
“معركة الكرامة.. دروس في الصمود تتجدد في غزة”
في 21 مارس 1968، خاضت المقاومة الفلسطينية إلى جانب الجيش العربي الأردني معركة الكرامة التي شكلت نقطة تحول في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ، كان العدو يسعى للقضاء على المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني لكنه فوجئ بتصدي عنيف من الفدائيين الفلسطينيين ودخول الجيش الأردني غير المتوقع للمعركة مما أدى إلى هزيمة الاحتلال وانكسار أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
اليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود يعيد التاريخ نفسه في غزة حيث يواجه الاحتلال مقاومة شرسة تقلب موازين المعركة وتثبت أن المقاومة لا تموت ما دام الاحتلال موجوداً ، وكما شكلت الكرامة انتصارا للكرامة العربية جمعاء فإن ما يحدث اليوم في غزة يبشر بأن الأمة لا تزال حية وأن الاحتلال يواجه مقاومة أشد وأوسع من أي وقت مضى.
عندما هاجم الاحتلال بلدة الكرامة، كان يهدف إلى القضاء على الفدائيين الفلسطينيين لكنه تفاجأ بصمودهم البطولي والأهم من ذلك فوجئ بدخول الجيش العربي الأردني إلى المعركة رغم أن ذلك لم يكن مخططاً هذا التدخل غير المعادلة وأجبر الاحتلال على التراجع تحت ضربات المقاومة والجيش معاً ، واليوم يعيش الاحتلال الصدمة ذاتها بعدما وجد نفسه أمام مقاومة فلسطينية صلبة وامتداد عربي وإسلامي متزايد كما تجلى في دخول لبنان واليمن على خط المواجهة الأخيرة مما يؤكد أن الأمة العربية والإسلامية لا يمكن أن تتخلى عن فلسطين ولا عن المقاومة.
وكما فوجئ الاحتلال في الكرامة بدخول الجيش الأردني فإنه سيتفاجأ قريباً بمواقف أقوى من الدول العربية والإسلامية التي لن تترك فلسطين وحيدة في الميدان.
وفي هذا السياق، يقول أحد مقاتلي معركة الكرامة في شهادته:
“كنا نعرف أن الاحتلال لديه سلاح متفوق لكننا امتلكنا الإرادة ، وعندما رأينا الجيش الأردني يدخل المعركة إلى جانبنا أدركنا أن الاحتلال يمكن كسره وبالفعل انهزم أمام المقاومة والإرادة العربية.”
وكما حدث ذلك في عام 1968 فإن الاحتلال اليوم يرى أن غزة لم تعد وحدها وأن المفاجآت في المعركة لم تنتهِ بعد.
جرائم الاحتلال لم تعد مخفية: الإعلام المقاوم يكشف الحقيقة
نعم كان الإعلام غائبا عندما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازره في كفر قاسم، دير ياسين، الطنطورة، صبرا وشاتيلا، وجنين، حيث استطاع التغطية عليها وإخفاءها عن العالم لكن اليوم الجرائم التي يرتكبها في غزة والضفة الغربية تُرتكب تحت أنظار العالم أجمع و تحت نظر الصحفيين الذين وثّقوها بكاميراتهم إلى جانب المواطنين الذين أصبحوا صحفيين ميدانيين من خلال هواتفهم النقالة.
لم يعد الاحتلال قادراً على طمس الحقيقة فوسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى محطات إعلامية يقودها أحرار العالم الذين قاموا بنشر جرائم الاحتلال مما أشعل موجة تضامن غير مسبوقة وأدى إلى حراك عالمي واسع.
خرجت الجامعات الأمريكية والأوروبية بمظاهرات ضخمة والمسيرات مستمرة في بريطانيا، ألمانيا، إسبانيا، وأمريكا، حتى أن العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي والأمريكيين بدأوا يطالبون حكوماتهم بمراجعة دعمهم لإسرائيل.
يقول أحد الصحفيين الأجانب الذي وثّق جرائم الاحتلال في غزة:
“كنت أظن أن بعض التقارير مبالغ فيها لكن عندما وصلت إلى غزة رأيت بأم عيني كيف يُقتل الأطفال وتُدمر المنازل فوق رؤوس سكانها الاحتلال لا يستهدف مقاتلين فقط بل يرتكب جرائم حرب علنية و حرق الاطفال و نشرناها بالبث المباشر و سمع العالم صرخاتهم .”
