهن الاكثر احتياجا في غزة، عبر تحديد معايير اولية مثل ان لا تقل اسرة المهني المستهدف عن 3 افراد بالاضافة الى زوجته.
3.    ان يكون غير قادر على الوصول الى موارده المالية.
4.    ان يكون مستعدا للتواصل وقبول المساعدة من زميلاءه في الضفة.
5.    ارسال ارقام التلفونات للزملاء كي يتمكنوا من استكمال اية متطلبات بينهم
6.    اية امور اخرى قد تفرضها الحاجة او الواثع او التعليمات ذات الصلة.

تاسعا: محاذير وتحديات: 
قد يعتقد عدد من الزملاء ان التحويل الشهري فيه مشقة وخطورة عليه وعلى الزميل في غزة فيقرر ان يقوم بتحويل قيمة البرنامج مرة واحدة، وهذا ممكن ومتروك لقرار الزملاء مع اهمية اشعار النقابة بذلك، كما ان هناك اخرين من الزملاء قد يودعون الاموال في صندوق خاص للنقابة كي تقوم النقابة بتحويل هذه المبالغ للزملاء او عدد منهم في غزة تجنبا لاي مسائلة قانونية مستقبلية وهذا ممكن الحدوث.
ستاخذ النقابة كافة المحاذير وتضعها للنقاش المفتوح مع الفئة المستهدفة في البرنامج وتدع لهم القرار في الطريقة التي يرونها مناسبة لتنفيذ هذا البرنامج. مع العلم ان اية تخوفات او تحفظات من الزملاء في الضفة تجاه التحويل الى غزة مفهوم ومقبول وستعمل النقابة مع الزملاء مجتمعين و/او منفردين لمعالجة هذه التحديات والمحاذير.
عاشرا: ملاحظات ختامية:
البرنامج هو تجريبي ستطلقه النقابات بعد القيام باول عملية تحويل كي يترافق القول مع العمل وحتى تكون النقابات قد تعلمت او ادركت او فهمت اية محاذير او تحديات فنية او قانونية او مالية للتعامل مع هذا البرنامج، لذا فان هذه الورقة هي اطار للنقاش والتعديل والتطوير ولا تعتبر نهائية ، وبالتالي فان اي افكار لتطويرها سيسهم بتعزيز دور النقابة في مد يد العون للزملاء في غزة وخارج غزة خاصة في مصر.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.