
«في وداع أحمد حرب» (1من2)
«لا يجدر بأحد إعطاء مواعيد في هذا الوطن» هذا الاقتباس من قصة أكرم هنية «لماذا لم أذهب لمقابلة صديقتي؟» هو ما خطر ببالي منذ غادرنا في ٦/ ٢/ ٢٠٢٥ الروائي والناقد الدكتور الجامعي الأستاذ أحمد حرب المولود في الظاهرية في الخليل في العام١٩٥١؛ أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة بيرزيت، وقد عرفناه نحن الأدباء الفلسطينيين من خلال إسهاماته النقدية أولاً والروائية ثانياً في الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية في الضفة الغربية. عرفناه أولاً من خلال قراءة مقالاته النقدية في الصحافة ثم من خلال المهرجانات الأدبية والندوات والمؤتمرات التي أسهم فيها منذ العام ١٩٨١ تقريباً.
قبل عامين تقريباً أرسلت إلى أحمد صورة تجمعنا أنا وهو والشاعر علي الخليلي الذي كان يحرر الصفحات الأدبية في جريدة «الفجر» الصفحات التي جعلها مجلة شهرية أسهمت، إلى جانب مجلات أخرى مثل «البيادر» و»الكاتب»، في تأسيس حركة أدبية في مناطق الاحتلال الثاني ١٩٦٧، وسرعان ما أدرجها في صفحته غير متذكر تاريخ التقاطها، وأغلب الظن أنه في سنوات الثمانينيات الأولى.
لم تنقطع في السنوات الثلاثين الأخيرة اللقاءات والزيارات فيما بيننا، فكلما زرت جامعة بير زيت التقينا وكلما عقدت الجامعة نفسها مؤتمراً وشاركت فيه التقينا أيضاً.
مؤتمر الأدب الفلسطيني في العام ١٩٩٧ وندوة ذكرى المرحوم الدكتور إحسان عباس ٢٠٠٥، وكلما اشتركنا في أحد المؤتمرات التي تعقدها جامعة بيت لحم - وما أكثرها! - أو جامعة الخليل، وآخر مؤتمر اشتركنا فيه معاً هو مؤتمر جامعة البتراء الأردنية عن رواية القدس، وقد عقد في تشرين الثاني من العام ٢٠١٩ ونزلنا فيه معاً في فندق الرويال والتقينا على وجبة الإفطار طيلة أيام المؤتمر.
آخر لقاء لي بـ «أبو فجر» كان - إن لم تخني الذاكرة - في رام الله. كنت يومها مدعواً للمشاركة في ندوة نقاش كتب الدكتور نبيل طنوس في متحف محمود درويش. جلسنا يومها في محل ركب للبوظة واعتذر عن حضور الأمسية لانشغاله.
في أكتوبر ٢٠٢٣ اتصل بي «أبو فجر» وبعد أن أعلمني عن إصابته بسرطان الحنجرة وعدته أن أزوره خلال أسابيع، وكان الوعد الذي لم ينفذ.
قبل شهر من رحيله تقريباً اتصل بي مرة أخرى. كان ثمة تشويش في الاتصال ما جعلني أتريث كثيراً وأنا أرد، وجددت وعدي بأن أزوره عندما تتحسن حركة التنقل بين مدن الضفة الغربية قليلاً، وعندما تهدأ الأوضاع التي أخذت وتيرة تدهورها بالازدياد.
وكلما تذكرت الوعد الذي قطعته على نفسي بزيارته، هو الذي رحب باستمرار باستقبالي، تذكرت سطراً غالباً ما أوردته في مقالاتي وأنا أكتب عن حركة التنقل بين مدن الضفة الغربية، وهو «لا يجدر بأحد إعطاء مواعيد في هذا الوطن».
لقد مر على الوعد خمسة عشر شهراً ولم يغب عن ذهني، وكلما هممت ترددت وتكاسلت وتراجعت، والسبب هو الحواجز.
قبل ثلاث سنوات تقريباً كانت إحدى طالبات الدكتوراه في جامعة النجاح الوطنية تتواصل معي بخصوص موضوع رسالتها المتعلق بالحواجز في الأدب الفلسطيني، والطالبة هي هديل كيال، وكانت تسألني عمن كتب عن الحواجز في الأدب الفلسطيني، وكلما تذكرت نصاً ما ذكرتها به، ابتداء من قصيدة فدوى طوقان المبكرة «آهات أمام شباك التصاريح» التي كتبتها عن تجربة مرت بها، في انتظارها في جسر دامية، في أثناء سفرها إلى عمان.
لقد كان الجسر بعد العام ١٩٦٧ هو الحاجز الأول بعد بوابة مندلباوم التي كتب عنها الأدباء منذ ١٩٤٨ حتى ١٩٦٧، ثم هدمت لحظة احتلال القدس في ١٩٦٧؛ البوابة التي كتب عنها إميل حبيبي وسميرة عزام وغسان كنفاني وآخرون، ولا يعرفها الآن إلا كبار السن في فلسطين ممن تجاوز السبعين أو قراء قصص الكتاب المذكورين.
ما أشبه موعد لقائي بأبي فجر بموعد لقاء شخصيتي قصة سميرة عزام «عام آخر».
كلما سافرت الأم من بيروت إلى القدس، فبوابة مندلباوم، لرؤية ابنتها المقيمة في الناصرة تعذر اللقاء.
وحكاياتنا مع الحواجز حكايات عديدة سببت لنا مشاكل ووجع رأس وأسفرت أحياناً عن شهداء عديدين، بخاصة منذ انتفاضة الأقصى ٢٨/ ٩/ ٢٠٠٠ ولعل منها ما ألم بالشابة ميسون الحايك التي كانت وزوجها وحموها في طريقهم إلى المشفى لتضع مولودها.
لقد أطلق الجنود النار على زوجها وحميها فارتقى الأول وأصيب الثاني ووضعت طفلتها ليكون عيد ميلادها وعيد استشهاد أبيها في اليوم نفسه.

أين أهل قطاع غزة مما يُخطط له؟

تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: كارثة مستمرة واحتمالات كبيرة لعودة الحرب

المستقرظات سياسياً ووطنياً

كما لو أن الشاعر كتب قصائده في وصف ما يجري

من سيكون نائب لرئيس منظمة التحرير ودولة فلسطين

"المرأة: شعلة الحياة ونبض الوطن .. يوم المرأة العالمي: احتفاء بالعطاء والإنجاز"

بينما العرب يجعجعون ...... اسرائيل ترسم خطط التهجير