هذا التحرك الشعبي والإعلامي يعزز قناعة العالم بأن إسرائيل ليست فقط كيان احتلال بل دولة إرهابية تهدد السلم العالمي بأسره ، حيث دمرت و حطمت قوانينهم .
التعاون العربي والإسلامي مفتاح النصر
لقد أثبتت معركة الكرامة أن التنسيق بين الثورة الفلسطينية والجيش العربي الأردني كان عنصراً حاسماً في تحقيق النصر ، واليوم رغم محاولات الاحتلال عزل فلسطين عن محيطها إلا أن التدخل العربي والإسلامي بدأ يتزايد و الشارع العربي عبر عن غضبه والمفاجآت القادمة قد تكون أكبر.
إن حرب غزة الأخيرة أظهرت أن فلسطين ليست وحدها فالمقاومة تحظى بدعم واسع من الشعوب ودخول لبنان واليمن إلى المعركة رسالة واضحة بأن الأمة بدأت تتحرك وأن القادم قد يكون أكبر وأقوى مما يتوقع الاحتلال.
وفي هذا السياق لا يمكن إنكار أن الجيوش العربية مطالبة بأخذ دورها الحقيقي في حماية أمنها القومي ودعم القضية الفلسطينية كما فعل الجيش الأردني في معركة الكرامة ، بل إن الجيوش الإسلامية كلها معنية بهذا الصراع، لأن القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية الأمة بأسرها.
إن المسجد الأقصى يتعرض يومياً لاقتحامات المستوطنين مما يشكل تحدياً كبيرا للأمة الإسلامية ، وكما تحركت المقاومة في فلسطين وتحركت بعض الدول العربية فإن الجيوش الإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المخاطر التي تهدد القدس والمقدسات.
يقول أحد علماء الأمة الإسلامية في خطاب له عن واجب المسلمين تجاه الأقصى:
“كما أن الأمة لم تفرط في مكة والمدينة فإنها لن تفرط في المسجد الأقصى ولن تتركه تحت أقدام المستوطنين والمتطرفين.”
الشعب الفلسطيني يثق أن الأمة لن تسمح ببقاء الأقصى تحت الاحتلال وسيأتي اليوم الذي تتحرك فيه الشعوب وجيوشها لتحرير أولى القبلتين.
زوال الاحتلال هو مفتاح السلام الحقيقي
المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ليست فقط نتيجة خلافات سياسية بل هي ناتجة عن وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يمثل السبب الرئيسي في استمرار الحروب والصراعات ، الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ليس مجرد نزاع سياسي بل هو صراع ديني و تحول بعد حرب الابادة من صراع حدود إلى صراع وجود ، حيث يسعى الاحتلال لتدمير الهوية الفلسطينية واستمرار الاستيطان على حساب الأرض والحقوق و تهجير الفلسطينيين او قتلهم ، و الحقيقة الراسخة ان الاحتلال جرب المجازر و القتل العشوائي والتدمير والحصار لكنه فشل في القضاء على روح المقاومة التي ستظل قائمة حتى تحقيق التحرير و اقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف .
وكما انتصرت الكرامة وكما تصمد غزة اليوم فإن فلسطين ستتحرر حتماً وكما قال أحد قادة المقاومة:
“قد نواجه الموت لكننا لا نقبل الهزيمة الاحتلال هو المشكلة وزواله هو الحل.”
إن الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط عدوا للشعب الفلسطيني بل هو تهديد للسلم الإقليمي والعالمي جرائمه وانتهاكاته للقوانين الدولية أصبحت واضحة للجميع وحتى حلفاؤه بدأوا يترددون في دعمه.
إن الاحتلال هو المشكلة وزواله هو الحل ، ومع سقوطه سيعم السلام ليس فقط في المنطقة بل في العالم بأسره.

صمتوا دهراً و نطقوا كفرا

هذا هو الواقع، فماذا نحن فاعلون؟

ترامب وزبانيته من المهاجرين

كرّر كلمة "النصر" 654 مرّة وحقّقه على الجبهات الأخرى وعَلِق في غزّة...

مذبحة غزة لن تنقذ إسرائيل من نفسها

الاحتجاجات في غزة: بين صرخة المعاناة وحسابات المرحلة

رحيل الحوراني، زقطان و"الحوت": صمت لا يُشبههم
