
قراءة أخرى في فضاءات المرسوم الرئاسي الأخير
أيقظ المرسوم الرئاسي حول مخصصات الشهداء والجرحى والأسرى المالية، الحس الجمعي الفلسطيني، نظرا لما يتمتعون به من احترام وتقدير وربما قداسة في مداخيل الوعي الوطني، وقد صدر المرسوم بفعل ضغوط مالية وسياسية إسرائيلية وأمريكية وأوروبية.
وحول هذا المرسوم تجري قراءات ونقاشات جادة بين أبناء الشعب الفلسطيني، لعل أهمها ما يلي:
-عدم المس باستحقاقات ومكانة رواد النضال والصبر الفلسطيني: الشهداء والجرحى والأسرى، وتوحيد وتمتين آليات الحوار والنقاش والقرار حولهم داخل الكيانات والمؤسسات الفلسطينية جمعاء.
-بات من المهم أيضا مراجعة بنية وآليات صناعة المراسيم التي تصدر عن مؤسسة الرئاسة هرم النظام السياسي الفلسطيني، إذ لا يعقل أن تصدر ثم يجري إلغاء أو تعديل الكثير منها لأسباب مختلفة، وأن تصدر في أوقات غير مناسبة وتعارض توجهات معظم الناس، وألا يتم مناقشة خلفياتها ومكوناتها مع مراكز القرار والرأي وشرائح المجتمع الفلسطيني، فشعبنا واع ويمتلك القدرة على قراءة النصوص ويفهم خطوات نظامه السياسي بدقة متناهية.
مراجعة تفاصيل وتبعات المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية: جسد منظمة التحرير الفلسطينية، و بوصلة السلطة الوطنية الفلسطينية، وأشكال النضال الفلسطيني، وتمتين الجبهة والوحدة الفلسطينية.
-وأخيرا يتفق الفلسطينيون جميعا على أن أهم معركة يجب أن ينتصروا فيها هي صمودهم وثباتهم على أرضهم وفي وطنهم، وتوفير كل الإمكانات اللازمة لذلك، وهزيمة مخططات الطرد والتهجير القسري والطوعي وفانتازيا تزوير التاريخ ونهب الجغرافيا.أعيد نشر مناشدة قطاعات عريضة من أبناء الشعب الفلسطيني موجهة للرئيس محمود عباس من أجل إلغاء أو إعادة دراسة شاملة للمرسوم الذي يجري الحوار حوله. قلعتنا الأخيرة هي شعبنا الواحد الموحد، ونحن حركة تحرر وطني ما زالت تخضع تحت آخر احتلال إحلالي استيطاني صهيوني، ولا مصداقية ولا أمان لأنظمة الحكم اليمينية المتطرفة في واشنطن وتل أبيب معا.