أين المفر؟
قبل حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت وقف وزير الدفاع البريطاني في حفر الباطن وقال للصحفيين ان بريطانيا ستتولى اعادة بناء محطات الكهرباء في الكويت فقيل له انها ما زالت تعمل فرد بل ستدمر لاحقا ، وبالفعل تم تدمير اكبر المحطات من التحالف الدولي وليس من العراق ثم قال وتجريد العراق من مكمن الخطورة وهو وجود عشرين الف عالم عراقي ، لكن هذا لم يتم في حينه لكنه تم اثناء غزو العراق واحتلاله حيث جرت اعدامات واغتيالات للآلاف من العلماء والاكاديميين العراقيين بينما انهمكت ايران في اغتيال الطيارين كإنتقام منهم لمشاركتهم في الحرب ضدها .وبعد الغزو ايضا جرى تفكيك مصانع الاسلحة الصاروخية وغيرها من العراق ونقلها الى ايران كمكافأة لها على دعمها للغزو ومشاركة ميليشياتها في الحرب و شهدت ايران بعدها طفرة في تصنيع الصواريخ والاسلحة . اعدام العقول او تهجيرها يدخل في صميم الاستراتيجية المعادية للنهوض العربي في مجالات كثيرة اهمها التسلح فقد شهدت سنوات الستينات اغتيال العلماء الالمان في مصر واغتيل عدد كبير من العلماء المصريين من قبل اسرائيل . وبعد العراق حاول القذافي بناء مفاعل نووي وحصل على كمية من اليورانيوم من دول افريقية لكنه كان تحت الحصار وطلب الاميركيون منه ان يتخلى عن برنامجه النووي .وذات سنة حاول فك الحصار فنصحه خالد سلام ومحمد دحلان وكانا صديقين لإبنه سيف الاسلام بوضع المفاعل في سفينة وتسليمها الى اميركا لكن ذلك لم يشفع له وشارك الاميركيون بقوة في الاطاحة به ليس بسبب المفاعل فقط بل لأنه اراد وضع عملة ذهبية افريقية مقابل الدولار ولعل رغبة الصين منذ سنوات في اصدار اليوان الذهبي وتكديسها كميات ضخمة من الذهب سنويا ما يزعج ادارة ترامب التي تريد القضاء على العملات واستبدالها بالعملات المشفرة الوهمية التي لا قيمة لها على ارض الواقع وتهيمن عليها بيوتات مال اميركية وهي التي تهيمن على الدولار حاليا وتطبع منه ورقيا دون تغطية . عالم ترامب هو عالم الاقتصاد الوهمي الذي يتجسد في حرب اقتصادية وعسكرية لاحقا .فيا علماء سوريا اهربوا ولكن اين المفر فالعدو امامكم والبحر العربي الخياني من ورائكم.