
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة: كارثة مستمرة واحتمالات كبيرة لعودة الحرب
تعيش غزة حالة من الكارثة الإنسانية التي لا مثيل لها، تشبه ما يحدث عندما تغرق سفينة في بحر هائج دون أي أمل في النجاة ، منذ أن بدأ الحصار الإسرائيلي والعدوان العسكري على القطاع، تدهورت أوضاع السكان بشكل غير مسبوق، وتفاقمت معاناتهم لتصل إلى حد لم يعد بالإمكان السكوت عنه، ورغم الجهود الدولية العديدة، فإن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمارس سياسة القتل البطيء، محققا انتصارات مؤقتة على الأرض، لكنها تؤدي إلى هزائم حقيقية في القيم الإنسانية، ومثلما تقول الحكمة العربية: “إذا كان الفقر فريسة فالحرب طعمة”، فإن الحرب التي تفرضها إسرائيل على غزة لم تُسفر سوى عن المزيد من الخراب والدمار.
أوضاع إنسانية كارثية في غزة
إن ما يحدث في غزة لا يُعد إلا تجسيدا حيا لمقولة “الحياة قسمة ونصيب”، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في هذا القطاع المحاصر تحت نير الحصار والموت البطيء. فالأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تتفاقم يوما بعد يوم، ولعل أبرز مظاهر هذه الأزمة هي انقطاع الماء والكهرباء والدواء، إضافة إلى انهيار القطاع الصحي بأسره.
نقص الغذاء والمياه
في قطاع غزة، لا تكاد تجد مياه صالحة للشرب، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 97% من المياه في القطاع غير صالحة للاستخدام البشري ، في مثل هذه الظروف، تصبح الحياة كالحلم الذي يذهب مع الريح، حيث يُعاني الأطفال وكبار السن من الظمأ والجوع، بينما تلجأ العائلات إلى مصادر غير آمنة للحصول على المياه ، “الماء سر الحياة”، لكن في غزة، أصبح الماء أحد أكبر مصادر القلق والألم.
القطاع الصحي المنهار
المستشفيات في غزة باتت تعمل في ظل ظروفٍ لا تكاد تُحتمل ، لقد قُتل العديد من الأطباء والممرضين خلال العدوان، فيما تبقى المستشفيات التي لا تزال قيد العمل مكتظة بالمصابين والجرحى ، إن غياب المعدات الطبية والكوادر المؤهلة يعكس عمق الأزمة في القطاع الصحي، في الوقت الذي يصر الاحتلال على منع وصول الإمدادات الإنسانية ، وفي مثل هذه الظروف، تصبح المقولة القديمة “الطب ليس هو العلاج فقط، بل هو الأمل في الحياة”، ولكن في غزة، حتى هذا الأمل أصبح شحيحا .
انقطاع الكهرباء والوقود
لا يكاد يصل التيار الكهربائي إلى المواطنين في غزة سوى بضع ساعات في اليوم، إذ أن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر يؤدي إلى تعطيل كافة القطاعات الحيوية في غزة. “الظلام هو غياب النور”، والظلام هنا ليس فقط في الشوارع والمنازل، بل في قلوب الناس الذين أصبحوا يشعرون بفقدان الأمل في أن تعود لهم الحياة الطبيعية التي كانوا يعرفونها.
تدمير المنازل والتشرد
لقد تحولت العديد من المنازل في غزة إلى أطلال، حيث دمرت القذائف الإسرائيلية المباني السكنية بشكل شبه كامل، مما أجبر أكثر من 1.5 مليون فلسطيني على ترك منازلهم. “من لا بيت له لا يملك عزاءه”، هذه المقولة التي تتردد في غزة يوميا ، حيث يعيش الآلاف من سكانها في ملاجئ مؤقتة، يعانون من نقص الرعاية والاحتياجات الأساسية.
مخطط إسرائيلي لاستئناف الحرب
في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من هذه الأوضاع المأساوية، يبدو أن حكومة نتنياهو الإسرائيلية قد أعدت العدة لاستئناف العدوان على غزة ، المواقف السياسية المتطرفة التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة تشير إلى نية في التصعيد العسكري، وهو ما يعكس سياسة “التهديد بالسلام” التي تبنتها إسرائيل عبر تاريخها. فإنّ “النار لا تُطفأ بالنار”، وهكذا يظهر أن التصعيد الإسرائيلي قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة، تزيد من معاناة الفلسطينيين وتزيد من خطر الحرب الإقليمية.
في هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن بنيامين نتنياهو، الذي يعاني من ضغوط داخلية بسبب ملفات الفساد، يعتقد أن التصعيد العسكري قد يكون وسيلة لزيادة دعم الشارع الإسرائيلي، متجاهلاً في نفس الوقت العواقب الإنسانية المدمرة التي ستنجم عن هذا التصعيد.
الشارع الإسرائيلي في حالة غليان
إسرائيل نفسها لم تخلُ من الاحتجاجات الداخلية، حيث عبر المواطنون عن استياءهم من الحكومة الفاشلة في إدارة الأزمات الأمنية والسياسية ، “الضغوطات الداخلية أقوى من كل شيء”، هذه المقولة تشير إلى أن حالة الاحتقان داخل المجتمع الإسرائيلي قد تزيد من إمكانية تصعيد الحرب، خاصة أن أكثر من 60% من الإسرائيليين يطالبون برحيل نتنياهو.
ردود فعل المقاومة الفلسطينية
من جانبها، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية استعدادها لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي ، إن الفلسطينيين الذين عانوا الكثير من الحروب والعدوان على مر السنين، لا يقبلون أن تكون الأوضاع أسوأ من ذلك ، “الصبر مفتاح الفرج”، لكن هذا الفرج قد لا يأتي إلا إذا تبنت كافة الأطراف الدولية موقفا جادا يدفع إسرائيل للجلوس إلى طاولة الحوار بدلا من مواصلة العدوان ، إن تصريحات الفصائل الفلسطينية تؤكد استعدادها للرد بكل الوسائل المشروعة في حال استأنفت إسرائيل عدوانها، مما يعكس أن غزة لا تزال صامدة، رغم المحن.
ردود الفعل العربية والدولية
على الصعيد الإقليمي والدولي، لا تزال الدول العربية تتحرك على كافة الأصعدة، مطالبة بوقف التصعيد وفتح قنوات المساعدات الإنسانية لغزة ، لكن رغم هذه الجهود، تبقى المواقف الدولية تتسم بالتحفظ، إذ لا تزال الكثير من الحكومات الغربية تتجاهل الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. “العين بالعين”، هذه المقولة التي ترددها بعض الدول العربية، تشير إلى أن التصعيد الإسرائيلي قد يواجه ردا منسقا من جميع الأطراف المناهضة للاحتلال.
اليمن وموقفه الصارم
اليمن، في هذا السياق، يبرز بموقف قوي جدًا، حيث أعلنت الحكومة اليمنية أن أي استهداف للمواطنين الفلسطينيين سيعتبر جريمة حرب لن تمر دون عقاب ، كما أن جماعة أنصار الله الحوثية أعلنت استعدادها لزيادة ضغوطها على إسرائيل عبر عمليات بحرية ضد السفن الإسرائيلية. “العدالة لا تعترف بالقوة”، هذا الموقف يسلط الضوء على أن النضال الفلسطيني لا يقتصر على غزة فقط، بل يمتد ليشمل تضامنا إقليميا وعالميا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
احتمالية تعثر المرحلة الثانية من صفقة التبادل وتأثيرها على الوضع
إن التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يُعد أمرا حيويا في هذه المرحلة ، ومع ذلك، فإن أي تعثر في تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة قد يفتح المجال أمام مزيد من التصعيد العسكري. “من لا يدركها كلها، لا يترك منها شيئا ”، فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حقيقي، فإن الحرب قد تعود مرة أخرى، وتظل كل التوقعات مفتوحة.
إن الوضع في غزة يحمل في طياته تحديات كبيرة، ورغم محاولات الإبطاء من قبل قوى المقاومة والداعمة لها، تبقى الحرب وشيكة ما لم تُؤخذ خطوات جادة لوقف التصعيد ، لا شك أن الشعب الفلسطيني سيظل يدافع عن حقوقه بكل ما أوتي من قوة، لكن السؤال يبقى: إلى متى ستظل الآلام تتزايد، والظلام يزداد حلكة؟

أين أهل قطاع غزة مما يُخطط له؟

المستقرظات سياسياً ووطنياً

كما لو أن الشاعر كتب قصائده في وصف ما يجري

من سيكون نائب لرئيس منظمة التحرير ودولة فلسطين

"المرأة: شعلة الحياة ونبض الوطن .. يوم المرأة العالمي: احتفاء بالعطاء والإنجاز"

بينما العرب يجعجعون ...... اسرائيل ترسم خطط التهجير

نسيان طولكرم وجنين..
