المناهج الفلسطينية خط أحمر
مقالات

المناهج الفلسطينية خط أحمر

يؤمن الاتحاد الأوروبي أن المناهج الفلسطينية "تحرض على العنف والإرهاب والكراهية وتحارب السلام والتسامح والمحبة" ويطالب بشكل حثيث السلطة الوطنية الفلسطينية بتحديثها، ويربط دعمه المالي لحكومتها بذلك، وأعتقد أن جميع ملاحظاته ترجمة فعلية لمواقف ورؤى الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل أيضا. وتتركز التحديثات التي يجري الحديث عنها بالمنهاج الفلسطيني في مواد: الدين والتاريخ والجغرافيا واللغة العربية.

قرأت عشرات المقالات والتقارير عن محتوى الانتقادات والملاحظات الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية للمناهج الفلسطينية "ووضعت" قائمة بها، ثم اجتهدت و"تخيلت" محاور وعناوين "ترغب وتحلم" الجهات السابقة أن يتضمنها المنهاج الفلسطيني الحديث.

مطالب التحديث في المنهاج الفلسطيني الجديد.

-الاعتراف بالمكانة التاريخية والدور الحضاري لليهود في العالم العربي.

-إبراز دور اليهود في تطور وبناء النظام الإسلامي في المجالات: السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية.

-توضيح تفاصيل الإبادة النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية والمعروفة باسم "الهولوكوست".

-حذف الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تنتقد الحضور والشخصية اليهودية السلبية.

-التخلص من النصوص والمصطلحات التي تتحدث عن الجهاد والاستشهاد والمقاومة والثورة والانتفاضة والنكبة واللاجئين والنازحين والمخيم والأسرى وكالة الغوث.

-ترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش والمحبة والتعاون بين أركان الديانات الإبراهيمية جميعا.

-تجاهل غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ضد اليهود: بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة.

-عدم إيراد أية مواد تتعلق بفلسطين التاريخية قبل عام 1948: السكان والأرض والمدن والقرى والتراث والعادات والتقاليد والعمران، والخرائط.

-الإشارة إلى حق بني إسرائيل "بأرض الميعاد" و "وعد الرب" بعودتهم إليها، وتجاهل وجود أي شعوب فيها، باعتبارها "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". 

-حذف كل ما يتعلق بحروب 1948، 1956، 1967، 1982 التي خاصتها إسرائيل للسيطرة على فلسطين والعالم العربي.

-حذف المواد المتعلقة بالثورات والانتفاضات الفلسطينية 1929، 1936، 1987، 2000. 

-اعتبار القدس "أورشليم" عاصمة إسرائيل التاريخية والأبدية، وحق شعبها بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وتقديم معلومات عن الهيكل المقدس فيها.

-إبراز نموذج الحكم الذاتي كحل نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، و الإشادة باتفاقات أوسلو ونتائجها الاقتصادية على الطرفين، وعدم استخدام مصطلح "الوطنية "خلال هذا العرض.

-عدم عرض نماذج وتجارب وأدوار شخصيات فلسطينية رائدة مثل: عز الدين القسام وعبد الرحيم الحاج محمد خليل الوزير صلاح خلف ياسر عرفات دلال المغربي عمر القاسم.

-توضيح أثر الديانة اليهودية واللغة العبرية والعادات والتقاليد الموسوية على العرب عامة والفلسطينيين خاصة.

دروس ومحاور مقترحة في المناهج الجديدة، حسب الشروط الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية: 

-ديفيد وسارة من مستوطنة يتسهار وشاكر وحسنية من قرية حوارة: علاقات محبة وتعاون وصداقة.

-وعود غيرت وجه التاريخ: وعد الرب لبني إسرائيل ووعد بلفور لليهود.

-نصوص من مذكرات جميل وهناء: وهما مقاولان فلسطينيان يعملان في بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

-جبل الهيكل، مكان مقدس يجمع اليهود والمسلمين في مكان واحد.

-دور الشيعة في إضعاف الإسلام السني.

-الاتفاق الإبراهيمي طريق الآباء والأنبياء نحو عيش مشترك لليهود والمسلمين والمسيحيين.

-المطرب الإسرائيلي موشيه ساسون ودوره في ترسيخ فن التسامح والمحبة بين اليهود والعرب.

-تأثير المطبخ اليهودي على مثيله الفلسطيني.

-فيلم فلسطيني عن الهولوكوست بعنوان "الضحايا الأبرياء". 

-علاقات يهود المدينة المنورة مع المسلمين: عطاء بلا حدود.

-كتائب السلام و روابط القرى نماذج مضيئة في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.

-﴿ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ سورة الأنفال آية رقم 61.

-﴿ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ سورة البقرة آية 195.

-يهود البلاد العربية ودورهم في نهضة البلدان التي عاشوا فيها.    

-العبرية والعربية لغات مشتركة متحابة.

السؤال الذي أود الإجابة عليه: هل وقعت الحكومة الفلسطينية مع المفوضية الأوروبية على خطاب نوايا لإجراء إصلاحات داخلية، في مقدمتها تحديث المناهج الدراسية؟ وأين وصل التعامل فلسطينيا ورسميا مع هذه المطالب؟ وهل يمكن تزويد الرأي العام الفلسطيني بإجابات صريحة عن هذه الأسئلة؟.

وآخرا وليس أخيرا: أود التأكيد أن جموع الشعب الفلسطيني كافة، تعتبر قضية تحديث أو إصلاح المناهج الفلسطينية من قواعد الأمن الوطني الخاص لا يمكن المس بها… ولذا يرجى الحذر في معالجة ما يطالب به الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فهو كرة نار متدحرجة ستمس جدار وحدتنا. وأطالب في الوقت نفسه بتأسيس مركز بحثي علمي مختص يعنى بدراسة محتوى العنف والقتل والتحريض في المناهج التعليمية الإسرائيلية.   

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.