
رد الاعتبار للمقاومة الوطنية الحقيقية
ليس كل من يدافع عن المقاومة في فلسطين مخطئ أو أنه بالضرورة حمساوي أو جهادي أو معادياً لمنظمة التحرير وحركة فتح.
صحيح ،إن الماكينة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين وحماس وقناة الجزيرة تلاعبوا بعقول الناس وأوهموهم أن المقاومة هي حماس ومن ينتقد حركة وحكومة حماس هو ضد المقاومة بل وحتى ضد الإسلام .
في حقيقة الأمر فإن فكر وثقافة المقاومة وما ارتبط بها من مفاهيم وتصورات مثل كراهية إسرائيل وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال والحق بمقاومته بكل الوسائل المتاحة الخ لم تبدأ مع حركة حماس بل متواصلة منذ أكثر من مئة عام مع بداية المشروع الصهيوني عملياً ،وكان الفضل الأكبر لنشر وترويج فكر المقاومة مصحوباً بمقاومة وطنية حقيقية مع حركة فتح منتصف الستينيات وكان لحركة فتح الفضل في تعزيز فكر وثقافة مقاومة الاحتلال عند الجماهير العربية وحتى الأجنبية من خلال تقديمها النموذج العملي لمقاومة الاحتلال من خلال العمل الفدائي وفتح معسكرات حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الأبواب أمام المقاتلين وقوى التحرر في العالم ليتدربوا على السلاح والمقاومة وتعلم مبادئ السلوك الثوري كما كان لحركة فتح وبقية الفصائل الوطنية الفضل في نشر ثقافة المقاومة من خلال الأفلام السينمائية والاذاعات ودور النشر والأغاني الثورية التي تتغنى بالمقاومة والسلاح وقتال العدو دون أن ننسى ما تم تدوينه في الميثاق الوطني للمنظمة وأدبيات حركة فتح التي رفعت شعار (هويتي بندقيتي) .
الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية ما زالت تتذكر بعض أغاني الثورة الفلسطينية قبل ظهور حركة حماس ومنها:
طل سلاحي من جراحي طل سلاحي ولا يمكن قوة في الدنيا تنزع من إيدي سلاحي ...
لوحنا على القواعد لوحنا، بالدكتريوف والآر بي جي لوحنا...
طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع بسلاحي وإيماني طالع حربنا حرب الشوارع ...
شوارع المخيم مليئة بالصور شهيدنا تكلم فأنطق الحجر...
مناسبة التطرق لهذا الموضوع ما لاحظناه من جدل وتراشق بالاتهامات في وسائط التواصل الاجتماعي بين فلسطينيين ينتقدون حركة حماس وطريقة ممارستها للمقاومة المسلحة وارتباطاتها الخارجية مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين ودور قطر المالي والاعلامي في تعزيز الانقسام ودعم حماس وسلطتها في غزة ، هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ناشطون فلسطينيون من خارج القطاع وجمهور من العرب يدافعون عن حماس والمقاومة في غزة بتعصب ويتهمون كل من يعارضها بالخيانة .
في اعتقادنا أن الخلل ليس في الجماهير العربية التي ما زالت تؤمن بالمقاومة ضد إسرائيل، حتى وإن كان فيهم من يؤيد المقاومة للتغطية على تقصيره وفساده أو كنوع من كسب الوجاهة السياسية أو سعياً للارتزاق من وراء القضية أو ممن ينتمون لجماعات الإسلام السياسي، ولكن الغالبية تؤيد المقاومة لأنها ما زالت مشبعة ومقتنعة بعدالة القضية وبشرعية المقاومة وبفكر وثقافة المقاومة التي زرعتها فيهم الثورة الفلسطينية منذ منتصف الستينيات وتوارثوا هذه الثقافة عن آبائهم ومن الثقافة الشعبية والدينية.
المطلوب من حركة فتح ومن تبقى في منظمة التحرير من فصائل وطنية ومن المثقفين الوطنيين أن يستعيدوا المقاومة فكرا وثقافة ونهجا عقلانيا من حركة حماس التي صادرتها وحرفتها عن سياقها الوطني ،وبذل مزيد من الجهد للدفاع عن نهج فتح والمنظمة وطرح تصور واضح لمفهومهم للمقاومة وطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية والشعب وطبيعة العلاقة مع اسرائيل، وتجاوز عدم الوضوح واللغة المبهمة أو ترديد الشعارات حول التمسك بالثوابت والأسبقية في النضال والمقاومة ...، الخطاب التقليدي الخشبي لم يعد يجدي وإن أقنع بعض أبناء فتح والمنظمة فلن يقنع بقية الشعب أو الجماهير العربية والإسلامية إلا إذا كانت فتح والمنظمة لا يحتاجون لهذه الجماهير.

صمتوا دهراً و نطقوا كفرا

هذا هو الواقع، فماذا نحن فاعلون؟

ترامب وزبانيته من المهاجرين

كرّر كلمة "النصر" 654 مرّة وحقّقه على الجبهات الأخرى وعَلِق في غزّة...

مذبحة غزة لن تنقذ إسرائيل من نفسها

الاحتجاجات في غزة: بين صرخة المعاناة وحسابات المرحلة

رحيل الحوراني، زقطان و"الحوت": صمت لا يُشبههم
