2025 : عام التوقعات المتناقضة!
مع دخول عام 2025، تزداد التساؤلات حول الديناميكيات التي ستشكل وجه العالم. هل نحن على مشارف عالم أكثر سلامًا أم غارق في نزاعات متزايدة؟ في ظل انخفاض مستوى التعاون الدولي إلى حد غير مسبوق، تصاعدت الصراعات، بينما أظهرت القيادات والمؤسسات التقليدية، مثل الأمم المتحدة، عجزها عن تقديم حلول فعالة.
يقف العالم أمام محركين رئيسيين قد يحددان ملامح المستقبل: الصراع الروسي-الأوكراني والقضية الفلسطينية. ففي الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي في توسيع مستوطناته وقمع حقوق الفلسطينيين، تُترك القضية الفلسطينية دون حلول جذرية، مما يزيد من حدة التوترات الإقليمية والعالمية. في ظل هذا الواقع، أصبح الاحتلال نموذجًا صارخًا لفشل النظام الدولي في فرض العدالة.
مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، تثار تساؤلات حول دوره في تخفيف الأزمات أو تعميقها. بينما يعد ترمب بوقف الحرب الروسية-الأوكرانية خلال 48 ساعة، تُطرح مخاوف بشأن طموحاته الإمبراطورية. ومن بين هذه الطموحات، فكرة شراء جزيرة غرينلاند والسيطرة على قناة بنما، وحتى ضم كندا إلى الولايات المتحدة. هذا السيناريو يعكس مزيجًا من السياسات الطموحة والمثيرة للجدل، فيما يظل موقفه من القضية الفلسطينية منحازًا بشكل كبير لإسرائيل، مما يعمق معاناة الشعب الفلسطيني.
على الجانب الآخر، تحتل إيران مركز الصدارة في المشهد الإقليمي. التساؤل المطروح: هل ستتمكن طهران من تحقيق طموحها النووي هذا العام؟ وبينما تحاول إيران تجنب الاستفزازات والدخول في مفاوضات جديدة، يظل موقف ترمب الصارم تجاهها عقبة رئيسية.
داخل روسيا، يزداد المشهد اضطرابًا، مع تقارير استخباراتية تشير إلى تحضيرات غربية لهجمات داخل الأراضي الروسية. تبدو روسيا اليوم أضعف اقتصاديًا مما كانت عليه في 2022، لكن خطوطها الحمراء قد تدفعها لاتخاذ خطوات تصعيدية خطيرة، قد تصل إلى حد المواجهة النووية.
في آسيا، تبرز الصين كلاعب رئيسي يسعى لتعزيز قوته العسكرية وسط تباطؤ اقتصادي. الصراعات المحتملة في تايوان وبحر الصين الجنوبي وجزيرة غوام تنذر بعام جديد قد يشهد تصعيدًا غير مسبوق.
تعاني أوروبا من أزمات سياسية واقتصادية حادة. في فرنسا وألمانيا، تواجه الحكومات تحديات انهيار الائتلافات الحاكمة وتصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية. أما بريطانيا، فتشهد حكومة العمال تدهورًا في الشعبية وسط أزمة اقتصادية خانقة.
على الصعيد الاقتصادي، تواجه البشرية أزمة ديون أميركية تهدد الاقتصاد العالمي. في الوقت ذاته، تتسارع تطورات الذكاء الاصطناعي، مما يثير مخاوف من هيمنة التكنولوجيا على الحياة البشرية.
في الشرق الأوسط، يبرز الحدث السوري كأحد أبرز مفاجآت العام الماضي، بعد سقوط نظام الأسد على يد "هيئة تحرير الشام". تداعيات هذا التغيير قد تعيد رسم التحالفات الإقليمية وتؤثر على النزاعات الأخرى، مثل الحرب في أوكرانيا. وفي قلب المنطقة، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في إحكام قبضته على الأراضي الفلسطينية، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين ويعزز حالة الغليان الشعبي والإقليمي.
مع دخول عام 2025، تظل التوقعات محكومة بالغموض. هل سنشهد خطوات نحو السلام، أم أننا على أعتاب مزيد من التصعيد؟ يبقى الأمل في أن يتمكن العالم من تجاوز أزماته، وأن يُحقق تقدمًا يعزز استقرار البشرية في مواجهة تحدياتها. القضية الفلسطينية تبقى جرحًا نازفًا في قلب النظام الدولي، حيث لن يتحقق الاستقرار العالمي إلا بإيجاد حل عادل ينهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة.