نتنياهو وورقة الأسرى: بيع الوهم على حساب الحقيقة
مقالات

نتنياهو وورقة الأسرى: بيع الوهم على حساب الحقيقة

في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلاعب بارع في المراوغة السياسية، مستغلًا قضية الأسرى الإسرائيليين كورقة لتضليل شعبه وكسب الوقت، بينما يبيع العالم رواية زائفة تُخفي جرائمة و فشله السياسي والأخلاقي.

الأسرى بين حماس ونتنياهو

منذ بداية الأزمة، تتعالى أصوات عائلات الأسرى الإسرائيليين مطالبة بإيجاد حل يضمن عودتهم سالمين، لكن نتنياهو يتجنب اتخاذ أي خطوات جادة، مثل طرح وقف إطلاق النار، الذي يُعد شرطًا أساسيًا لأي صفقة تبادل. في المقابل، يُظهر نفسه مدافعًا عنهم، بينما الحقيقة تؤكد أنه يستخدمهم كأداة لاستمرار حرب الابادة و للبقاء في الحكم.

القصف الإسرائيلي العشوائي على غزة يُعرض حياة الأسرى الاسرائيليين لخطر حقيقي و هذا اكدته الأسيرة الإسرائيلية التي قالت: “هل تريدون قتلنا؟ القصف قريب منا ولا توجد ملاجئ تحمينا” كشفت بوضوح الوجه الحقيقي لسياسات نتنياهو و نواياه ، منذ أكثر من 450 يومًا حافظت المقاومة الفلسطينية على حياتهم في ظروف افضل من سكان غزة و افضل من ظروف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بينما تُهدد سياسات حكومتهم حياتهم يوميًا تحت وطأة القصف و المماطلة و المراوغة .

وهم استعادة الأسرى

نتنياهو يُظهر للشعب الإسرائيلي أن المفاوضات تدور حول أعداد الأسرى المطلوب الإفراج عنهم من الجانب الفلسطيني، بينما يتجنب مواجهة النقاط الجوهرية، مثل وقف إطلاق النار أو ضمان سلامة الأسرى من قصف حكومته او محاولة انقاذهم بالقوة العسكرية و التي من المؤكد تودي إلى موتهم و فق تعليمات الآسرين ، هذه المراوغة تُشير إلى أنه لا يسعى فعليًا لإتمام الصفقة، بل يستخدم القضية لتهدئة الداخل الإسرائيلي وإطالة عمر حكومته.

الأدهى أن نتنياهو يدرك جيدًا أن استمرار القصف يهدد الأسرى بالموت، سواء بسبب الإصابات أو نقص الغذاء والرعاية الطبية، ومع ذلك لا يُبدي أي اكتراث حقيقي لمصيرهم ، هذه الممارسات تكشف أن استعادة الأسرى ليست أولوية بقدر ما هي أداة سياسية للتلاعب بالمشاعر.

اعتراف بالفشل وتزايد المقاومة

في الوقت الذي تُعرض فيه أرواح الأسرى الإسرائيليين للخطر، يعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن العمليات العسكرية التي يقوم بها نتنياهو فقدت أهدافها الاستراتيجية، وأن القصف المستمر لا يُضعف المقاومة بل يُعزز قوتها ، و تصريحات المسؤولين الاسرائيليين تؤكد أنه “كلما قتلت إسرائيل عشرة مقاومين، تُجنّد المقاومة عشرين آخرين.” ورغم ذلك، يصر نتنياهو على استمرار هذه الحرب العبثية دون أي خطة واضحة و خاصة فيما يتعلق بانقاذ الاسرى .

تضليل العالم وطمس الحقائق

بالتوازي مع خداعه لشعبه، يسعى نتنياهو لتضليل الرأي العام الدولي ، الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية، ومع ذلك يُركز الخطاب الإسرائيلي على ملف الأسرى لتشتيت الانتباه عن هذه الجرائم و التي توضح أن نتائجها فقط مزيد من قتل الأبرياء و قد يلحق بهم عدد من الاسرى الاسرائيليين أو جميعهم.

الحقيقة أقوى من الوهم

اليوم بات واضحًا أن نتنياهو يستخدم قضية الأسرى كأداة لاستمرار الحرب و في الحقيقة أن انقاذهم احياء لا يتم إلا عبر صفقة ، أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين يدركوا ذلك كشفوا زيف وعوده، والعالم يُدرك أن سياساته تُعرض الجميع للخطر لتحقيق مكاسب شخصية.

الحقيقة واحدة: نتنياهو لا يهتم بمصير الأسرى أو شعبه، بل يهتم فقط بحماية موقعه السياسي ، بيع الوهم قد يستمر لبعض الوقت، لكن الحقيقة دائمًا ما تنتصر، ومعها تسقط الأقنعة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.