
المشروع الصهيوني ومئة عام من الفشل
منذ وعد بلفور ١٩١٧ ثم الانتداب البريطاني على فلسطين ١٩٢٠ الى اليوم أي أكثر من مئة عام، شنت خلالها إسرائيل عدة حروب على العرب والفلسطينيين ومارست خلالها كل ما يخطر على البال وما هو مُحرم دوليا وغير مسبوق تاريخيا من جرائم قتل وتهجير واعتقالات واستيطان وتهويد وحصار وتطهير عرقي وأخرها الحرب الاخيرة، كما اخترقت الجبهة الداخلية بالانقسام وإثارة الفتنة وزرع عملاء كما اخترقت بدعم واشنطن معسكر حلفائها التقليديين والعالم العربي بالتطبيع والاتفاقات الأمنية ،كل ذلك حتى تقضي على الشعب الفلسطيني وتصفي قضيته الوطنية. بالرغم من كل ذلك وحتى مع سوء الوضع الميداني حاليا، فالواقع يقول:
١- إن في فلسطين ما بين البحر والنهر حوالي ٧ مليون فلسطيني وعددهم يفوق عدد اليهود، وهؤلاء الفلسطينيون هم الذين وصفهم وعد بلفور بالأقليات، بالإضافة الى مثل هذا العدد في الشتات.
٢- هناك أكثر من ١٤٥ دولة تعترف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وتعترف بدولة فلسطينية على ارض فلسطين.
٣-بالرغم من كل محاولات نفي وجود شعب فلسطيني وطمس هويته الوطنية إلا أنه اثبت فرادته وتميزه وحقق خصوصيته الوطنية من خلال ثورته التحررية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبصموده واستمرار مقاومته حتى اليوم.
٤ءنفت غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في بداية السبعينيات وحود شعب فلسطيني وقالت إن كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون، واليوم تخوض دول الاحتلال صراعا مفتوحا وداميا مع (الصغار) في المحافل الدولية وفي قطاع غزة ومخيمات الضفة، وهؤلاء الذين وصفتهم بالصغار الذين سينسون قضيتهم هم الذين يرفعون راية الوطنية ويحركون شعوب العالم ويتظاهرون في عواصم ومدن الشتات.
نعم قد تكون الأحزاب والطبقة السياسية الفلسطينية فاشلة أو ليس في المستوى المطلوب، والمتغيرات الإقليمية والدولية معاكسة لطموحات الشعب وأهدافه ولكن القضية الوطنية ما زالت حاضرة بقوة والمشروع الوطني التحرري ما زال عنوانا وهدفا للشعب، وازمة دولة الكيان الصهيوني لا تقل عن أزمة النظام السياسي الفلسطيني.